تحقيقات وروبورتاجات

شباب أدرار … بداية موسم بطموحات كبيرة

مع انطلاق الموسم الكروي الجديد 2025-2026، تتجه الأنظار نحو نادي شباب أدرار، الذي أصبح بمثابة ممثل لطموحات الجنوب الجزائري في عالم كرة القدم. فالفريق الذي نجح في كسب ثقة أنصاره بفضل مشوار مميز في المواسم الماضية، يدخل هذا الموسم بروح جديدة وتحديات أكبر، ساعيًا إلى إثبات مكانته في القسم الوطني الثاني، وكتابة فصل جديد في تاريخه الكروي.

تحضيرات مدروسة لضمان الجاهزية

انطلقت تحضيرات شباب أدرار للموسم الجديد بخطوات واثقة تحت قيادة المدرب كاوة مولود، الذي يشرف على تربص إعدادي مكثف بمدينة البويرة. ويركز الطاقم الفني على رفع النسق البدني والتكتيكي للاعبين من خلال حصص صباحية خاصة بالجانب البدني، وحصص مسائية موجهة للجوانب الفنية والتنظيمية داخل الملعب. ويظهر الانسجام الكبير بين عناصر التشكيلة، ما يعكس جدية اللاعبين ورغبتهم في تقديم موسم استثنائي يليق بانتظارات الجماهير، التي تتابع بشغف أخبار الفريق وتترقب انطلاق المنافسة الرسمية. أحدثت إدارة النادي حركية واسعة في سوق الانتقالات الصيفية، حيث تمكنت من ضم مجموعة من اللاعبين الشباب المميزين الذين يشكلون إضافة حقيقية للتشكيلة.

فقد تعاقد النادي رسميًا مع كل من بن عمراوي عبد الرزاق (قادماً من نادي الانتصار الليبي)، بوعكاز عبد الرحيم (نجم بوعقال)، حريش ياسين (مستقبل واد سلي)، بلعيد فزاري (وداد بوفاريك)، وشيدوح جاسر (شبيبة سكيكدة). كما أعلن الفريق عن توقيع عبد الرحمن لروي، ابن النادي، الذي يُعد من أبرز المواهب الواعدة في صفوفه. إلى جانب ذلك، جدد شباب أدرار عقود لاعبين بارزين من أبناء النادي، على غرار عيدات فارس، عقباوي الشيخ، ودحماني أسامة، وهو ما يعكس رغبة الإدارة في الحفاظ على استقرار التشكيلة وضمان استمرارية المشروع الرياضي.

كما عزز الفريق صفوفه بموهبة جديدة متمثلة في بركات أيوب (قادماً من اليرموك الليبي)، إضافة إلى بوجعادة الشيخ الكامل (اتحاد بشار الجديد) ويعقوبي محمد علي، ما يبرز إستراتيجية واضحة تقوم على المزج بين العناصر الشابة والطموحة واللاعبين ذوي الخبرة.

ملعب 18 فبراير.. بيت مجدد لإستقبال التحديات

لم تقتصر التحضيرات على الجانب الفني فحسب، بل شملت أيضًا البنية التحتية، حيث عرف ملعب المركب الرياضي 18 فبراير عمليات تأهيل وتجديد شاملة. فقد تم صيانة أرضية الملعب وتجديدها بعشب اصطناعي عالي الجودة، مع إعادة تهيئة المدرجات والمرافق الداخلية لتوفير ظروف مثالية للاعبين والجماهير على حد سواء. كما شهدت الإنارة تطويرًا كاملاً، بما يسمح بإقامة المباريات في الفترة المسائية وتوفير تغطية إعلامية أفضل، مما يعزز صورة النادي كمؤسسة رياضية طموحة قادرة على احتضان المنافسات الوطنية في أجواء احترافية.

