ظاهرة غريبة في الملاعب الجزائرية … شتم أمهات حراس المرمى، إلى أين…؟
إذا كان العنف اللفظي ظاهرة عامة مست كل من يحضر مقابلة لكرة القدم، ، فإن هناك ظاهرة أخرى خص بها حراس المرمى في مختلف الملاعب وفي مختلف الأقسام ، وهي شتم أمهات حراس المرمى طوال فترات اللقاء، حيث نجد آلاف الحناجر تشتم في نفس الوقت أمهات لا ذنب لهن، إلا أنهن ولدن أبناء أصبحوا حراسا للمرمى في الرياضة الأكثر شعبية وهي كرة القدم، حيث تبقى التساؤل المطروح بقوة هو ما ذنب من ولدت ابنا حارسا للكرة، بل فيهن من هي في قبرها، لكنها لم تسلم من ذلك.
الهدف هو التشويش على الحراس وإفقادهم تركيزهم
بحسب العديد من المشجعين إن صحت فيهم فعلا هذه التسمية فإن الهدف من الشتائم التي تطال حراس المرمى في الملاعب الجزائرية هو التأثير عليهم وإفقادهم تركيزهم بطريقة خبيثة ومضرة كثيرا من الناحية النفسية ، وهي والسب العلني لأقرب إنسان لكل واحد منا، وهي الأم في ملعب يفترض أن يكون مسرحا للفرجة وليس لسب الحراس في أعز ما يملكون في هذه الدنيا ومنهم من فقدوها ورغم ذلك لم ترحمهم الشتائم أسبوعيا وفي كل الملاعب .
حراس مرمى فقدوا أمهاتهم لم يسلموا من الشتائم
الأمر الخطير الذي أصبحنا نراه أسبوعيا خصوصا هذا الموسم، أن ظاهرة شتم أمهات حراس المرمى، وبعدما كان تطال أمهات حراس مرمى على قيد الحياة، فإنها باتت تطال حراس مرمى فقدوا أمهاتهم في السنوات الماضية ، حيث صار أشباه الأنصار يشتمون أمهات وهن في القبور، من طرف حثالة ملاعب كرة القدم على مسامع الصغير والكبير من أجل النيل من عزيمتهم، بل أكثر من هذا، فيهم من شتمت والدته من طرف المناصر وهو يعلم جيدا بانه أمه متوفية في صورة ما حدث في ملعب قسنطينة مع حارس إتحاد بسكرة أسامة ملالة وفي ملعب 5 جويلية مع حارس شبيبة الساورة وليد وابدي وقبل عدة سنوات مع حارس دفاع تاجنانت بلال بوفناش .
من يحمي حراس المرمى ومن يوقف هذه الظاهرة؟
السؤال الذي نطرحه بعد كل الذي ذكرناه آنفا، هو من يحمي حراس المرمى في الملاعب الجزائرية من شتم أمهاتهم، ومن هي الجهة القادرة فعلا على إيقاف هذه الظاهرة ووضع حد نهائي لها، وإنهاء معاناة حراس المرمى في الجزائر، في مختلف الأقسام وفي مختلف البطولات وحتى في مختلف الفئات الشبانية.
المبادرات التوعية لم تحل المشكل في إنتظار القرارات الردعية
ظاهرة شتم أمهات حراس المرمى في الجزائر، كانت محور عدة حملات توعوية في السنوات الماضية، من طرف العديد من الجمعيات المحلية والوطنية، وحتى محور خطب أئمة في مختلف المساجد، وعدة محليين ولاعبين سابقين في مختلف وسائل الإعلام الوطنية، بمختلف أنواعها السمعية او البصرية والمكتوبة وحتى الإلكترونية مؤخرا، إلا أن ذلك لم ينفع في أي شيئ، والظاهرة تواصلت في مختلف الملاعب، وبمنحنى تصاعدي من أسبوع لآخر، ما جعل الكثيرين، يطالبون بالمرور إلى الخطوة الموالية، وهي اتخاذ قرارات ردعية في الجماهير التي تشتم أمهات الحراس وتسليط عليها أقصى العقوبات، على أمل القضاء على هذه الظاهرة التي شوهت كرة القدم الجزائرية.
نور الدين عطية