سيف الدين بن الصغير كاتب جزائري متعدد الهوايات: ” فترة الحجر سمحت لي بتعلم مكتسبات جديدة و تعزيز قدراتي في الكتابة و البرمجة”
بداية نود من ضيفنا الكريم التعريف بنفسه للجمهور؟
” السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ،أنا سعيد حقا و يشرفني جزيل الشرف لقائي المميز بكم و أتمنى من أعماق قلبي أن أكون ضيفا خفيفا في هذا الحوار على جريدتكم النيّرة ، اسمي سيف الدين بن الصغير أبلغ من العمر 19 عاما ، كاتب جزائري على حد تعبيري المتواضع ، من بلدية بريكة ولاية باتنة ، طالب جامعي أدرس سنة ثانية ليسانس إعلام آلـي بالمركز الجامعي سي الحواس بريكة ، أنا إنسان جمع بين البساطة و التعقيد في آن واحد، و ذلك لما خضته من عديد التجارب الفارقة في حياتي والتي كان لها الدور الوازن في بناء شخصيتي المميزة و كذا تحديد مبادئي الذاتية و ترتيب قائمة أولوياتي “.
كيف بدأت الكتابة وكيف دخلت عوالمها أو من شجعك على ذلك ؟
” حقيقة بدايتي في عالم الكتابة أو بالأحرى ” الأدب ” عامة كانت و لازالت وليدة موهبة متجذرة في فؤادي وفي عقلي، فمنذ صغري و أنا مولع بهذا العالم السرمديّ على حد تعبيري فقد كنت كثير القراءة و كذا التعبير بشكل فصيح و كنت أحب هذا حقا ، فشاركت في العديد من المسابقات وأنا في الطور المتوسط مع من هم أكثر مني سنا و فزت بعديد الجوائز الأدبية كأفضل قصة قصيرة و أفضل خاطرة و أيضا أفضل سلسلة تلاخيص ، و كانت هذه نقطة التحول في مسيرتي وحياتي عامة و بها تمكنت من اكتشاف قدراتي والتي من شأنها تغيير عديد المفاهيم في الوسط الأدبي ، و كان لوالدي الدور الكبير في نجاحي المتصاعد فلن أنسى دعمها الكبير لي ما حييت “.
هل للبيئة أثر كبير على الكاتب ؟ فما هي آثارها عليك ؟
” نعم بالطبع لها أثر و أثر كبير أيضا، فصراحة لقد واجهت صعوبات عديدة في حياتي و خصوصا من هذا الجانب ألا وهو الكتابة فقد قابلت العديد من المحبطين الذين حاولوا إضعاف كاهني باستفزازاتهم و كذا سخريتهم المستمرة لما أكتب، لكن هذا لم يثني من عزيمتي والتي كان لها الدور الفعال في خلق أسلوب جديد يميز ذاتي و إبراز شخصيتي و فرضها بشكل أو بآخر “.
ما هي أهم الكتب والمشاريع الفكرية التي أثرت عليك في مشوارك؟
” حقيقة كنت ولا زلت متأثرا بالعصى الجاهلي و مؤلفاته الاستثنائية لما تتمتع من بلاغة الألفاظ و كذا قوتها و رجاحة أساليبها و التي جعلت منها منهاجا في كتاباتي والتي تتمتع بشكل أو بآخر بشي من هذا العصر و مخرجاته الفذة”.
ما هو تقييمك المنهجي للفكر العربي؟
” تقيمي للمنهاج الفكري العربي هو تقييم متواضع على حد تعبيري ،لأني لست أهلا لهكذا تقييمات و لكن تبرز وجهة نظري للموضوع فمنهاج الفكر العربي تاريخيا يمتاز بالعتاقة و الثراء اللغوي و كذا المعرفي على مر العصور، فهو مرجع هام و مفصلي لعديد الأطروحات المميزة و كذا المواضيع الراقية و التي كانت و لا زالت مرجعا لا غنى عنه في قاموس المجتمعات ،لكنه تعرض في الفترات الأخيرة لنوع من الفتور بل و تسلل إليه وباء الرداءة التي جعلت من المنهاج غير موثوق إلى حد ليس ببعيد “.
لمن قرأت… وبمن تأثرت ؟
” قرأت للمنفلوطي و أيضا شعراء الجاهلية و كذا لمفتي البشير و رابح ظريف و أيضا لوالدي الكريم الشاعر مراد بن الصغير، فحقيقة أعتبرهم مرجعا هاما و سببا في تغيير نظرتي للأدب بصفة عامة ، أما التأثر فأنا لم و لن أتأثر بأي كان لأنني و ببساطة أريد فرض مبادئي و شخصيتي و تجسيدها واقعيا و كذا خلق أسلوب يلخص مفاهيمي في الحياة”.
