دندان تقي الدين (لاعب سريع بونة لأقل من 15سنة): “أحلم بالوصول إلى المنتخب الوطني”

تُثبت كرة القدم الجزائرية يومًا بعد يوم أنّها لا تزال تنبض بالمواهب الصاعدة، التي تبذل مجهودات جبّارة في صمت، بعيدًا عن الأضواء، لكن طموحاتها لا تعرف الحدود. وفي مدينة عنابة، بزغ نجم لاعب صغير في السن، كبير في الأداء، يُدعى دندان تقي الدين، وسط ميدان هجومي يُجيد قراءة اللعب، وصناعة الفرص، وتسجيل الأهداف. في سن الرابعة عشرة فقط، تمكّن من فرض نفسه في فئة أقل من 15 سنة، رفقة ناديه سريع بونة.
في البداية، عرّفنا على نفسك للجمهور الرياضي أكثر؟
“أنا دندان تقي الدين، من مواليد 23 جانفي 2011 بمدينة عنابة. أتابع دراستي حاليًا في السنة الرابعة متوسط. أمارس كرة القدم منذ سنوات، وألعب حاليًا مع نادي سريع بونة في فئة أقل من 15 سنة. أشغل منصب وسط ميدان هجومي، وهو المنصب الذي أجد فيه راحتي وأستطيع أن أقدّم فيه كل إمكانياتي.”
حدثنا عن بدايتك في عالم كرة القدم، وأين لعبت سابقًا؟
“بدايتي كانت بسيطة لكن مشوّقة، ككل طفل يحب الكرة، بدأت ألعب في الحي، ثم التحقّت بفريق حمراء عنابة – فرع دراع الريش، أين تعلمت الأساسيات وانطلقت في التكوين الحقيقي. بعد فترة، التحقت بفريق سريع بونة، وهو النادي الذي أعتز باللعب فيه حاليًا، فقد تطورت فيه كثيرًا ووجدت الدعم والمناخ المناسب للتألق.”
من هو المدرب الذي كان له تأثير كبير على مستواك؟
“المدرب الذي أثّر فيّ كثيرًا ورافقني في مسيرتي هو الشيخ ميدو. تعلمت منه الكثير من الأمور الفنية والانضباطية. لم يكن مجرد مدرب، بل كان موجّهًا ونقطة قوّة بالنسبة لي، حيث ساعدني على صقل موهبتي وعلّمني كيف أواجه المباريات بروح قتالية ومسؤولية.”
ما هي أصعب مباراة لعبتها في مشوارك إلى الآن؟
“أصعب مباراة لعبتها كانت ضد فريق الجيل الصاعد شطايبي. كانت مواجهة قوية بدنيًا وتكتيكيًا، لعبوا بندية كبيرة ولم يكن من السهل فرض السيطرة عليهم، لكن مثل هذه المباريات تصنع اللاعب وتزيده خبرة وصلابة، وقد استفدت منها كثيرًا.”
كم عدد الأهداف التي سجلتها هذا الموسم؟ وماذا عن التمريرات الحاسمة؟
“هذا الموسم كان مميزًا بالنسبة لي من ناحية الأداء والأرقام، حيث تمكنت من تسجيل 10 أهداف، ونجحت في تقديم 12 تمريرة حاسمة لزملائي. أحاول دائمًا أن أكون لاعبًا متكاملاً، لا أبحث فقط عن التسجيل، بل أيضًا عن صناعة اللعب ومساعدة الفريق على الفوز.”
هل واجهت صعوبات أو عراقيل في مشوارك إلى حد الآن؟
“بصراحة، لم أواجه أي صعوبات تُذكر، ربما لأنني أملك أسرة تدعمني وتشجعني كثيرًا. وجود والديّ إلى جانبي أعطاني ثقة كبيرة وراحة نفسية، وهذا ما ساعدني على التركيز فقط على اللعب والتطور.”
من هم الأشخاص الذين يدعمونك ويقفون إلى جانبك دائمًا؟
“الوالدان هما الداعم الأول لي، لا يتخلّيان عنّي أبدًا، يُرافقاني في كل مباراة، يُحفزاني حتى في الأوقات الصعبة، ويهتمان بتوازني بين الدراسة والرياضة. وجودهم بجانبي هو سر من أسرار استقراري ونجاحي.”
