حوارات

شيخاوي عبد الرحمن (حارس مرمى أواسط شباب واد ارهيو): “الوصول للمستوى العالي هو هدفي”

في عالم كرة القدم، لا يُصنع النجاح بسهولة، ولا تُصنع النجومية في يوم وليلة. بين التدريبات، التضحيات، والدموع أحيانًا، يقف الحارس شيخاوي عبد الرحمن مثالًا حيًا للشاب الجزائري الطموح، الذي تحدّى الظروف الصعبة والمسافات الطويلة ليصنع لنفسه اسمًا داخل المستطيل الأخضر. في هذا الحوار الخاص، فتح قلبه لنا وتحدث بكل صراحة عن بداياته، طموحاته، من وقف معه، فكانت هذه السطور التي تعكس مسيرة حارس شاب لا يعرف اليأس.

في البداية، من هو شيخاوي عبد الرحمن؟

“أنا شيخاوي عبد الرحمن، من مواليد 19 نوفمبر 2007، طالب في المرحلة الثانوية، ومنذ سنوات طفولتي كانت كرة القدم هي الشغف الأكبر في حياتي. بدأت ممارسة اللعبة في الأحياء ومع الأصدقاء، ثم انتقلت إلى أندية محلية لأتطور أكثر. أؤمن أن الاجتهاد هو الطريق الوحيد للنجاح، وأسعى دومًا للتقدم سواء على المستوى الرياضي أو الدراسي.”

ما هو الفريق الذي تلعب فيه حاليًا؟

“ألعب حاليًا ضمن صفوف نادي شباب واد رهيو، وهو نادٍ معروف باهتمامه الكبير بتكوين الشباب ومنحهم الفرصة لإبراز قدراتهم. أفتخر بتمثيل هذا الفريق، وأعتبره محطة مهمة في مسيرتي الكروية.”

ما هي الفئة التي تنتمي إليها داخل الفريق؟

“ألعب في فئة أقل من 19 سنة، وهي مرحلة تعتبر جسرا بين التكوين القاعدي والفريق الأول، وأعمل بكل جدية داخل هذه الفئة من أجل الوصول إلى مستويات أعلى وإقناع المدربين بإمكانياتي.”

ما هو المنصب الذي تلعب فيه؟ ولماذا اخترته؟

“ألعب كحارس مرمى، وهو منصب يتطلب تركيزًا عاليًا وشخصية قوية. اخترت هذا المنصب لأنني أحب التحدي وأحب أن أكون حاسمًا في لحظات صعبة. الحارس هو آخر من يُعتمد عليه، وهذه المسؤولية تمنحني دافعًا كبيرًا لأكون دائمًا في القمة.”

ما هي الأندية التي سبق لك اللعب فيها؟

“قبل انضمامي إلى شباب واد رهيو، كنت ألعب مع شباب واريزان، وهناك كانت بداياتي الرسمية في المنافسات. استفدت كثيرًا من تلك التجربة التي ساعدتني على فهم أجواء المباريات وتنمية قدراتي بشكل تدريجي.”

من هم المدربون الذين ساعدوك في مشوارك الكروي؟

“تلقيت تدريبي على يد مجموعة من المدربين المميزين الذين أكنّ لهم كل الاحترام والتقدير، أبرزهم عبد الرحمان بودهاج الذي آمن بي ومنحني الفرصة، والمدرب مجدوب عيسى الذي علمني أساسيات التمركز والهدوء، وكذلك مداني أمين الذي ساعدني في الجوانب التقنية والبدنية، وكل واحد منهم كان له تأثير إيجابي في مسيرتي.”

ما هي أصعب مباراة لعبتها في مشوارك حتى الآن؟

“أصعب مباراة لعبتها كانت ضد اتحاد سيدي محمد بن علي. دخلت أرضية الميدان وفريقي كان منهزمًا، وفي لحظة حاسمة تم احتساب ركلة جزاء ضدنا. تمكنت من التصدي لها بنجاح، وكانت تلك اللحظة نقطة تحول كبيرة في اللقاء وأيضًا في ثقتي بنفسي. شعرت حينها بأنني أملك شيئًا مميزًا كحارس مرمى.”

ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك؟

“من بين أصعب التحديات التي واجهتها هي المسافة الطويلة بين منزلي والملعب، حيث كنت أقطع حوالي 20 كيلومترًا يوميًا من أجل التدريبات. كما أنني تعرضت للظلم في أحد الأندية السابقة، حيث لم تُمنح لي الفرصة الكاملة لإظهار مستواي، وهذا أثر عليّ نفسيًا. لكني لم أستسلم وواصلت العمل بجد حتى وجدت المكان المناسب لإبراز موهبتي.”

