سريع غليزان…الرابيد دفع ثمن تذبذب التحضيرات و الجدد بحاجة إلى عمل بدني كبير
رغم اكتفائه بنقطة وحيدة خلال المواجهة التي جمعته أول أمس بمولودية الجزائر في مباراة كان فيها الفوز أقرب للتشكيلة الغليزانية خاصة خلال المرحلة الأولى، يكون بذلك سريع غليزان قد حقق وثبة معنوية قد تدفع رفقاء كولخير نحو تقديم الأفضل في المواجهات القادمة خاصة في حال التخلّص من المشاكل المادية و الإدارية التي شهدها بيت الفريق في الفترة الأخيرة.
المأمورية كانت صعبة بسبب نقص التحضيرات
و لم يكن أشد المتفائلين ينتظر أن يحقق الرابيد نتيجة إيجابية في مواجهته للعميد، ليس بسبب عدم قدرة الفريق على تحقيق الفوز أمام منافس كان يشكّل الشبح الأسود بالنسبة له خلال المواسم الفارطة ،بل حتى بسبب تذبذب التحضيرات التي سبقت هذه المباراة فضلا عن تسجيل عدة غيابات عن هذه المواجهة لأسباب مختلفة ،ذلك ما قلّص الخيارات أمام الطاقم الفني بقيادة اليامين بوغرارة.
بوغرارة نجح في فرض الضغط المتقدم على المولودية خلال الشوط الأول
و رغم أن تحضيرات فريقه لم تكن في المستوى المطلوب بسبب الإضرابات المتكررة في الآونة الأخيرة ،إلا أنّ ذلك لم يمنع المدرب اليامين بوغرارة من التعامل بجرأة كبيرة مع مواجهة العميد ،حين فضّل التقني المليلي الإعتماد على الضغط المتقدم خلال النصف ساعة الأول من اللقاء وهو ما نجح فيه بنسبة كبيرة من خلال منع كتيبة بن يحيى من الخروج بالكرة من منطقتها ،بل و كاد يصل إلى شباك المنافس لو أحسن لاعبوه التعامل مع الفرص التي أتيحت لهم على مدار المرحلة الأولى.
و أحسن التعامل مع تراجع لياقة لاعبيه في المرحلة الثانية
و بما أن العناصر الغليزانية بذلت مجهودات كبيرة خلال المرحلة الأولى التي فضلت فيها اعتماد الضغط المتقدم على المنافس في مناطقه و حرمانه من بناء اللعب ،فإن ذلك جعل رفقاء عايشي يفقدون الطراوة البدنية خلال الشوط الثاني ،وهو ما أجبر بوغرارة على تغيير طريقة اللعب من خلال ترك الكرة للمنافس مع إغلاق المساحات في الخلف و اعتماد الهجمات المرتدة التي لم تكن بالخطورة اللازمة في ظل تراجع اللياقة البدنية لمعظم لاعبي الرابيد الذين دفعوا ثمن المقاطعة.
قلّة الخيارات في الإحتياط أجبرته على إجراء التغييرات منصب بمنصب
و دائما في سياق الحديث عن المواجهة الأخيرة للرابيد من زاوية فنية ،فقد عانى الطاقم الفني للفريق من عدم توفر البدائل اللازمة خصوصا على مستوى الخط الأمامي ،وهي المعطيات التي دفعت بالحارس الدولي السابق إلى محاولة التعامل مع مجريات المبارة بذكاء خصوصا من ناحية التغييرات التي قام بها ،إذ لم يرد المجازفة خلال الشوط الثاني مكتفيا بإقحام منصب بمنصب عندما أشرك كل من بالغ ،بركات و سي عمار في مكان قادري، عايشي و ولد حمو.
طه ياسين خطف الأضواء و كان نجم اللقاء دون منازع
و أجمع كل من تابع لقاء الجولة الرابعة الذي جمع السريع بضيفه مولودية الجزائر ، على منح المستقدم على سبيل الإعارة من نادي بارادو طاهر طه ياسين لقب رجل اللقاء ،في ظل المستوى الكبير الذي قدمه صاحب 21 ربيعا في خط وسط الميدان أين استرجع العديد من الكرات دون ارتكاب الأخطاء، فضلا عن خروجه السلس بالكرة و تقديم الزيادة العددية للخط الأمامي للرابيد ، كما أنه كان من العناصر القليلة التي لم تتأثر من الجانب البدني.
و حتى حمو ،مقنين و ولد حمو كسبوا نقاطا إضافية
و إلى جانب طه ياسين الذي بصم على بداية موفقة مع الرابيد في ثاني ظهور له في زوقاري الطاهر ،فلم تمنع المشاكل الكبيرة التي مر بها الرابيد في الفترة الأخيرة بعض الأسماء الأخرى من التألق مجددا و كسب النقاط لدى الطاقم الفني و حتى الأنصار ،في صورة الحارس عمر حمو الذي ظهر هادئا و لعب بثقة كبيرة رغم أن مرماه لم يهدد كثيرا من جانب المنافس ،فضلا عن زميله عبد القادر مقنين الذي واصل تأكيد أحقيته بمكانة أساسية هذا الموسم، وهو الأمر ذاته بالنسبة لمتوسط الميدان نوفل ولد حمو الذي قدم شوطا في المستوى وهو الذي وُفق إلى حد بعيد في مهمة صناعة اللعب،وهو ما سيجعل الثلاثي أوراقا مهمة في خيارات بوغرارة هذا الموسم.
نور الدين عطية