لمن تكتب ؟ وهل أنت في كل ما كتبت ؟
” أكتب لذاتي و للتعبير عن وجداني و لاضطراباتي و نقاشاتي النفسية مع كياني ،و أيضا ليس كل ما أكتبه يمثلني أو واقعا عشته فربما يكون يمثل عن واقع عاشه و تألمه غيري من الأشخاص و لربما هي كلمات راقتني و أعجبتني كثيرا فقط”.
ممكن تعطينا أهم أعمالك؟
” بالنسبة لأعمالي لدي بضع المقالات الاجتماعية تختص في قضايا المجتمع الجزائري كنت قد كتبتها سابقا ، و لدي عديد الكتابات في مواضيع مختلفة سبق لي و نشرتها في عديد الصفحات و المسابقات ، و لدي عملين أدبيّين سأنشرهما عما قريب فور انتهائي من كتابتهما ،أحدهما رواية و الثاني مجموعة قصصية شيّقة من 15 قصة “.
حدثنا عن مؤلفك الأول؟
” مؤلفي الأول سيكون رواية من جنس الغموض تتحدث عن الجانب النفسي للإنسان و تداعياته على الحياة الواقعية بشكل تقريبي لتصويري الذاتي “.
ماذا عن مجموعتك القصصية؟
” أما عن المجموعة القصصية فأنا أعتبرها إنجازا بالنسبة لي، فهي تحمل بين ثناياها 15 قصة شيقة متنوعة تشمل مواضيع عدة ستكون طفرة نوعية في مجال القصة”.
كيف دخلت عالم البرمجة؟
” عالم البرمجة عالم شيق للغاية ،فأنا سعيد جدا لكوني جزء منه ،وهذا يرجع للفرع الذي أدرس فيه ألا وهو الإعلام الآلي الذي فتح لي المجال للتعرف على عالم البرمجيات الشاسع الذي وجدت فيه ضالتي “.
متى بدأت تصميم الجرافيك؟
” تعلم تصميم الغرافيك حقيقة كان ضرورة ملحة ،فأنا أردت أن أبرز موهبتي و شخصيتي بشكل أو بآخر و كذا تصوراتي الذاتية و وجدتها في التصميم بمختلف أنواعها و هذا ما ساعدني كثيرا في إبراز إبداعاتي و لازلت أتعلم وإني حديث العهد فيه “.
كيف تعلمت تطوير المواقع؟
” تطوير المواقع كذلك يرجع لفرع الإعلام الآلي الذي فتح لي الباب على مصراعيه لتعلم البرمجة و تطوير المواقع و أيضا تصميم التطبيقات و هذا بالطبع راجع لأساتذتي، و على رأسهم الدكتور ” يوسف عريوات ” الذي حقيقة يعتبر مرجعا علميا لا غنى عنه”.
حدثنا عن قصتك مع التصوير الفوتوغرافي ؟
” التصوير الفوتوغرافي حقيقة صار شغفا بالنسبة لي، رغم أنني لازلت في بدايتي إلا أنني أعتبره أولوية في حياتي لأني أجده هواية تبرز إبداعاتي بشكل خاص “.
ما هي الندوات التي شاركت فيها؟
” شاركت حقيقة في عديد الندوات مثل معارض الكتب كل عام ، كذا عديد المتلقيات الوطنية مثل ملتقى just read بسطيف و أيضا لقاءات عديدة و محاضرات إقليمية على مستوى الولاية”.
ما هو مستقبل الأدب والشعر في عصر الكمبيوتر وعصر الاستهلاك ؟
” حقيقة مستقبل الأدب في هذا العصر مابين نارين نار التطور و نار الرداءة ،و هذا راجع لكل أديب بشكل خاص فكل منهم متروك على عاتقه مسؤولية الحفاظ على الأدب و كذا الرفع من قيمته بشكل مميز “.
ما هي الكتب التي شاركت فيها؟
” دور الشعر و الأدب في هذا العصر يكمن في فرض هاته الأساليب الأدبية و كذا ربطها بالواقع بصورة تقريبية لتصور الأدباء و الشعراء ،بل و يجب الاستفادة من التطور لتعزيز مساهمة الأدب بشكل عام “.
ما هو دور الشعر والأدب في عصر الكمبيوتر وعصر الاستهلاك ؟
” مشاريعي القادمة إن شاء الله ستكون التركيز على دراستي و أيضا هناك أعمالي الأدبية و تسيير بعض الأندية العلمية و أمور أخرى سيكشف عنها في وقتها بإذن الله “.
ما هي مشاريعك القادمة ؟
” مشاريعي القادمة إن شاء الله ستكون التركيز على دراستي و أيضا هناك أعمالي الأدبية و تسيير بعض الأندية العلمية ،و أمور أخرى سيكشف عنها في وقتها بإذن الله “.
