شريف بوحراك (رئيس الإتحادية الجزائرية للرياضات الكروية): “رمضان شهر مميز بالنسبة لي”

تُعتبر الكرة الحديدية من الرياضات التي شهدت تطورًا كبيرًا في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، حيث انتشرت بشكل واسع وأصبحت تستقطب أعدادًا متزايدة من اللاعبين والجماهير. في هذا السياق، كان لنا لقاء مع شريف بوحراك، رئيس الاتحادية الجزائرية للرياضات الكروية، ومدير مسبح سيق الأولمبي، الذي تم انتخابه مؤخرًا على رأس الهيئة الفيدرالية.
بدايةً، كيف تقيّم تطور رياضة الكرة الحديدية في الجزائر خلال السنوات الأخيرة؟
“لقد شهدت الكرة الحديدية في الجزائر قفزة نوعية من حيث عدد الممارسين، التنظيم، وحتى النتائج المحققة. اليوم، أصبحت هذه الرياضة ذات شعبية واسعة وتمارس في مختلف ولايات الوطن، وهذا التطور لم يأتِ صدفة، بل هو ثمرة مجهودات متواصلة من طرف الرابطات، الأندية، والمدربين الذين يسهرون على تكوين اللاعبين وتطوير مستواهم.”
ما هي أبرز التحديات التي تواجه هذه الرياضة؟
“بالرغم من النمو الكبير الذي شهدته الكرة الحديدية في الجزائر، إلا أن هناك العديد من التحديات التي يجب علينا مواجهتها لضمان استمرار تطورها. أولًا، مسألة الإمكانيات، حيث تحتاج الأندية إلى مزيد من الدعم المالي واللوجيستي لتوفير الظروف المثالية للتدريبات والمنافسات. ضرورة تكوين المدربين وتطوير المناهج التدريبية وفق المعايير الحديثة، لأن نجاح أي رياضة يعتمد بشكل كبير على جودة التكوين.”
ما هي أبرز الخطط والبرامج التي ستعمل عليها الاتحادية في عهدتكم؟
“هدفنا الأساسي هو تطوير الكرة الحديدية في الجزائر وجعلها قادرة على المنافسة بقوة في المحافل الدولية. لذلك، وضعنا برنامجًا شاملاً يشمل عدة محاور على غرار تنظيم المزيد من البطولات الوطنية والدولية في الجزائر لرفع مستوى اللاعبين وزيادة فرص الاحتكاك. دعم الأندية وتوفير الإمكانيات اللازمة لها من أجل تحسين ظروف التدريب والمنافسة. تعزيز التكوين من خلال إعداد دورات تكوينية للمدربين، الحكام، والمسيرين، لضمان مستوى احترافي لهذه الرياضة.”
كيف ترى مكانة الكرة الحديدية مقارنةً بالرياضات الأخرى في الجزائر؟
“الكرة الحديدية اليوم تُعد ثاني أكثر رياضة شعبية في الجزائر بعد كرة القدم، حيث تشهد انتشارًا كبيرًا، خاصة في المدن والبلديات التي تملك تقاليد عريقة في هذه الرياضة. وأعتقد أن سر نجاحها يكمن في كونها رياضة تنافسية وممتعة في الوقت نفسه، تتطلب المهارة، الذكاء، والتركيز العالي. كما أنها رياضة متاحة للجميع، حيث يمكن ممارستها في أي مكان وبإمكانيات بسيطة، وهذا ما يجعلها تستقطب أعدادًا كبيرة من اللاعبين الجدد.”
خلال شهر رمضان، ما هي البرامج التي خصصتموها لدعم الكرة الحديدية؟
“نحن ندرك أن شهر رمضان يشكل فرصة رائعة لتعزيز النشاط الرياضي، ولذلك قمنا بوضع برنامج مكثف يشمل تنظيم عدة دورات وسهرات رياضية عبر مختلف ولايات الوطن. هذه التظاهرات ليست فقط فرصة للمنافسة، ولكنها أيضًا مناسبة لتشجيع الشباب على ممارسة الرياضة واستغلال أوقاتهم بطريقة إيجابية. كما أننا نسعى من خلال هذه البرامج إلى التعريف أكثر بهذه الرياضة وإبراز مواهب جديدة قادرة على تمثيل الجزائر في المستقبل.”
على المستوى الدولي، هل هناك أهداف محددة تسعون لتحقيقها؟
“بالطبع، هدفنا الأكبر هو تمثيل الجزائر في البطولات العالمية وتشريفها بأحسن النتائج. نطمح إلى المشاركة بقوة في المونديال القادم للكرة الحديدية، ولدينا لاعبين موهوبين قادرين على المنافسة على الألقاب. لكن لتحقيق ذلك، نحتاج إلى المزيد من العمل والتخطيط، ولهذا نركز على التكوين، الاحتكاك بالمستوى العالي.”
على الصعيد الشخصي، كيف تقضي يومك في رمضان؟
“رمضان شهر مميز بالنسبة لي، أقضي يومي بين العبادة، العمل في الاتحادية، والإشراف على تنظيم الأنشطة الرياضية. كما أنني أحرص على قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء والعائلة، وأستمتع بالسهرات الرمضانية التي تجمعنا بالرياضة والنقاشات الهادفة.”
في الختام، ما هي رسالتك لمحبي الكرة الحديدية في الجزائر؟
“رسالتي لكل محبي هذه الرياضة هي أن يستمروا في دعمها والمساهمة في تطويرها. نحن بحاجة إلى المزيد من المواهب، المدربين، والمسيرين الذين لديهم شغف بهذه الرياضة. كما أدعو كل من لم يجرب الكرة الحديدية بعد، إلى منحها فرصة، لأنها رياضة ممتعة وتساهم في تعزيز روح التحدي والتركيز. وأخيرًا، أتمنى رمضان كريم لكل الجزائريين، وأشكر جريدة بولا على هذه الاستضافة.”
حاوره: نبيل شيخي
تصوير: عبد الكريم مكالي