تنتشر بكثرة وسط مدينة تيارت … ملاعب العشب الاصطناعي خطر على الشبان
تنتشر وسط مدينة تيارت أعداد هائلة من ملاعب العشب الاصطناعي الموزعة على الأحياء والمناطق السكنية، انطلاقا من أرضية ملعب آيت عبد الرحيم سابقا الذي يحفل بعدد من ملاعب القرب و فضاءات لعب الأطفال ،كلها مفروشة بالعشب الأخضر المصنوع من مادة المطاط الذي تفوح منه رائحة كريهة تحت ضغط كثافة الاستعمال، وعند ارتفاع درجة الحرارة، حيث يصل أثرها إلى المناطق السكنية المجاورة، مما يخلق مضايقات للسكان ورواد المقاهي الموجودة بالحي والذين أصبحوا يتساءلون عن مدى تأثيرها على الصحة، خاصة أنها تتسبب في ضيق التنفس بالنسبة للمصابين بالحساسية. وترتبط تلك الروائح التي تنتشر في كل الاتجاهات بمسحوق العجلات المطاطية الذي يتم رشه داخل تلك الملاعب من أجل ملء الفراغات الناتجة عن تآكل شعيرات العشب الاصطناعي ، والأخطر هو أن هذه الملاعب المنتشرة داخل الأحياء تشهد إقبالا مكثفا لمزاولي النشاط الرياضي من الكبار وصغار الأطفال، حيث تظل مشغلة لفترات طويلة عن طريق التناوب بين الفرق، ويمتد اللعب فيها إلى فترات متأخرة من الليل. فكل من يرتاد هذه الفضاءات يظل يستنشق تلك الرائحة الكريهة لمدة طويلة خلال جلوسه أو مزاولته للعب وأثناء القيام بالحركات التي ترفع من درجة التنفس واستنشاق الهواء الملوث.
الملاعب تتواجد بمحاذاة مستشفى يوسف دمرجي
والمثير للانتباه، هو وجود هذه الملاعب بجوار مسشفى يوسف دمرجي، اللتين يفترض فيهما أن تكونا على علم بهذا المشكل، كما يطلب منهما إجراء تحليل كيميائي بخصوص مكونات الهواء داخل تلك الملاعب وطبيعة المادة المستعملة في تركيب العشب المستعمل، مع التأكد من مدى مطابقتها للمعايير القانونية، وذلك من أجل وضع حد للسلبيات والأضرار في حالة ثبوتها. وللإشارة فإن معظم هذه الملاعب قد تم إنجازها في إطار برنامج دعم الشباب الذي فكر القائمون عليه في إحداث الملاعب دون استحضار التأثيرات السلبية الناتجة عن انتشار هذه الرائحة المضرة التي يجهل مدى تأثيرها على الصحة في غياب الدراسات العلمية الدقيقة، وهو ما يعني أن تلك الحظيرة من الملاعب التي يفوق عددها المائة، قد أنجزت بدون دراسات، ولا دفاتر التحملات التي تحدد الشروط والمعايير التي تجب مراعاتها، بدلا من التركيز على التباهي بالإنجازات المحفوفة بالأخطار.
دراسات تكشف عن وجود تأثيرات تؤدي إلى الإصابة بداء السرطان
وبغض النظر عن إيجابيات العشب الاصطناعي، مثل قلة التكلفة والصيانة، وسرعة التركيب، ومقاومة عوامل الطقس، وطول العمر الافتراضي، وعدم الإضرار بالبيئة إذا تم تصنيعه وفق المعايير البيئية والصحية، ثم عدم الحاجة إلى الري، وكذلك حماية اللاعبين ، فإن كل ذلك لا يصمد أمام الانتقادات الموجهة إليه في عدد من الدول الأوروبية وأمريكا، حيث كشفت عدة دراسات عن وجود تأثيرات لتلك المادة تؤدي إلى الإصابة بداء السرطان. وعليه فإننا ندعو الجهات المسؤولة وعلى رأسها وزارة الصحة إلى إنجاز التحليلات المخبرية الضرورية للتأكد من مدى سلامة الهواء في محيط تلك الملاعب، وكذلك خلو تلك المواد المستعملة في صناعة العشب الاصطناعي من المكونات المسببة للأمراض، وخصوصا بالنسبة لصغار السن، ثم الإعلان عن النتائج النهائية من أجل طمأنة الرأي العام، مع تحمل المسؤولية في حماية المواطنين من الأخطار التي تهدد السلامة الصحية.
جودة الملاعب تحدد بمواصفاة دقيقة
هذا و ما يجدر التذكير به هو أن جودة هذه الملاعب تتحدد بمواصفات دقيقة، منها جودة المواد المستخدمة، وذلك بأن يكون الرمل المستعمل من النوع الذي لا يجف ولا يتآكل مع مرور الوقت أو بسبب سقوط الأمطار، ويسمح بمرور المياه إلى القنوات المخصصة لصرفها، كما أن المطاط يجب أن يكون ملائما لنوع الملعب، قادرا على امتصاص الكدمات أثناء ممارسة اللعب، كما أن الأشرطة المستخدمة في ربط العشب يجب أن تكون بمواصفات خاصة، حيث لا تتضرر بالطقس والاستعمال والأمطار.
مهدي ع