صحيح توفيق (مدرب المنتخب الوطني للكرة الحديدة للفئات الشبانية): “شكرا لكل من يساهم في نجاح مشروعنا الرياضي”
كان لجريدة بولا لقاء خاص مع المدرب الوطني صحيح توفيق، أحد الأسماء البارزة في الساحة الرياضية الوطنية، والذي يقود مشروعا طموحاً لبناء قاعدة قوية من اللاعبين في أصناف أقل من 20، 18، و16 سنة. في هذا الحوار، تحدث المدرب صحيح توفيق عن مراحل التحضير، طريقة الانتقاء، طموحات الاتحادية، وأهداف المشاركة، مسلطاً الضوء على رؤية فنية جديدة تهدف إلى تطوير اختصاص اللعب الطويل والكرة الحديثة في الجزائر.
كيف تقيّم التربصات التحضيرية التي خاضها المنتخب الوطني؟
“بكل صراحة، أستطيع القول إن التربصات كانت ناجحة من جميع الجوانب. اللاعبون أظهروا روحاً عالية وانضباطاً كبيراً طوال فترة التحضير، خصوصاً في التربص الأخير بسيق الذي وفر لنا كل الإمكانيات من إقامة وملاعب وتجهيزات وايضا تربص بجاية كان ناجح . اشتغلنا وفق برنامج علمي مدروس، جمع بين العمل البدني المكثف والجانب التقني التكتيكي، مع جلسات تحليل فيديو ومتابعة فردية لكل لاعب.”
ما الذي ميّز تربص مدينة سيق عن باقي المحطات السابقة؟
“تميز سيق بالهدوء والتنظيم المثالي، وهو ما سمح لنا بالتركيز على التفاصيل الدقيقة في الأداء. الإقامة داخل المركب الرياضي ساعدتنا على التحكم في البرنامج اليومي الكامل، حيث كنا نعمل أحياناً لأكثر من عشر ساعات يومياً بين التمارين، الاجتماعات التقنية، والاسترجاع البدني. هذه الكثافة كانت ضرورية لرفع النسق قبل البطولة العالمية.”
كيف تمت عملية انتقاء اللاعبين لهذه الفئات الثلاث؟
“عملية الانتقاء كانت وطنية شاملة، تمت على مراحل وبشكل دقيق. زرنا عديد الولايات، وراقبنا مئات اللاعبين من المدارس، الجمعيات، والمراكز الجهوية. لم نعتمد فقط على الاسم أو الانتماء، بل على الكفاءة والموهبة والانضباط. هدفنا كان تكوين منتخب وطني يمثل الجزائر كلها، بتنوع مناطقها وقدراتها، وهذا ما تحقق فعلاً.”
ما تقييمك للدعم المقدم من الاتحادية الجزائرية خلال فترة التحضيرات؟
“بصراحة، لا يمكننا إلا أن نشكر الاتحادية الوطنية التي وفرت كل ما طلبناه من وسائل لوجستية وإدارية. هناك عمل منظم بقيادة المديرية التقنية، ورؤية واضحة تقوم على الاستثمار في التكوين القاعدي. الاتحادية تؤمن اليوم أن مستقبل الكرة الجزائرية يبدأ من القاعدة، وهذا ما نلمسه في الدعم والمتابعة اليومية التي نحظى بها.”
الحديث عن تطوير اختصاص اللعب الطويل في الكرة الحديثة أثار الاهتمام… ما المقصود بهذا التوجه؟
“اللعب الطويل أو ما نسميه الانتقال السريع من ركائز الكرة الحديثة. هو نمط يعتمد على السرعة والذكاء التكتيكي . نحن نعمل على غرس هذه الثقافة في الفئات الشبانية، لأننا نريد لاعبين يفكرون بسرعة ويتخذون القرار بسرعة . هذا هو الفرق بين المنتخبات الكبيرة وتلك المتأخرة.”
كيف وجدت تجاوب اللاعبين الشباب مع هذا الفكر الجديد في التحضير؟
“بصراحة، تجاوبهم كان رائعاً. الجيل الحالي ذكي ومتفتح، يتقبل المعلومة بسرعة ويملك طموحاً كبيراً. نلاحظ رغبتهم في التعلم والتطور في كل حصة تدريبية. كما أن الروح الجماعية التي تسود داخل المنتخب تبعث على التفاؤل، خاصة أن اللاعبين من مختلف الولايات اندمجوا في وقت قياسي وأصبحوا عائلة واحدة.”
كلمة أخيرة…
“على اللاعبين أن يثقوا في أنفسهم وفي العمل الذي أنجزناه معاً. نحن نمثل الجزائر، وهذا فخر ومسؤولية كبيرة. سنلعب بكل روح قتالية من أجل رفع الراية الوطنية، وسنبرهن أن الجزائر قادرة على تكوين جيل جديد بفكر احترافي وطابع هجومي عصري. كما أوجه شكري الكبير لكل من ساهم في هذا المشروع من مدربين، إداريين، ولاعبين، لأن العمل الجماعي هو سر النجاح.”
حاوره: نبيل شيخي



