دقيش نورالدين (لاعب مولودية حجاج): “وِجهتي القادمة ستكون بحجم طموحاتي”

دقيش نورالدين، ابن مدينة مغنية وواحد من الأسماء البارزة في وسط الميدان الدفاعي، فتح لنا قلبه في هذا الحوار الصريح، للحديث عن تجربته في نادي مولودية حجاج، الموسم المعقد الذي مرّ به الفريق، وتقلبات النتائج، إضافة لطموحاته المستقبلية، ورسالته لجمهور الفريق.
كيف جاء اختيارك للالتحاق بفريق مولودية حجاج هذا الموسم؟
“اختياري لفريق مولودية حجاج لم يكن عشوائيًا، بل جاء بعد دراسة ومشاورات، خاصة بعد تواصلي مع مناجير الفريق السيد عفيف، الذي عرض علي مشروعًا طموحًا لفريق كان قد صعد حديثًا من الجهوي الثاني. المشروع كان واضحًا منذ البداية، يتمثل في تحقيق صعود ثانٍ متتالي نحو القسم الثالث. هذا الطموح جذبني، خصوصًا وأن الفريق كان بصدد تشكيل مجموعة قوية قادرة على تحقيق أهدافها، وهو ما شجعني على قبول العرض والانضمام.”
كيف تقيّم انطلاقة الفريق في البطولة؟
“الانطلاقة كانت مثالية، بل أكثر مما توقعنا. تصدرنا جدول الترتيب منذ الجولة الأولى وحتى الرابعة عشرة. هذا لم يأتِ من فراغ، بل من التحضيرات الجادة والتعداد المتكامل الذي امتلكه الفريق، والذي كان مزيجًا بين لاعبين مجربين وشبان متعطشين لإثبات أنفسهم. كانت لدينا رغبة جماعية قوية، وكل لاعب كان يشعر بأن له دورًا في مشروع النادي، إلى جانب الدعم الجماهيري الرائع الذي كان حاضرًا منذ أول حصة تدريبية.”
ما الذي غيّر مجريات الموسم بعد البداية القوية؟
“ما غيّر المعطيات هو فقداننا للصدارة في منتصف الموسم، بعد تعادل ضد اتحاد سيدي محمد بن علي، الفريق الذي استغل تعثرنا وواصل سلسلة النتائج الإيجابية ليوسّع الفارق إلى ثمان نقاط في الشطر الثاني. أضف إلى ذلك بعض التوترات داخلية التي بدأت تنخر في تماسك الفريق، حيث بدأت تظهر التكتلات داخل المجموعة، وانقسمت الآراء حول بعض الأمور، وكل هذا انعكس سلبيًا على تركيز اللاعبين.”
كيف تأثرت شخصيًا بهذه التغيرات؟
“للأسف لم أتحصل على عدد الدقائق الذي كنت أطمح إليه. كنت أعمل بجد في التدريبات، ولكن الوضع داخل الفريق أصبح غير مريح. بعد رحيل المدرب جمال القبايلي، الذي كان يعرف كيف يسير المجموعة، تغيرت الأمور كليًا. المدرب الجديد اعتمد على أسلوب مختلف وبدأ يختار التشكيلة على أسس غير رياضية أحيانًا، وبدأ بعض اللاعبين يفرضون أسماء معينة على التشكيلة الأساسية. هذا الجو لم يساعدني على الظهور كما كنت أطمح.”
ما تعليقك على رحيل المدرب القبايلي؟
“كان خسارة كبيرة للفريق. هو من أسّس هذا المشروع، وكانت له نظرة فنية واضحة، وكان عادلاً في اختياراته. رحيله في وقت حرج أربكنا كثيرًا. كنا نحتاج للاستمرارية، لكنه غادر بعد تعادل مع اتحاد سيدي محمد بن علي، وتغيرت بعدها كل موازين الفريق.”
هل تعتقد أن الفريق أضاع فرصة الصعود بسبب مشاكل داخلية أكثر من مشاكل فنية؟
“بكل تأكيد. من الناحية الفنية، كنا نمتلك كل شيء: لاعبين، خطة، انسجام، وتجربة. لكن التداخلات في شؤون التشكيلة وتدخل أطراف خارجية في القرارات أثرت على تركيزنا. فقدنا الصدارة بعد تعادل أمام اتحاد مغنية، وكانت تلك نقطة التحول السلبية. منذ تلك اللحظة بدأ الفريق يفقد هويته.”
ما تقييمك لتجربتك الفردية رغم كل هذه الظروف؟
“رغم الصعوبات، أنا فخور بما قدمته. صحيح لم ألعب كما كنت أتمنى، لكنني اكتسبت الكثير من الخبرة. اللعب بجانب عناصر تقمصت ألوان فرق محترفة منحني رؤية أوسع للعبة. تعلمت كيف أتعامل مع الضغط، وكيف أحافظ على انضباطي حتى في أحلك الظروف.”
هل ترى نفسك باقٍ في مولودية حجاج الموسم المقبل؟
“بصراحة، لم أقرر بعد. هناك عروض من فرق تطمح للصعود، وهو ما أبحث عنه دائمًا. أرغب في اللعب في نادٍ يملك مشروعًا واضحًا وبيئة صحية تساعدني على التطور. لا أنكر فضل مولودية حجاج عليّ، لكن كل لاعب يطمح للأفضل، وسأدرس خياراتي جيدًا.”
كيف كانت علاقتك بالجمهور؟
“الجمهور كان نقطة الضوء الوحيدة في بعض فترات الموسم. لم يتخلوا عنا، حتى في أسوأ لحظاتنا. منحوني الدعم والثقة، وشعرت دومًا بأنني محل تقدير واحترام، وهذا ما أعتبره من أكبر مكاسبي خلال هذا الموسم.”
هل الفريق قادر على الصعود الموسم القادم؟
“أكيد، الفريق يمتلك قاعدة جيدة من اللاعبين، لكن يجب إعادة النظر في طريقة التسيير، وإبعاد أصحاب المصالح. إذا تم تسيير النادي بعقلانية وبعيدًا عن التجاذبات، فأنا واثق أن مولودية الحجاج يمكنها العودة أقوى والمنافسة على الصعود.”
هل ندمت على الانضمام لهذا الفريق؟
“لا أبدًا. كل محطة في مسيرتي أتعامل معها كدرس. ما حصل هذا الموسم منحني نضجًا كبيرًا. صحيح أنني كنت أتمنى نهاية مختلفة، لكن لا يمكنني سوى أن أكون ممتنًا لكل ما عشته هنا.”
ما طموحاتك على المدى القريب؟
“طموحي هو أن أكون ضمن نادٍ يلعب من أجل الصعود، سواء في قسم أعلى أو بنفس المستوى. أريد أن أثبت إمكانياتي أكثر، وأظهر ما أستطيع فعله حين أُمنح الفرصة الكاملة، وهذا ما أعمل عليه دائمًا.”
كلمة أخيرة للجمهور الحجاجي؟
“أقول لهم من قلبي شكرًا لكم على دعمكم وثقتكم. كنتم فعلاً سندنا في الأوقات الصعبة. أتمنى أن تتحقق أحلامكم مع الفريق، وأن يعود مولودية الحجاج لمكانته الحقيقية. أنتم جمهور يعرف كرة القدم، ويستحق أن يفرح دائمًا.”
حاوره: سنينة. م