برنامج تدريبي ومباريات ودية لقياس الجاهزية

إضافة إلى العمل البدني والفني، برمج الطاقم الفني عدة مباريات ودية أمام أندية مختلفة المستويات، بغية اختبار الجاهزية وتطبيق الخطط التكتيكية الجديدة. وتُعد هذه المباريات فرصة حقيقية أمام اللاعبين الجدد للتأقلم مع المجموعة، وكذا أمام المدرب لتجريب خياراته قبل الدخول في المنافسة الرسمية.

رزنامة صعبة وتحديات قوية

أفرجت الرابطة الوطنية لكرة القدم عن رزنامة الموسم الجديد للقسم الثاني، حيث ينتظر شباب أدرار برنامجًا حافلاً بالمواجهات القوية. وسيبدأ الفريق موسمه بمباراة قوية أمام غالي معسكر، بينما يختتم مرحلة الذهاب بمواجهة جمعية وهران. كما سيتعين على الفريق خوض مباريات صعبة أمام أندية لها باع طويل في البطولة، مثل وداد تلمسان ونصر حسين داي، وهو ما يجعل مشوار الفريق مليئًا بالتحديات، ويضع اللاعبين أمام مسؤولية كبيرة لإثبات جدارتهم.

أنصار “السياربيا”.. شغف لا يعرف الحدود

رغم قرار الرابطة القاضي بمنع تنقل الأنصار عبر التراب الوطني، إلا أن شغف جماهير شباب أدرار لا يعرف حدودًا. فهؤلاء المشجعون الذين لطالما وقفوا خلف الفريق في مختلف المحطات، يواصلون دعمهم عبر حضورهم القوي في التدريبات والمباريات داخل الديار، مؤكدين أنهم الرقم الصعب في معادلة نجاح الفريق.

نحو موسم إستثنائي

كل هذه الجهود التنظيمية والفنية والإدارية تعكس تصميم نادي شباب أدرار على خوض موسم استثنائي في القسم الوطني الثاني. فالفريق الذي أصبح عنوانًا لطموحات الجنوب، يسعى إلى تكريس حضوره ضمن الكبار، وفتح آفاق جديدة لكرة القدم في المنطقة. وبينما تتجه الأنظار إلى الجولة الافتتاحية، يبقى الأمل معقودًا على أن يقدم “السياربيا” موسمًا يليق بآمال جماهيره وتطلعات محبيه.

تصريحات من داخل بيت الشباب

أكد المدرب كاوة مولود أن التحضيرات تسير في الطريق الصحيح، قائلاً: “نحن نعمل وفق برنامج مدروس يوازن بين الجانب البدني والتكتيكي، واللاعبون أبانوا عن انضباط كبير ورغبة قوية في النجاح. هدفنا هذا الموسم هو تثبيت أقدام الفريق في القسم الثاني، ولمَ لا الذهاب بعيدًا في المنافسة.” أما اللاعب الجديد بن عمراوي عبد الرزاق فقد عبر عن سعادته بالانضمام إلى شباب أدرار: “اختياري لهذا الفريق لم يكن صدفة، لقد وجدت مشروعًا طموحًا وإدارة تؤمن بالشباب، وأنا مستعد لتقديم كل ما لدي من أجل إسعاد الأنصار.”

من جهته، عبّر اللاعب الواعد عيدات فارس، الذي جدد عقده مع الفريق، عن اعتزازه بالبقاء في ناديه الأم: “شباب أدرار بيتي الأول والأخير. جددت عقدي عن قناعة ورغبة في مواصلة كتابة التاريخ مع زملائي. نعلم أن المسؤولية كبيرة لكننا جاهزون للتحدي.” في حين أبدى اللاعب بركات أيوب القادم من اليرموك الليبي طموحه الكبير: “انضمامي لشباب أدرار فرصة مهمة في مسيرتي، وأطمح أن أكون عند حسن ظن الإدارة والجماهير. المنافسة ستكون قوية لكننا نملك العزيمة لرفع التحدي.”

سنينة. م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى