الجولة الرابعة من بطولة القسم الثالث هواة مجموعة الغرب … سريع المحمدية 0 -1 وداد مستغانم .. “الوام” يخطف نقاط “الصام” في الوقت بدل الضائع
لم تفي قمة الجولة الخامسة من بطولة القسم الثالث هواة مجموعة الغرب بين المستضيف سريع المحمدية و الضيف وداد مستغانم بوعودها، حيث تميز اللقاء بمستوى متوسط أحيانا إلى تحت المتوسط في أحيان أخرى، و يبدو أان ضغط النتيجة فعل فعلته ،و هو ما تجلى من خلال أداء لاعبي الفريقين الذي غاب عنه اللعب الجميل و اعتمادهم خلال هذا الشوط على اللعب الطويل. بداية لقاء المتصدر وداد مستغانم و مستضيفه سريع المحمدية عرفت دخولا حذرا من كلا الجانبين، و لم نشهد لقطات ساخنة على مرمى الفريقين و تحلى كلاهما بمبدأ التحفظ، مع سيطرة عقيمة للزاور الذين تحكموا أكثر في الكرة و اعتمدوا على اللعب العرضي عوض التوجه صوب الأمام ،و ذلك بسبب التكتل الدفاعي للمحليين ،مما جعل الزوار يعتمدون على اللعب المباشر و الإعتماد على التمريرات الطويلة خاصة في الجهة اليسرى من دفاع السريع ،أين إستغل لاعبو الوداد صعود الظهير الأيسر للسريع و هو ما كان يشكل خطرا على دفاع المحليين و لكن بدون نتيجة تذكر. و اعتمد لاعبو السريع طريقة دفاعية خلال المرحلة الأولى و بحثوا عن الهجمات المعاكسة التي كادت إحداها أن تأتي بالجديد ،لو عرف المهاجم بن زيرش كيف يستغل عرضية المدافع الأيسر شروف و الذي جانبت رأسيته المرمى ،و كانت تلك اللقطة الوحيدة لأصحاب الأرض طيلة الشوط الأول ليفترق الطرفان على وقع التعادل الذي كان منطقيا إلى أبعد الحدود.
استفاقة “الوام” و استماتة “الصام” في الشوط الثاني
المرحلة الثانية بدأها لاعبو الوداد بقوة و هو ما ظهر في قيام المدرب المستغانمي سالم العوفي في إحداث تغييرين مباشرة مع صافرة بداية الشوط الثاني، أين بدأت سيطرة الزوار تتجلى مع مرور الوقت و اعتماد رفقاء المدافع ڤوڤي أنس على التكتل الدفاعي و محاولة غلق المنافذ الخارجية على الأطراف التي كانت مصدر خطورة هجوم الوداد الذي تفنن في تضييع الفرص خلال هذا الشوط بفضل براعة حارس السريع عون العيد، الذي أنقذ فريقه من عدة أهداف محققة و كانت أخطر فرصة لهجوم الوداد تلك التي صدها القائم الأيسر لمرمى السريع وسط انهيار بدني ملحوظ للعديد من عناصر الصام الذين دفعوا ثمن سوء التحضير قبل إنطلاق البطولة غاليا. و رغم جملة التغييرات التي أحدثها كلا المدربين إلا أنه لا شيء تغير مع سيطرة كلية للزاور و تكتل دفاعي لأصحاب الأرض.
و بينما كان الجميع يتوقع نهاية المباراة بالتعادل السلبي و في الوقت البدل من الضائع تمكن وداد مستغانم من فك شفرة دفاع سريع المحمدية الذي تلقى هدفا قاتلا في الدقيقة 92 من ركنية منفذة بأحكام، أودعها المتألق فرحي أيوب الشباك وسط فرحة هستيرية للاعبي الوداد و ذهول كبير للاعبي السريع. باقي الدقائق لم تأتي بالجديد ليعلن الحكم مخالدي نهاية اللقاء بفوز ثمين للرائد وداد مستغانم يعزز به صدارته في بطولة القسم الثالث هواة مجموعة الغرب.
إجراءات أمنية مشددة قبل المباراة
شهد لقاء سريع المحمدية بجاره وداد مستغانم إجراءات أمنية مشددة نظرا لأهمية المقابلة و لقيمة الفريقين العريقين، حيث يحتل الوداد المرتبة الأولى بتسع نقاط بينما يحتل السريع المركز الثالث بخمس نقاط، و هو ما أعطى لنقاط المقابلة أهمية كبيرة بالنسبة للفريقين الذي يسعى كل منهما لتعزيز رصيده و الابتعاد عن باقي فرق المجموعة.
حضور طاقمين للتحكيم أثار إستغراب الجميع
في حادثة غريبة ،شهد لقاء سريع المحمدية وضيفه وداد مستغانم حضور طاقمي تحكيم الى الملعب قبيل المباراة ،و هو ما خلق حالة من القلق بالنسبة لإدارة السريع التي تدخلت و أعلمت محافظ اللقاء بأن ثلاثي تحكيم المقابلة تم تغييره في آخر لحظة لينسحب الطاقم التحكيمي التلمساني الذي لم ينتبه لتغيير البرمجة الذي أقدمت عليها لجنة تعيين الحكام التابعة لرابطة ما بين الجهات. ليطرح السؤال عن دور لجنة التحكيم المخولة بتعيين الحكام التي كان بإمكانها تجنب الوقوع في مثل هاته المواقف خاصة و أن اللقاء عرف حساسية كبيرة طيلة الأيام الماضية التي سبقت المقابلة.
توتر كبير للأعصاب قبيل بداية اللقاء
لم تكن الأجواء داخل غرف تغيير الملابس قبيل بداية اللقاء عادية حيث عرفت أجواء مشحونة و توتر كبير للأعصاب، و السبب هو إقدام عناصر الأمن على تشديد الإجراءات على إدارة سريع المحمدية ،حيث أمر العون المكلف بتأمين المباراة بإخراج كل المتواجدين في الملعب حتى قبل أن تعطى القائمة الاسمية للأشخاص المخول لهم بالدخول لمحافظ اللقاء و هو ما أثار حفيظة إدارة السريع التي دخلت في ملاسنات شديدة مع أعوان الأمن التي رضخت للأمر في النهاية و أخذت الإجراءات شكلا سلسا لتعود الأمور الى طبيعتها.
اللاعب الشاب فلاح قادة أبلى البلاء الحسن
في أول مشاركة له كأساسي في تشكيلة سريع المحمدية هذا الموسم أبلى وسط الميدان الدفاعي الشاب فلاح قادة مواليد 2002 البلاء الحسن ،و لعب دون مركب نقص و حضي بثقة الطاقم الفني الذي أقحمه منذ البداية في لقاء المتصدر وداد مستغانم، و قدم اللاعب الشاب أداء جد مقبول في وسط الميدان حيث قطع العديد من الكرات الخطيرة، و كل تمريراته كانت صحيحة و لعب دون حسابات خاصة أنه وجد نفسه في مواجهة لاعبين يفوقونه خبرة أمثال اللاعب برملة الطيب صاحب الخبرة و التجربة. لقاء الوداد كسب من خلاله وسط الميدان الشاب فلاح قادة العديد من النقاط و هو ما سيجعل منه قطعة أساسية ضمن تشكيلة المدربين بوصوار مومن و فارس بوعلام في قادم المقابلات.
حارس السريع عون العيد كان سدا منيعا
مقابلة الصام ضد الوداد عرفت تألق حارس سريع المحمدية عون العيد نصر الدين الذي كان بحق رجل اللقاء و أنقذ فريقه من أهداف محققة، سواء خلال الشوط الأول أو الثاني و عرف كيف يوقف كل محاولات الضيوف على خطورتها و استحق بحق لقب رجل المقابلة من جانب فريقه.
أخلاق عالية من حارس الوداد بوهدة صديق
بعد إطلاق الحكم مخالدي صافرة النهاية بانتصار وداد مستغانم توجه حارس الوداد بوهدة صوب لاعبي السريع الذين بدا عليهم التأثر من نتيجة المباراة، و قام بمواساتهم خاصة المدافع الشاب ڤوڤي أنس صاحب 18ربيعا الذي كان الأكثر تأثرا و ذرف الدموع أين قام الحارس المخضرم بالرفع من معنوياته في لقطة تبين الأخلاق العالية للحارس بوهدة.
الروح الرياضية الفائز الأكبر
رغم قيمة اللقاء و الحساسية التي سبقته و كثرة الكلام حول نية بعض الأطراف ترتيب نتيجة المباراة لصالح الوداد ،إلا أن اللاعبين تحلوا بروح رياضية مثالية و كانوا بحق في المستوى و لم نسجل أي تجاوزات ،و لم نشاهد أي لعب خشن من الجانبين، و هو ما تجسد في السهولة الكبيرة التي أدار بها ثلاثي التحكيم اللقاء بفضل تحلي الجميع بالروح الرياضية، و إبقاء المباراة ضمن إاطار اللعبة و هو ما يحسب للاعبي الفريقين و طاقمهما الفني و الإداري.
