متفرقات

سامي بن زغيدة (مشارك في أولمبياد المهن): “من ورشتي الصغيرة إلى أولمبياد المهن”

“لم يكن سهلاً أن أصل إلى هذه المرحلة. أنا ابن حي شعبي، وأحب التلحيم منذ أن كنت صغيراً أراقب العمال في الحي كيف يُشكّلون الحديد ويحولونه إلى قطع فنية. كنت أساعد والدي في ورشته البسيطة، وهناك تعلّمت أولى دروسي في الصبر والإتقان. واليوم، أقف في أولمبياد المهن بوهران، وسط كوكبة من المتفوقين في مختلف التخصصات، وأشعر كأنني أحمل أحلام كل الحرفيين البسطاء الذين يشتغلون بصمت، دون أن يسلّط الضوء عليهم.

مشاركتي في هذه التظاهرة الوطنية منحتني شحنة نفسية قوية. إنها فرصة كي أبرهن أن التلحيم ليس مجرد شرارات نار وحديد، بل علم وفن وابتكار. لقد خضعت لأشهر من التدريب المكثف تحت إشراف أساتذة آمنوا بقدراتي، وصقلت موهبتي إلى أن وصلت لهذا المستوى. المنافسة هنا تتجاوز من يفوز بالميدالية، إنها مدرسة قائمة بحد ذاتها، نتعلم فيها كيف نواجه الضغط، ونعمل بدقة، وننظم الوقت، ونقدّم أفضل ما لدينا دون أخطاء.

من خلال هذه التجربة، أيقنت أن الشباب الجزائري يحتاج فقط إلى منصة، إلى ثقة، إلى من يفتح له الأبواب ويقول له: أنت قادر. أنا فخور بأن أكون أحد سفراء تخصصي في هذه الأولمبياد، وأعدكم أنني سأواصل المشوار، ليس فقط من أجل الفوز، بل من أجل إثبات أن أبناء الورشات والبلديات الصغيرة يمكنهم أن يصنعوا المجد الوطني إذا أُتيحت لهم الفرصة.”

تغطية: نبيل شيخي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى