داليا دليلة (مندوبة ولاية وهران للأولمبياد الخاص الجزائري): “سننظم عدة أنشطة رياضية خلال شهر رمضان”

يحظى ذوو الهمم في الجزائر باهتمام متزايد من خلال الأولمبياد الخاص الجزائري، وهو مشروع رياضي وإنساني يهدف إلى تعزيز إدماج هذه الفئة في المجتمع عبر الرياضة، وتطوير مواهبهم في مختلف التخصصات الرياضية. في ولاية وهران، تعمل داليا دليلة، المندوبة الولائية للأولمبياد الخاص الجزائري، على قيادة جهودٍ كبيرة في هذا المجال، من خلال تنظيم المنافسات الرياضية، توفير الدعم اللازم للرياضيين، والتنسيق مع مختلف الهيئات لضمان بيئة رياضية مثالية لذوي الهمم.
كيف تقدمين نفسك لقراء يومية بولا؟
“أنا داليا دليلة، مندوبة ولاية وهران للأولمبياد الخاص الجزائري، أعمل على دعم الرياضيين من ذوي الهمم، وإعطائهم الفرصة لإبراز قدراتهم في مختلف التخصصات الرياضية، إلى جانب الإشراف على المبادرات والبطولات الخاصة بهذه الفئة. دوري الأساسي يتمثل في ضمان سير البرامج الرياضية بشكل منظم، والتواصل مع العائلات لتوفير بيئة مشجعة لأبنائهم. إن عملي في هذا المجال هو شغف ومسؤولية في آن واحد، لأنني أؤمن بقدرات هؤلاء الرياضيين وإمكاناتهم الكبيرة التي تستحق كل الدعم والتقدير.”
متى تأسس الأولمبياد الخاص الجزائري، وكيف تطور خلال السنوات الأخيرة؟
“تأسس الأولمبياد الخاص الجزائري سنة 2013، بهدف توفير منصة رياضية متكاملة لذوي الهمم، وهو اليوم يمتد عبر 24 ولاية، حيث يشرف عليه مندوبون ولائيون يسهرون على تنظيم النشاطات وتطويرها. خلال السنوات الأخيرة، شهدنا توسعًا كبيرًا من حيث عدد الرياضيين المشاركين والرياضات المتاحة، وهذا بفضل الجهود المستمرة التي تبذلها الفرق المسيرة، بالإضافة إلى وعي العائلات بأهمية الرياضة في حياة أبنائهم. كما أننا نعمل على إدراج المزيد من التخصصات الرياضية، وتحسين مستوى التكوين، لتمكين الرياضيين من الوصول إلى المنافسات الدولية.”
كيف تساهم مثل هذه المبادرات في تحفيز رياضيي الأولمبياد الخاص؟
“المبادرات مثل التي نظمتها جمعية راديوز لها تأثير كبير على الرياضيين وعائلاتهم، لأنها تمنحهم الثقة في أنفسهم وتشجعهم على الاستمرار. التكريمات والمباريات التي تُنظم خصيصًا لهم تجعلهم يشعرون بأنهم جزء من المجتمع الرياضي، وأن مجهوداتهم تُقدَّر وتحظى بالاهتمام. مثل هذه الفعاليات تفتح أيضًا المجال أمام المزيد من الأطفال والشباب للالتحاق بالأولمبياد الخاص، خاصة عندما يرون نماذج ناجحة من زملائهم. نحن نحتاج إلى المزيد من مثل هذه المبادرات، لأنها تلعب دورًا جوهريًا في نشر ثقافة الرياضة لذوي الهمم وتعزيز اندماجهم في المجتمع.”
ما هي الرياضات التي يشملها الأولمبياد الخاص الجزائري؟
“نحن نقدم مجموعة واسعة من الرياضات التي تناسب مختلف الإمكانيات البدنية والذهنية لرياضيينا، وتشمل كرة القدم، الكرة الحديدية، كرة السلة، كرة الطائرة، وألعاب القوى. نعمل باستمرار على تطوير هذه التخصصات وتحسين ظروف التدريب، حتى نتمكن من الارتقاء بمستوى الرياضيين وتمكينهم من تحقيق نتائج جيدة محليًا ودوليًا. الهدف ليس فقط المنافسة، بل أيضًا منحهم بيئة صحية ومتوازنة تعزز ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على التحدي والتطور.”
شهد الأولمبياد الخاص في الجزائر تنظيم مهرجانات رياضية، هل يمكن أن تخبرينا عن هذه التجربة؟
“نعم، في 2023، نظمنا أول مهرجان للأولمبياد الخاص الجزائري في الجزائر العاصمة، وكان تجربة ناجحة بكل المقاييس، حيث جمع عددًا كبيرًا من الرياضيين من مختلف الولايات، وسمح لهم بالتنافس في أجواء احترافية. بعد ذلك، نظمنا مهرجانات أخرى في قالمة وتمنراست، والآن نستعد لتنظيم النسخة القادمة في ولاية وهران. مثل هذه الفعاليات تساهم في إبراز قدرات رياضيينا، وتتيح لهم فرصة الاحتكاك ببعضهم البعض، كما أنها فرصة رائعة لنشر الوعي حول أهمية دعم ذوي الهمم في المجتمع.”
كيف يؤثر شهر رمضان على رياضيي الأولمبياد الخاص؟
“الحمد لله، معظم رياضيينا يصومون بشكل عادي، وهم ملتزمون بأداء الصلاة في وقتها، ويظهرون مستوى كبيرًا من الانضباط. ومع ذلك، نحرص دائمًا على متابعة حالتهم الصحية خلال هذا الشهر، ولهذا قمنا بالتنسيق مع عيادة خاصة وأطباء متطوعين لمراقبة الرياضيين وضمان جاهزيتهم لممارسة الرياضة دون أي مضاعفات صحية. خلال شهر رمضان، نعتمد على برنامج تدريبي وغذائي متوازن، حيث يتم تخصيص تدريبات خفيفة قبل الإفطار، في حين تكون الحصص المكثفة بعد الإفطار، مع تقديم نصائح غذائية تساعدهم على الحفاظ على لياقتهم البدنية دون إرهاق.”
هل هناك برامج رياضية خاصة خلال شهر رمضان؟
“بالطبع، سننظم عدة أنشطة رياضية خلال هذا الشهر الفضيل، من بينها دورات في الكرة الحديدية، مباريات في كرة القدم، إلى جانب تنظيم منافسات في كرة اليد وكرة السلة. هدفنا هو الحفاظ على النشاط البدني لذوي الهمم، وفي الوقت نفسه، توفير أجواء ترفيهية تساهم في سعادتهم واندماجهم. نحن نحرص على أن تكون هذه الفعاليات مناسبة لأجواء رمضان، بحيث تكون في أوقات ملائمة ولا تؤثر على صحتهم.”
ما هي رسالتك للعائلات الجزائرية؟
“أوجه تحية تقدير لكل الأولياء الذين يمنحوننا الثقة ويسمحون لنا بمرافقة أبنائهم في المنافسات والرحلات، لأنهم جزء أساسي من نجاح هؤلاء الرياضيين. كما أدعو العائلات إلى عدم التذمر من حالات أبنائهم، بل العمل على تشجيعهم ودعمهم، لأنهم يمتلكون قدرات رائعة تزداد وضوحًا مع كل تدريب ومنافسة. كذلك، أوجه نداءً للأطباء، الشباب، والطلبة الجامعيين للانضمام إلينا كمتطوعين، لأن خدمة هذه الفئة شرف ومسؤولية. في النهاية، أتمنى رمضانًا كريمًا لكل الجزائريين والمسلمين عامة، وشكرًا لجريدة بولا على تسليط الضوء على هذا الموضوع الهام.”
حاورها: نبيل شيخي
تصوير: عبد الكريم مكالي