من الداعم الأول لك في مسيرتك الكروية؟

“الفضل الأول يعود لوالدي، فهو الذي ساندني منذ البداية، تحمل عناء التنقل والتكاليف، وكان دائم الحضور في المباريات والتدريبات. عائلتي كذلك دائمًا بجانبي، لكن والدي كان ولا يزال مصدر قوتي وتشجيعي في كل الأوقات.”

ما هي أجمل ذكرى لديك في عالم كرة القدم؟

“أجمل ذكرى كانت في أول مباراة رسمية لي، حينما تصديت لركلة جزاء حاسمة. كانت لحظة لن أنساها أبدًا، لأنني شعرت وكأنني أثبت وجودي منذ أول ظهور لي. تلك اللحظة زادت من ثقة زملائي والمدرب فيّ، وكانت بداية جميلة لمشواري كحارس.”

ما هي الذكرى الحزينة التي لا تزال راسخة في ذهنك؟

“أكثر اللحظات حزنًا كانت خسارتنا لنهائي مهم ضد شبيبة الساورة. كنا قريبين جدًا من التتويج، ولكن الحظ لم يكن في صفنا. شعرت بخيبة أمل كبيرة لأننا بذلنا مجهودًا كبيرًا طوال الموسم، والخسارة كانت قاسية علينا جميعًا.”

ما هو الفريق الذي تشجعه في الجزائر؟

“في الجزائر، أشجع جمعية الشلف، وهو فريق أتابعه منذ الصغر وأحب طريقة لعبه وروح لاعبيه. كما أنني أطمح يومًا ما أن أكون جزءًا من هذا النادي وأن أمثل ألوانه.”

ما هو الفريق العالمي الذي تتابعه بشغف؟

“عالميًا، أنا من عشاق نادي برشلونة. أحب أسلوب التيكي تاكا، وأسلوب اللعب الجماعي، وفلسفة النادي التي تعتمد على التكوين والانضباط، وهي أمور أؤمن بها كثيرًا في مسيرتي الرياضية.”

من هو لاعبك المفضل في البطولة الجزائرية؟

“أتابع باهتمام مسيرة اللاعب عبد الرحمن مجادل، وأعتبره قدوة في البطولة الوطنية. يعجبني مستواه وثقته في النفس وهدوءه داخل الملعب، وهو مثال للاعب المنضبط والطموح.”

من هو قدوتك في كرة القدم العالمية؟

“قدوتي هو الحارس الدنماركي كاسبر شمايكل. يعجبني أداؤه الثابت، وهدوءه وردات فعله السريعة. كما أن شخصيته القيادية تجعله من بين أفضل الحراس في نظري، وأحاول دائمًا التعلم من طريقته في اللعب.”

كيف توفّق بين الدراسة وممارسة كرة القدم؟

“ليس من السهل التوفيق بين الاثنين، لكنني أحاول أن أوزع وقتي جيدًا. أخصص وقتًا للدراسة ووقتًا للتدريبات، وأدرك أن نجاحي الدراسي مهم لمستقبلي سواء داخل أو خارج الميدان. التنظيم والانضباط هما سرّ التوازن بين الدراسة والرياضة.”

ما هو هدفك الذي تطمح لتحقيقه في المستقبل؟

“هدفي الأساسي هو الوصول إلى نادٍ كبير، سواء داخل الجزائر أو خارجها، وأن أحقق مسيرة ناجحة أفتخر بها أنا وعائلتي. أحلم بتمثيل المنتخب الوطني يومًا ما، وأن أكون من بين الأسماء التي تكتب اسمها في تاريخ الكرة الجزائرية.”

ما هي رسالتك الأخيرة لكل من يتابعك ويدعمك؟

“رسالتي هي الشكر الكبير لكل من وقف معي في مسيرتي، وخاصة والدي وعائلتي الذين كانوا دائمًا سندًا لي. كما أقول لكل شاب جزائري يملك حلمًا: لا تستسلم، حتى لو كانت الطريق صعبة. الإصرار والعمل سيفتحان لك الأبواب. أحلم بالوصول إلى القمة، لكنني أعلم أن الطريق طويل ويحتاج للجهد والنية الطيبة. أشكر كل من آمن بي، وأعدكم أنني سأواصل العمل حتى أصل وأمثل بلدي أحسن تمثيل.”

حاوره: سنينة. م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى