زدام محمد أيوب (بطل العرب في الفنون القتالية المختلطة) : “غياب الدعم يهدد مشاركتي في البطولات العالمية “
في عالم الرياضات القتالية الذي يتسم بالمنافسة الشرسة، يبرز اسم الشاب الطموح زدام محمد أيوب، البالغ من العمر 22 سنة من ولاية وهران. بطل العرب في الفنون القتالية المختلطة، الذي خطف الأنظار في البطولة العربية (AFC) بمصر. رغم شغفه الكبير وطموحه لتحقيق إنجازات جديدة، يواجه زدام صعوبات كبيرة في الحصول على الدعم اللازم للمشاركة في البطولات العالمية. إلتقيناه في هذا الحوار الخاص لنتعرف أكثر على مسيرته، طموحاته، وأبرز العقبات التي تعترض طريقه.
بداية، كيف كانت انطلاقتك في عالم الفنون القتالية المختلطة؟
“بدأت ممارسة الفنون القتالية منذ صغري بشغف كبير تجاه هذه الرياضة. كنت أتدرب بجهد وأطمح دائمًا لتطوير مستواي. مع مرور الوقت، تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات، أبرزها الفوز بلقب بطل العرب في الفنون القتالية المختلطة خلال البطولة العربية بمصر. كان هذا الفوز من أجمل لحظات مسيرتي، حيث تمكنت من حسم النزال في دقيقة وثلاثين ثانية فقط، ما فتح لي أبواب التحديات الأكبر.”
حدثنا عن بطولة “القاضية” العالمية وأهميتها بالنسبة لك؟
“بطولة “القاضية” تعتبر من أكبر التظاهرات العالمية في الفنون القتالية المختلطة، وتحظى بتغطية إعلامية واسعة. المشاركة فيها حلم لأي مقاتل، فهي تجمع نخبة الرياضيين العالميين. بالنسبة لي، هذه البطولة فرصة العمر لأثبت جدارتي عالميًا، خصوصًا أنني أعددت نفسي جيدًا لهذه التحديات. لكن للأسف، قد تُضيع هذه الفرصة بسبب غياب الدعم اللازم.”
من هم أبرز المنافسين الذين ستواجههم في هذه البطولة؟
“البطولة ستشهد مشاركة أسماء عالمية مثل المصري إسلام، الذي يمتلك سجلًا حافلًا بـ30 نزالًا، وبطل العالم المصري أحمدي. خصمي الرئيسي هو البطل الأخير لمنظمة AFC بالسعودية، وقد قمت بدراسة أسلوبه وتحضرت جيدًا لمواجهته. لدي ثقة كبيرة في قدرتي على التفوق وتحقيق نتيجة مشرفة لبلادي.”
تحدثت عن مشكل الدعم، كيف أثر ذلك على تحضيراتك ومشاركتك؟
“للأسف، غياب الدعم يشكل عائقًا كبيرًا في مسيرتي. رغم التحضيرات الطويلة والمجهود الكبير الذي بذلته، أجد نفسي عاجزًا عن المشاركة بسبب تكاليف السفر والإقامة. طرقت أبواب الفيدرالية والرابطة ومديرية الشباب والرياضة، لكن لم أتلقَ أي مساعدة تذكر. البعض اقترح عليّ فتح جمعية رياضية باسمي للحصول على دعم، والبعض الآخر تجاهل مطالبي تمامًا.”
هل هناك جهات خاصة يمكن أن تقدم لك الدعم؟
“هناك حديث مع إحدى الشركات لرعايتي، لكنها لم تتخذ قرارًا نهائيًا حتى الآن. رسالتي للمؤسسات والشركات الخاصة هي أن دعمي يمثل فرصة استثمارية لهم، حيث يمكن أن تظهر علاماتهم التجارية في تغطية إعلامية كبيرة على قنوات عربية معروفة. أنا لا أطلب مبلغًا كبيرًا، فقط حوالي 30 أو 40 مليون سنتيم، وهو مبلغ زهيد مقارنة بما ينفق في رياضات أخرى.”
ماذا لو تعذر عليك المشاركة في البطولة؟
“إذا استمر غياب الدعم ولم أتمكن من المشاركة، سأفكر جديا في الاعتزال. هذه الرياضة تحتاج إلى الكثير من الجهد والتضحيات، ولا يمكن الاستمرار دون دعم حقيقي. رغم ذلك، ما زلت آمل أن يتغير الوضع وأتمكن من تحقيق هدفي وتشريف بلادي في هذه التظاهرة العالمية.”
ما هي رسالتك للمسؤولين؟
“رسالتي للمسؤولين هي أن يلتفتوا إلى الرياضيين الشباب الذين يبذلون قصارى جهدهم لرفع الراية الوطنية. دعمنا ليس فقط ماديًا، بل هو استثمار في مستقبل الرياضة الجزائرية. أما الجمهور، فأقول لهم: إنني أعدكم ببذل كل ما بوسعي لتحقيق إنجازات تفتخرون بها، لكن الدعم يبقى العامل الحاسم لاستمراري في هذه المسيرة.”
كيف ترى مستقبل الفنون القتالية المختلطة في الجزائر؟
“أرى أن هذه الرياضة تمتلك مستقبلًا كبيرًا إذا تم دعمها بشكل صحيح. هناك الكثير من الشباب الموهوبين الذين يحتاجون فقط إلى فرص وإمكانيات ليثبتوا أنفسهم. أحلم بالمساهمة في تطوير هذه الرياضة ونشرها بشكل أوسع في بلادنا، لأنني أؤمن بأنها قادرة على إنتاج أبطال عالميين.”
حاوره: نبيل شيخي