خص أسطورة كرة اليد العالمية ديدي دينار، بطل العالم السابق مع منتخب فرنسا كلاعب و مدرب جريدة بولا بحوار حصري، تحدث فيه عن عديد الأمور التي تتعلق بمسيرته التدريبية و عن أهدافه و مشاريعه، كما تحدث بشكل خاص عن مساعده السابق رابح غربي الذي تم تعيينه مدربا للمنتخب الوطني الجزائري، و عن عديد الأمور التي تطالعونها في هذا الحوار الحصري.
بداية، شكرا لك و لوكيل أعمالك جيروم بابان على قبول إجراء هذا الحوار؟
” لا شكر على واجب، نحن في خدمتكم و تحية لأصدقائنا الجزائريين في كل مكان في العالم.”
بداية، حدثنا عن مسيرتك مع المنتخب السعودي؟
” تجربتي مع المنتخب السعودي كانت رغبة مني في خوض تحدي جديد و الخروج عن عملي المعتاد في أوروبا، أردت خوض تجربة جديدة و غير معتادة بالنسبة لي، كانت هناك عديد الأهداف التي كان يتوجب عليّ تحقيقها و أبرزها تأهيل المنتخب إلى البطولة العالمية 2023، و حققنا المرتبة الثالثة والميدالية البرونزية في بطولة آسيا، رغم أننا كنا نهدف للتتويج بالبطولة و نحن فخورون بما حققناه، فأنا أؤمن بمقولة يجب استهداف الوصول إلى القمر من أجل الحصول على النجوم على الأقل، و هذا ما انطبق على مسيرتي مع المنتخب السعودي، و كل ما تحقق كان بجدارة و إستحقاق.”
المنتخب السعودي عرف تطورا كبيرا في وقت وجيز تحت قيادتك، كيف حدث هذا؟
” العمل كان جماعيا و كل واحد قدم عمله على أكمل وجه، و عن التطور في المستوى بدأ من خلال الحرص على العمل البدني الكبير، حيث وضعنا مختصين فرنسيين من أعلى مستوى في هذا الجانب من أجل تطوير لياقة اللاعبين، و هذا ما كان كلمة السر ، حيث أننا نجحنا في قلب الطاولة على المنافسين في أكثر من مرة بسبب الحضور البدني و مواصلة المباراة بنفس النسق إلى آخر ثانية، ثم عملنا على تطوير الجانب التكتيكي و الجماعي بين اللاعبين و غرس ثقافة جديدة ، و هذا ما مكننا من تحقيق تلك النتائج و خطف تأشيرة التأهل للمونديال و الحصول على الميدالية البرونزية التي لم تحقق في السعودية منذ 10 سنوات كاملة، و هذا ما يجعلني أفتخر بالعمل الذي قمت به في الخليج العربي وتحقيق كل الأهداف المسطرة بأفضل طريقة ممكنة.”
بعد تعيينك على رأس هذا المنتخب، هل كنت تتوقع تحقيق تلك النتائج؟
” طموحاتي كبيرة جدا و أنا بطبعي شخص تنافسي و أسعى للوصول إلى القمة دائماً، و حتى في مسيرتي كلاعب كنت أحمل نفس المواصفات، ولا أفكر في الإخفاق بقدر ما أفكر في النجاح و هذا ما جعلني أنتظر و أتوقع أنني سأنجح في تجربتي في السعودية، و هذا ما حصل في النهاية.”
نهاية مسيرتك مع السعودية لم تكن منتظرة، هل شعرت أنك بحاجة إلى تحدٍ جديد في مسيرتك التدريبية؟
” هذا كان خيارا شخصيا لي بعد تفكير كبير، و كان علي الذهاب للبحث عن تحدي جديد في مسيرتي بعد الذي حققته في السعودية و الذي سأبقى أحتفظ به في ذاكرتي بكل تأكيد، و عشت أوقاتا مميزة هناك لن تنسى.”
هل تملك عروضا جديدة في الوقت الراهن؟
” نعم، هناك العديد من العروض التي أنا بصدد دراستها، و هذا أمر يتطلب تفكيرا كبيرا لأنه قرار حياة بالنسبة لي ، و لا يجب التسرع و يجب دراسة العرض من كل النواحي الممكنة، وهناك شهر فقط منذ نهاية البطولة السابقة ، و يجب أخذ كل الوقت من أجل التفكير الجيد و الخروج بقرار مناسب.”
هل تفضل العمل مع المنتخبات على الأندية؟
” حاليا أنا أملك عروضا مختلفة من أندية و منتخبات وطنية و يجب النظر إلى المشروع الرياضي قبل كل شيء، فهذا أمر لا يجب التسرع فيه كما ذكرت سابقاً. ”
بعد تجربة مع المنتخبات مثل فرنسا و السعودية، هل أنت مهتم بالعمل مع الأندية؟
” نعم بالطبع، و لكن الأمر لا يتوقف عن نادي أو منتخب بل عن المشروع الرياضي الذي يجب دراسته بكل تفاصيله و عن مستقبله. ”
و ماذا عن منصبك الحالي كمدير رياضي لنادي نيس الفرنسي؟
” العمل في نادي نيس هو مشروع بناء محض و يتطلب الكثير من الوقت، هذا النادي يعمل على التحول كقطب في كرة اليد على المستوى الفرنسي والأوروبي، و هذا ما يتطلب الكثير من الوقت، و يجب البناء على أسس صحيحة فهو مشروع ضخم بحاجة إلى الإهتمام بأدق التفاصيل و هذا ما أحرص عليه في الوقت الراهن.”
الجزائري رابح غربي كان مساعدا لك في المنتخب السعودي، لماذا وقع اختيارك عليه لتولي هذا المنصب؟
” أعرف رابح منذ وقت طويل و تربطني به علاقة صداقة وطيدة، و هو شخص صاحب كفاءة كبيرة و يعرف الشرق الأوسط و الخليج العربي جيدا، و كنت بحاجة إلى شخص مثله كمساعد لي من أجل ربح الوقت و التعرف على الأجواء بسرعة، و هو يملك خبرة كبيرة في هذا الجانب و له كل الخصائص التي كان من الممكن أن تساعدني في تحقيق الأهداف، هو شخص تقني و يحرص على كل التفاصيل بشكل مُلفت للانتباه.”
لقد تم تعيينه مؤخرا على رأس المنتخب الجزائري، ما رأيك؟
” أعتقد أن الإتحاد الجزائري لكرة اليد كان قد عاين جيدا إمكانيات و كفاءة رابح غربي من قبل تعيينه كناخب وطني، و هو إختيار مناسب جدا كونه سيكون مدربا لمنتخب بلاده، هو أمر ممتاز بالنسبة له و بالنسبة للمنتخب الجزائري، خاصة و أنه خاص منافسة كبيرة قبل توليه تدريب الجزائر بعد الفترة التي قضاها مع المنتخب السعودي في كأس آسيا و مساهمته في الإنجاز المحقق.”
هل ترى أنه قادر على النجاح مع المنتخب الجزائري؟
” نعم، أرى أن له إمكانية النجاح مع الجزائر، رغم أنه في الرياضة لا شيء رسمي، و لكن غربي له كل الإمكانيات لقيادة المنتخب الجزائري لتحقيق أفضل النتائج مستقبلاً.”
هل تعرف بعض اللاعبين الجزائريين الناشطين في الدوري الفرنسي؟
” أعرف بعضهم من خلال متابعتي المباريات ، و لكن لا أعرفهم شخصيا أو عن قرب، و عموما أعلم أن مستوى اللاعب الجزائري جيد، خاصة لو نتذكر مباراة المنتخب الفرنسي ضد الجزائر في المونديال السابق و التي عانى من خلالها الديكة قبل اقتناص الفوز في آخر الدقائق، و هذا ما يؤكد أن اللاعب الجزائري يملك إمكانيات كبيرة قابلة للتطور أكثر.”
ماذا عن أهدافك المستقبلية في مجال التدريب؟
” الآن أنا بصدد دراسة العروض التي وصلتني سواء من الأندية أو المنتخبات، و سآخذ كل الوقت قبل إتخاذ القرار النهائي، و لكن الهدف يبقى دائما تحقيق النجاح في كل خطوة أخطوها في هذا المجال.”
هل لك أن تسرد لنا أفضل لحظة في مسيرتك كلاعب، أعلم أنها كثيرة؟
” لا هذا سهل رغم أنه يبدو صعبا للكثيرين، أفضل لحظة و أعلى لقب هو تحقيق الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية في بيكين 2008، حيث أن هذا اللقب كان الوحيد الذي كان ينقص خزينتي و قد تحقق في تلك الدورة، و هو أمر يدعو لفخر شديد.”
الكثير من المتابعين العرب و الجزائريين لا يزالون يحتفظون بدينار المدافع القوي و الصلب ،و الكثير من اللاعبين الشباب سمعوا عنك ، هل من كلمة تشجيعية تقدمها لهؤلاء؟
” أعتقد أنه يجب الإيمان بكل الأحلام و عدم التفكير بالأعذار أو الحدود، كما أقول دائما يجب استهداف القمر للحصول على النجوم على الأقل، يجب دائما تجاوز الصعاب و عدم الوقوف عندها، ضاعف العمل كل يوم و ثق بأحلامك و آمن بها و ستنجح بكل تأكيد حتى و إن طال الأمر.”
لختام الحوار، كلمة أخيرة لصديقك غربي مدرب منتخبنا الوطني؟
” أتمنى كل التوفيق و النجاح لرابح، أقول له لك كل الكفاءة للنجاح و التي ستقودك لصنع التاريخ مع المنتخب الجزائري و لصنع أفراح الجماهير الجزائرية العاشقة لكرة اليد، بالتوفيق رابح صديقي.”
حاوره: خليفاوي مصطفى