كيف توفّق بين الدراسة وكرة القدم، خاصة وأنك في سنة دراسية حسّاسة؟
“أحاول دائمًا تنظيم وقتي جيدًا، لأن الدراسة مهمة جدًا في حياتي، كما أن والديّ يوصياني دائمًا بألّا أهمل دراستي. بعد العودة من التدريبات، أخصص وقتًا لمراجعة الدروس، وأستغل عطلة نهاية الأسبوع للتحضير الجيّد. صحيح أن الأمر يتطلب مجهودًا مضاعفًا، لكنني مؤمن أن من يُحب شيئًا، يستطيع أن ينجح فيه دون أن يُضحّي بالجانب الآخر.”
هل سبق أن تلقيت عروضًا من أندية أخرى؟ وهل تفكر في تغيير الأجواء مستقبلًا؟
“إلى حدّ الآن، لم أتلقّ عروضًا رسمية، لكن كانت هناك بعض الاتصالات غير مباشرة من مدربين ونوادٍ عبّرت عن إعجابها بمستواي. في الوقت الحالي، أنا مركز مع فريقي سريع بونة، وأريد أن أواصل التطور هنا، لكن طبعًا إذا جاءت فرصة أفضل في المستقبل وتخدم مسيرتي، فسأدرسها مع العائلة بعقلانية.”
ما هي أجمل ذكرى تحتفظ بها في عالم الكرة؟
“أجمل لحظة لا أنساها هي تسجيلي لأول هدف رسمي في البطولة. كان شعورًا لا يوصف، لحظة خاصة جدًا بالنسبة لي، حيث شعرت أن كل التدريبات والتضحيات بدأت تؤتي ثمارها.”
وهل هناك ذكرى حزينة أو موقف سيء تتذكره في مشوارك؟
“الحمد لله، إلى حد الآن لم أواجه مواقف حزينة في مسيرتي الكروية. كل تجاربي كانت إيجابية، وأتمنى أن يبقى هذا الحال، وأن أواصل مسيرتي بخطى ثابتة نحو الأفضل.”
ما هو فريقك المفضل محليًا وعالميًا؟
“في الجزائر، أشجّع فريق اتحاد العاصمة، أحب طريقة لعبهم وتنظيمهم. أما على المستوى العالمي، فأنا من عشاق ريال مدريد، النادي الملكي الذي ألهم أجيالاً من اللاعبين حول العالم.”
من هو قدوتك الكروية في البطولة الوطنية والعالم؟
“قدوتي محليًا هو اللاعب عادل بولبينة، أتابع مبارياته وأعجب بأسلوبه. أما عالميًا، فالنجم الذي ألهمني وما زلت أقتدي به هو كريستيانو رونالدو، مثال في العمل الجاد والانضباط والتضحية.”
ما هو حلمك وهدفك في المستقبل كلاعب كرة قدم؟
“هدفي الكبير هو اللعب في نادٍ محترف كبير سواء داخل الجزائر أو خارجها، وأن أتمكن يومًا ما من تقمص ألوان المنتخب الوطني الجزائري وتمثيله في أكبر التظاهرات العالمية، ولم لا كأس العالم. أؤمن بقدراتي وأعمل يوميًا لأصل إلى هذا الحلم.”
ما هي نصيحتك للأطفال الذين يحلمون بأن يصبحوا لاعبي كرة قدم مثلك؟
“أنصحهم أوّلًا أن يحبّوا الكرة بصدق، وأن يتدرّبوا بجدّ، ولا يعتمدوا فقط على الموهبة. كما أقول لهم: لا تهملوا الدراسة، لأنها سند مهم في الحياة، ولا تيأسوا أبدًا أمام الصعوبات، لأن النجاح في كرة القدم يتطلب صبرًا وتضحيةً واستمرارية. والأهم أن يكونوا محترمين لمدربيهم وأولياءهم، لأن التواضع هو بداية الطريق الصحيح.”
كلمة أخيرة تختم بها هذا الحوار؟
“أشكركم جزيل الشكر على هذه الاستضافة الجميلة. كما أشكر كل الطاقم الفني في نادي سريع بونة على دعمهم وتشجيعهم الدائم. إن شاء الله نواصل التألق ونرفع راية الجزائر في المحافل الكبرى.”
حاوره: سنينة. م