غياب الجمهور كان له تأثير كبير على أداء الصام
بدا تأثر أداء سريع المحمدية من غياب الأنصار في المدرجات جليا و هم من كان لهم الدور البارز في انتصارات السريع في المواسم القليلة الماضية، أين يشهد ملعب والي محمد اقبالا كبيرا لأنصار الفريق البرتقالي ،و هو ما يجعل الخصوم تحت ضغط رهيب خاصة و أن أنصار “باريڤو” معروفون بحبهم لفريقهم و مؤازرته في كل الظروف، إلا أن الظرف الراهن تسبب في غياب قسري لأنصار الصام ،و بالتالي حرمان أصحاب اللون البرتقالي من أهم سلاح لديه و الذي لطالما جعل من أعتى الأندية تخرج خالية الوفاض من “الحوش”.
أول انهزام للسريع منذ بداية الموسم
هزيمة أول أمس ضد المتصدر وداد مستغانم كانت الأولى بالنسبة لرفقاء اللاعب المتألق فلاح قادة، حيث لم يسقط السريع خلال الجولات الأربع الأولى بعدما إستهل مشوار البطولة بتعادل أمام الجار شبيبة سيڤ ليعودوا بتعادل من وهران أمام “سان ريمي” ،بنتيجة هدفين في كل شبكة، ليحققوا أول فوز في البطولة أامام مشعل سيدي الشحمي في الجولة الماضية على أرضية ملعب والي محمد بنتيجة هدف لصفر، ليسقط السريع خلال هاته الجولة أمام الوداد الذي بصم على فوزه الرابع تواليا و بدون أي خطأ لحد الآن و هو ما يبين نية كتيبة الرئيس سفيان بن عمر على لعب ورقة الصعود إلى القسم الثاني هذا الموسم.
لقطة طريفة حدثت لمدرب الوداد العوفي
في لقطة طريفة عرفها لقاء سريع المحمدية و وداد مستغانم تمثلت في تعثر المدرب سالم العوفي و سقوطه أرضا أثناء المباراة، و هو ما يبين الضغط الذي فرضه اللقاء مما جعل الجميع على الأعصاب و من بينهم المدرب العوفي.
انطباعات
بوصوار مومن مدرب سريع المحمدية:
“المباراة جرت كما توقعناها، صعبة جدا ضد المتصدر الذي يملك لاعبين من مستوى عالي و محضر جيدا و يملك إمكانيات مادية و بشرية كبيرة لا تملكها حتى نوادي في المحترف الأول، و فيما يخص مجريات اللقاء قدمنا مستوى جيد و حاولنا خلق الفرص و مباغتة الخصم و التسجيل و لم يحالفنا الحظ في ذلك ، كما أثر علينا التعب ،و هذا راجع إلى المجهودات التي بذلناها في المباراة السابقة قبل أربعة أيام فقط أمام المتصدر السابق مشعل سيدي شحمي ضف إلى ذلك نقص تحضيراتنا في بداية الموسم، و هذا ما سمح للوداد بأخذ زمام الأمور في الدقائق الأخيرة و سجلوا علينا من ركنية في الوقت بدل الضائع .و أشكر اللاعبين على المجهودات المبذولة و ان شاء الله سنتدارك في المباريات القادمة.”
فارس بوعلام مساعد مدرب سريع المحمدية:
“واجهنا فريقا مهيكلا من جميع الجوانب و يملك تشكيلة ثرية كلها خبرة و تجربة ،على العكس من ذلك ففريقنا شاب يفتقد للخبرة و معظم لاعبيه من الشبان و غياب الدعم المالي صعب علينا الأمور هذا الموسم في ظل عزوف أصحاب المال في المحمدية عن تقديم يد المساعدة للنادي، في عز أزمته.نحن نسير الفريق بخزينة خاوية على عروشها و من هذا المنبر أوجه نداء تحذير بالوضعية المالية المعقدة و الصعبة التي قد تعصف بالفريق في أي لحظة و حينها يمكن القول وداعا لفريق سريع المحمدية.”
فلاح قادة لاعب سريع المحمدية:
“المباراة شهدت روحا قتالية عالية من جانب لاعبي سريع محمدية الذين لم يحالفهم الحظ في التسجيل، و النقص في الجانب البدني أثر علينا كثيرا خاصة أننا لعبنا مقابلة قوية يوم الخميس أمام مشعل سيدي الشحمي ،و هو ما خلق لنا صعوبة كبيرة و كلفنا خسارة نقاط المباراة أمام المتصدر وداد مستغانم .نملك تشكيلة شابة و بقليل من الإهتمام ستقول كلمتها في البطولة إن شاء الله سنتدارك في اللقاء القادم أمام نصر السانيا.”
سنينة مختار