ما هي هوايتك المفضلة من غير الكتابة؟
” هوايتي المفضلة من غير الكتابة هي التصوير و أيضا التصميم “.
من شجعك على الكتابة أول مرة؟
” شجعني على الكتابة والدي الغاليين و خصوصا والدي الشاعر مرادبن الصغير و الذي كان له الدور الوازن في إبراز شخصيتي و كذا تكوينها بشكل مميز للغاية و هذا ما لن أنساه أبد الدهر “.
ما هو إحساسك وأنت تكتب رواية؟
” إحساسي و أنا أكتب روايتي شعور لا مثيل له ،أن تجسد نفسك و ذاتك في كتابات متداخلة الكلمات هذا حقا لا يقدر بثمن “.
هل من الممكن أن تكتب قصة حياتك؟
” بالطبع و أنا عازم على هذا مستقبلا إن شاء الله “.
لو أردت تقديم نصيحة للشباب والبنات ماذا تقول؟
” نصيحتي هي العمل ثم العمل و ليس أي عمل بل الجاد فقط، لأنه وحده كفيل بخلق شخصية تميز الواحد منا ،بل و تساهم في فتح باب النجاح على مصراعيه فرغم كل العقبات يجب إدراك حقيقة أن النجاح ليس وليد الصدف بل وليد جهد شاق و تعب متواصل “.
ما هي طموحاتك في عالم الكتابة؟
” طموحاتي في الكتابة ليست الشهرة بل محاربة الرداءة و كذا تجسيد نفسي في عالم الكتابة ،و كذا ترك بصمة نوعية فذة تميزني عن غيري من الكتاب “.
كنصيحة للشباب الراغب في دخول عالم الكتابة ماذا تقول لهم؟
” نصيحتي لهم لا تسمعوا للكلام المحبط و ابتعدوا عن المحيط المعيق و اجعلوا من كل العقبات حافزا لكم على العطاء و الإبداع “.
ما هي أجمل وأسوأ ذكرى لك؟
” أجمل ذكرى هي أول كتاباتي و أسوء ذكرى هي عمليتي الجراحية “.
ما هي رياضتك المفضلة؟
” رياضتي المفضلة بالطبع هي كرة القدم فقد كنت لاعب كرة قدم في فرق عديدة إلا أن الإصابات نالت مني”.
جائحة كورونا هل أثرت عليك؟
” بالطبع أثرت علي لأنني أصبت بالوباء،و عانيت كثيرا لكن بفضل الله و رحمته تحسنت أحوالي ،و لكنني استفدت قليلا من الجائحة فقد تعلمت عديد الأمور الجديدة “.
هل كنت تطبق قوانين الحجر ؟
” كنت أطبقها حرفيا بطبيعة الحال و ذلك لسلامتي و سلامة أفراد عائلتي و كذا تقيدا بالقوانين المنصوص عليها”.
نصيحة تقدمها للمواطنين خلال هذه الفترة؟
” نصيحتي هي تقيدوا بالقوانين من أجل سلامتكم و سلامة أحبائكم فلا مجال للمخاطرة “.
ماذا استفدت من الحجر الصحي؟
” نعم استفدت كثيرا فقد سنحت لي الفرصة لتعلم مكتسبات جديدة و أيضا تعزيز بعض قدراتي منها الكتابة و أيضا البرمجة “.
هل كانت لك أعمال خلال هذه الفترة؟
” نعم أعمال كثيرة و دائما ما كنت أنشرها في مواقع التواصل الاجتماعي من أجل أن يضطلع عليها المتابعون “.
رأيك حول مواقع التواصل الإجتماعي في فترة الحجر ؟
” رأيي هو أنها كانت وسيلة مميزة من أجل تزويد.جميع الناس بالمعلومات اللازمة ،و كذا آخر المستجدات و التحديثات الأمنية ،و كذا سهلت الأمور من ناحية التواصل مع جميع شرائح المجتمع بصورة مميزة “.
كلمة أخيرة المجال مفتوح؟
” ككلمة أخيرة ، أريد أن أتقدم بجزيل الثناء و الشكر لجريدتكم الإبداعية الفذة على هذه اللفتة الجميلة من حضرتكم ،و التي سكن استحسانها جوفي الفارغ و صارت تشاريدا في عروقي و كذا لحضرتك أخي أسامة على لفتتك المميزة ، لكم مني كل الاحترام و التقدير على هكذا مبادرات راقية تصب في مصلحة المبدعين الشباب ، دمتم و أدامكم الله سببا في تسليط الضوء على المواهب الإ،بداعية و شكرا على مجهوداتكم المبذولة في هذا الإطار ،و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته”.
أسامة شعيب