حوارات

بعد تحطيمها لرقم حسيبة بولمرقة .. نسرين عابد:”الميدالية الأولمبية هي الحلم الذي أعمل من أجله كل يوم”

في لفتة تاريخية أعادت الأذهان إلى زمن المجد، حطمت العداءة نسرين عابد رقماً قياسياً وطنياً صامداً لأكثر من ثلاثة عقود، لتؤكد أن الإرادة الجزائرية لا تعرف المستحيل. وبهذا الإنجاز، انضمت نسرين إلى صفوف النخبة كأحد أبرز الوجوه الواعدة في ألعاب القوى، وتأهلت لنهائي البطولة الإفريقية بجدارة، في حوار خصت به “بولا”، فتحت البطلة قلبها لتتحدث عن رحلة التفوق وطموحها نحو العالمية.

تحطيم رقم قياسي صامد لأكثر من 38 عاماً هو إنجاز استثنائي. صفي لنا شعورك في تلك اللحظة الحاسمة عندما عبرتِ خط النهاية، وهل كنتِ على علم بأنكِ قد كسرتِ رقم الأسطورة حسيبة بولمرقة؟

“بصراحة، كانت لحظة لا تُنسى، لحظة اختلطت فيها كل المشاعر، شعرت بمزيج من الفخر والسعادة والتأثر، لأنني لم أحقق إنجازاً شخصياً فقط بل كتبت صفحة جديدة في تاريخ ألعاب القوى الجزائرية، عند عبوري خط النهاية كنت مركزة بشكل كامل على الفوز والتوقيت، فسباق 800 متر لا يمنحك رفاهية التفكير في أي شيء آخر غير الوصول إلى خط النهاية بأقصى سرعة ممكنة، لكن عندما أخبروني أنني حطمت الرقم القياسي للأسطورة حسيبة بولمرقة، زاد شعوري بالفخر والمسؤولية، لقد كنت دائماً أنظر إليها كقدوة عليا، فهي بطلة أولمبية ومن بين الأبرز في تاريخ رياضتنا، أن أتبع خطاها وأكسر رقماً كان صامداً طوال حياتي، كان ذلك بمثابة حلم تحقق بعد سنوات طويلة من العمل الشاق والتحضير والتضحيات، شعرت أن كل قطرة عرق وكل لحظة تدريب صعبة قد أثمرت أخيراً.”

إذن تأهلكِ لنهائي البطولة الإفريقية لألعاب القوى في نيجيريا لم يكن صدفة، بل كان نتيجة إرادة وتخطيط…

“سباق التصفية لم يكن سهلاً أبداً، المنافسة كانت قوية وكل عداءة تبحث عن مكان في النهائي، التحدي الأكبر في سباق 800 متر هو أنه يجمع بين السرعة العالية جداً والتحمل، وهو ما يجعله معقداً ومختلفاً عن أي سباق آخر،  والأصعب هو توفير الطاقة والجهد الكافي للفة الأخيرة من السباق التي تحسم النتيجة، أنا شخصياً دخلت السباق بعقلية التركيز والهدوء التام، واعتمدت على توزيع جهدي بذكاء منذ البداية حتى لا أُنهك مبكراً، ووفقاً لخطتي التي تدربت عليها جيداً مع مدربي، رفعت الإيقاع في اللفة الأخيرة لأفرض سيطرتي على السباق، كنت واثقة تماماً من تحضيري ومن خطتي، وهذا ما سمح لي بإنهاء السباق بأريحية وضمان التأهل للنهائي، بالنسبة لي كان التأهل خطوة أولى مهمة جداً نحو الهدف الأكبر وهو تحقيق إنجاز قاري لبلادي.”

إنجازكِ الوطني والعربي يمثل بداية لمسار دولي واعد، ما هي الرسالة التي تحملها هذه الإنجازات؟

“إنجازاتي هي رسالة لكل شاب وشابة يؤمنون بقدراتهم، ورسالتي هي أن الميدالية ليست نهاية المطاف، بل هي بداية لمشوار يتطلب المزيد من العمل والإصرار، فبعد هذا الإنجاز، أصبحت المسؤولية أكبر، والأنظار تتجه فعلاً نحو ما يمكن أن أقدمه على المستوى الدولي، هدفي الآن هو المنافسة بقوة في البطولات العالمية وتمثيل الجزائر بأفضل صورة ممكنة، كما أعتقد أن الرياضي ليس مجرد لاعب بل هو قدوة، ونجاحي هو دليل على أن الطموح لا يعرف الحدود، وأن العمل الجاد هو مفتاح النجاح، آمل أن يكون هذا التفوق حافزاً للجيل الجديد من العداءات لكي يواصلن التدريب بشغف ويؤمنّ بقدرتهن على تحقيق أحلامهن.”

إستقبالكِ من قبل وزير الرياضة يمثل تقديراً رسمياً لإنجازك، ماذا كان يعني لكِ هذا التكريم، وما هي أبرز التوجيهات التي تلقيتها لدعم مسيرتكِ المستقبلية؟

“كان استقبالي من طرف وزير الرياضة تكريماً غالياً جداً بالنسبة لي، لأنه اعتراف رسمي بالجهد الذي بذلته وبالإنجاز الذي حققته، شعرت بفخر كبير، لأن هذا التكريم يعطيني مسؤولية أكبر للاستمرار في العمل الجاد وتشريف الجزائر، ومن بين التوجيهات التي أوصاني بها السيد وليد صادي هي ضرورة مواصلة الاجتهاد والتحضير الجيد لبطولة العالم القادمة في الولايات المتحدة، وهذا يؤكد أن الدولة ستقف إلى جانبي لدعمي وتوفير الظروف المناسبة لمواصلة التطور ورفع الراية الوطنية، هذا الوعد أثلج صدري، لأنه يعطي معنى لكل التضحيات التي نقدمها في سبيل تحقيق الأفضل للوطن. لكن بطبيعة الحال، كل هذه الأهداف والطموحات الكبيرة لا يمكن أن تتحقق إلا إذا توفرت الإمكانيات الضرورية للتحضير والمرافقة التي وعدني بها السيد الوزير، ومن هذا المنبر، أود أن أشكر جزيل الشكر والتقدير السيد الوالي والسيد مدير الشباب والرياضة على كل الدعم المتواصل خلال السنوات الأخيرة، سواء كان مادياً أو معنوياً، فكل هذا المجد تحقق بفضل الله ثم بفضل دعمهم لي.”

بعد وصولكِ إلى هذه القمة في فئتكِ، ما هو حلمكِ الأولمبي الذي تسعين لتحقيقه في المستقبل؟

“بعد هذا الإنجاز أصبحت المسؤولية أكبر والأنظار تتجه فعلاً نحو ما يمكن أن أقدمه على المستوى الدولي، هدفي الآن هو المنافسة بقوة في البطولات العالمية وتمثيل الجزائر بأفضل صورة ممكنة، أما حلمي الأكبر فهو المشاركة في الألعاب الأولمبية القادمة عام 2028، وسيكون سني حينها 21 سنة، أطمح لأخذ التجربة والاحتكاك مع أكبر البطلات العالميات، لأن الميدالية الأولمبية هي الحلم الذي أعمل من أجله كل يوم، وهي قمة ما يطمح إليه أي رياضي في مسيرته.”

حاورتها: حليمة.خ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى