العالمي

رونالدو ضحية لمشاكل تكتيكية …

من المؤكد أن رونالدو يندم بشكل واضح على انتقاله إلى يوفنتوس ومغادرته صفوف ريال مدريد. صحيح فاز البرتغالي بعدة بطولات محلية مع الفريق، لكنه عانى بقوة في دوري الأبطال ليخرج من ربع النهائي أمام أياكس، ثم من الثمن ضد ليون وبورتو. كلها فرق أقل قوة من اليوفي لكن النادي الإيطالي ظهر بصورة ضعيفة للغاية، ليبتعد الدون عن منصات التتويج أوروبياً، ويخسر في المقابل فرص الفوز بالكرة الذهبية، التي فاز بها آخر مرة في عام 2017، أي قبل 4 أعوام من الآن.

رونالدو.. ظالم أم مظلوم في يوفنتوس؟

المشكلة لم تكن أبداً في رونالدو، لأن البرتغالي في السنوات الأخيرة، بالتحديد آخر موسمين مع ريال مدريد، وجد نظام تكتيكي مناسب له بشدة. خط وسط قادر على الابتكار والصناعة مثل مودريتش، إيسكو، وتوني كروس، رفقة أظهرة تصنع وتسجل وتراوغ مثل مارسيلو وكارفخال، مع رأس حربة متحرك بقية بنزيما، كل هذه الأمور تحت قيادة زيدان. في يوفنتوس لم يجد معظم هذه العوامل، سواء أظهرة قوية أو وسط خلاق، وبالتأكيد جهاز فني ثابت، فرونالدو تدرب مع أليجري، ساري، والآن بيرلو، لذلك فإنه لم يحصل أبداً على استقرار خططي وتكتيكي، بعيداً عن كبر سنه ولعبه أكثر داخل منطقة الجزاء بالفترة الأخيرة، ليكتفي أكثر بالتسجيل بدلاً من الركض والمرواوغة والصناعة والتسجيل كما كان يفعل بالسابق. الخلاصة أن يوفنتوس أحضر رونالدو لكي يفوز بالأبطال، لكن في النهاية لم يحصل كريستيانو على الفرص التي تساعده لتحقيق ذلك، وفي نفس الوقت أصبح الفريق فارغاً على مستوى الوسط والأطراف، مما جعله يعاني في معظم المواجهات الكبيرة، ويبتعد أكثر في بطولة الدوري لأول مرة، بسبب نقص خبرة مدربه بيرلو وعدم قدرته على إدارة الأمور بشكل سليم.

مشكلة الوسط وبيرلو

مشكلة يوفنتوس الحقيقية لم تكن أبدا في مهاجميه، ولا حتى في موراتا، لكن المشكلة تكمن في ندرة صناعة الفرص من اللعب المفتوح، ضعف لاعبي الوسط في الابتكار والتمرير الحاسم، مع بطء واضح في التحولات ونقل الهجمات، والأهم من كل ذلك عدم وجود الأظهرة/ الأجنحة القادرة على فتح الملعب عرضياً بالقدر المطلوب، وإعطاء الفرصة للنجوم مثل ديبالا ورونالدو بالعمق. بنتانكور، أرثور وغيرهم، أسماء لم تحافظ على نسقها بشكل مستمر، كذلك افتقد الفرنسي رابيو إلى الحدة المطلوبة سواء في الضغط أو الارتداد الدفاعي، وبالتأكيد مع عدم وجود أظهرة قوية في المراوغة، واستمرار اللعب بكوادرادو وساندرو على الرواقين، فإن الفريق أصبح ضعيفاً على مستوى صناعة الفرص والأهداف ومن دون الكرة، فإن خط هجوم اليوفي لا يضغط بشكل جيد، ومع ضعف لاعبي الوسط في الارتداد السريع والافتكاك، فإن خطة اليوفي أصبحت أقرب إلى 4-2-4 أثناء التحولات الدفاعية، ليصبح الطريق إلى مرماهم مفتوحاً وسهلاً، سواء في معظم مباريات الشامبيونزليج أو بعض مباريات الكالتشيو. نتيجة لما سبق، فإن مشكلة اليوفي جزء منها بسبب جودة بعض لاعبيه، والجزء الآخر نتيجة عدم نجاح بيرلو في إيجاد نظام خططي واضح وناجح وصريح، فالمدرب يفتقد إلى الخبرة المطلوبة لإدارة المواجهات وإجراء التبديلات، ليبقى لاعب واحد فقط هو الاستثناء الوحيد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى