الأولىنجوم الجزائر

عاد لذكريات مونديال 2014 … حاليلوزيتش: “الجزائر صنعت مني مدرباً قويا”

بعد سنوات من مغادرته المنتخب الجزائري، عاد المدرب البوسني، وحيد حاليلوزيتش (73 عاماً)، ليكشف، بصراحته المعتادة، عن تفاصيل عميقة من تجربته مع “الخضر” وهي التجربة التي ظلّت، رغم مرور الوقت، الأكثر تأثيراً في مسيرته. وجاءت تصريحات وحيد حاليلوزيتش، خلال ظهوره في بودكاست “كامبو”، إذ استعاد الرجل لحظات التحدي، والمواقف المفصلية، التي عاشها داخل منتخب الجزائر، بما فيها رهاناته على لاعبين، مثل رياض محرز وإسلام سليماني، والصعوبات التي رافقت بناء جيل استطاع بلوغ واحدة من أبرز محطات تاريخ كرة القدم الجزائرية.

ومن خلال سرده المفصل، بدا المدرب البوسني متأثراً حتى اليوم بتلك المرحلة، إذ تحدث عن قوة شخصية اللاعبين، وعن التحول الذهني، الذي عاشه “الخضر” قبل مونديال البرازيل 2014. وتوقف حاليلوزيتش مطولاً عند مباراة ألمانيا في كأس العالم 2014، مؤكداً أنها لحظة صنعت منعطفاً في حياته مدرباً، وقال في تصريحاته: “عندما واجهنا ألمانيا، كنت أعرف أننا سنلعب أمام واحد من أقوى المنتخبات على وجه الأرض، لكنني أردت من اللاعبين أن يدخلوا المباراة بلا خوف، قلت لهم يومها: ارفعوا رؤوسكم.. انظروا إليّ، لست وسيماً، لكن هذا لا يهم.. أنتم قادرون على صنع المستحيل”.

ويضيف: “أربكناهم فعلاً. كانوا في صدمة من طريقة لعبنا، سيطرنا، ركضنا، قاتلنا… ولو تأهلنا تلك الليلة، فأنا مقتنع أننا كنا سنذهب إلى المباراة النهائية”. ويعتبر حاليلوزيتش أن ذلك اللقاء كان نقطة تحول في نظرة العالم إلى الكرة الجزائرية، وأن تأثيره عليه شخصياً لم يتلاشَ حتى اليوم. وبخصوص رهاناته على بعض اللاعبين، تحدث المدرب البوسني بإسهاب عن مرحلة إسلام سليماني، الذي كان لاعباً محلياً في تلك الفترة. وقال: “استدعيت سليماني، وتلقيت انتقادات شرسة، قيل إنني حصلت على المال لأضمه، رأيته في شباب بلوزداد، كان شرساً وجائعاً، ولديه رغبة حقيقية في القتال، لم يكن اختياراً عشوائياً. كان مشروع هداف، وأثبت ذلك لاحقاً حين أصبح الهداف التاريخي للمنتخب”.

ثم انتقل إلى الحديث عن رهانه الثاني، رياض محرز، قائلاً: “وصلني كلام عن جناح شاب في الدرجة الثانية بإنكلترا.. لاعب لا يعرفه أحد تقريباً. راقبت مبارياته ولاحظت أنه لا يفقد الكرة أبداً، وكان يتمتع بذكاء فني كبير رغم نقصه البدني، كثيرون قالوا إنه ليس جزائرياً بما يكفي، لأنه وُلد في فرنسا.. واليوم هو من بين الأفضل في العالم، هذا يجعلني فخوراً بأنني كنت من أوائل الذين وثقوا فيه”. ويرى حاليلوزيتش أن قوة ذلك الجيل لم تكن فقط في المهارات، بل في الروح الجماعية، التي تشكلت داخل المجموعة. ويقول: “ذلك الفريق كان عائلة، هؤلاء اللاعبون لم يقاتلوا من أجلي، بل من أجل بلدهم. لهذا أحترم الجزائر وشعبها. لقد تعرضت لانتقادات قاسية في بعض الفترات، لكنني لم أشعر يوماً بالكراهية، بالعكس.. هناك شيء في هذا البلد يدخل القلب ولا يخرج”.

ويعترف بأنه كثيراً ما يتأثر عندما يشاهد المقاطع القديمة لمباريات المنتخب، قائلاً: “أحياناً تدمع عيناي، الجزائر صنعت مني شخصاً آخر، صنعت مني مدرباً أقوى”. وعن فلسفته التدريبية، شدّد على أن العمل كان دائماً أساس كل مشروع، سواء مع المنتخب الجزائري أو مع الأندية والمنتخبات الأخرى التي أشرف عليها. ويروي: “مع ليل، تأهلنا إلى دوري أبطال أوروبا رغم أن ميزانية النادي آنذاك كانت أقل من راتب لاعب مثل ديفيد بيكهام.

أنا مدرب صارم، لكنني عادل، لو دربت زلاتان إبراهيموفيتش، لكنت الشخص نفسه.. المدرب يجب أن يفرض الاحترام، لا الخوف”. وفي نهاية حديثه، لم يُخفِ وحيد حاليلوزيتش أن الجرح الأكبر في مسيرته كان عدم مشاركته في كأس العالم مع بعض المنتخبات التي أوصلها إلى البطولة، لكنه أكد أن الجزائر تبقى الاستثناء الوحيد: “درّبت أربعة منتخبات وصلت بها إلى المونديال، لكن المنتخب الذي أعيش معه الشغف الحقيقي كان الجزائر، هذا البلد بصم حياتي إلى الأبد.. ولن أتوقف عن حبه ما حييت”.

خليفاوي مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى