طلال منصور (رئيس الوفد القطري للألعاب العربية) في حوار خاص “لـبولا”: “وهران أبهرتنا بتنظيمها المحكم و مركب هدفي يحمل ذكريات جميلة مع أمير بلدنا”
في خضم أجواء التنافس الرياضي العربي بوهران، كان لبعثة دولة قطر حضور مميز ضمن فعاليات الدورة الخامسة عشرة للألعاب الرياضية العربية التي أسدل الستار عليها قبل أيام. وللحديث عن مشاركة قطر، تنظيم الدورة، والأجواء التي عاشها الوفد القطري، التقينا بالسيد طلال منصور، رئيس الوفد القطري المشارك، وبطل آسيا السابق في ألعاب القوى، الذي خصّنا بهذا الحوار الحصري. وبحضور نوعي للرياضيين العرب في وهران، وسط منافسة حامية في مختلف الاختصاصات، فرضت بعثة قطر الرياضية نفسها من خلال تحقيق حصيلة مشرفة، إلى جانب الإشادة بالتنظيم الجزائري المحكم.
رئيس الوفد القطري، طلال منصور، أبدى ارتياحه الكبير لما لمسه من حسن استقبال، أجواء تنظيمية راقية، ومنافسة ذات مستوى فني عالٍ. في هذا الحوار الخاص مع جريدة بولا”، كشف عن تفاصيل المشاركة القطرية، انطباعاته عن مدينة وهران، وأبرز نجوم الدورة، إلى جانب ذكرياته مع الملعب الأولمبي الذي شهد حدثًا خاصًا مع أمير دولة قطر.
بدايةً، السيد طلال منصور، كيف تقيّمون مشاركتكم في الألعاب العربية بوهران؟
“مشاركتنا كانت إيجابية جدًا. نحن سعداء بالنتائج التي حققها رياضيونا، حيث ظفرنا بأربع ميداليات ذهبية، ميداليتين فضيتين، وبرونزية واحدة. المركز الخامس في جدول الترتيب العام وسط هذا الكم من الدول المشاركة يعتبر حصيلة طيبة، خاصة في ظل قوة المنافسة في أغلب الرياضات، لاسيما ألعاب القوى التي عرفت مستويات مرتفعة. الأهم أننا خرجنا بتجربة ثرية، ووقفنا على مواهب عربية شابة سيكون لها مستقبل كبير”.
كيف وجدتم تنظيم الدورة من كافة الجوانب؟
“صراحةً، تنظيم الدورة كان محكمًا للغاية. اللجنة المنظمة الجزائرية وفّرت كل شروط النجاح، سواء من حيث الملاعب، المرافق، الإقامة أو التنقلات. كل شيء كان مدروسًا ومرتبًا. وهران أبهرتنا بمرافقها الرياضية، خاصة الملعب الأولمبي الجديد الذي يضاهي الملاعب العالمية. كما أن الأجواء العامة كانت رائعة، والكل يعمل بروح العائلة الواحدة من أجل إنجاح هذه التظاهرة العربية “.
تحدّثتم عن الملعب الأولمبي.. ما علاقتكم بهذا الصرح؟
“هذا الملعب له رمزية خاصة بالنسبة لنا كقطريين. لقد شاهدنا افتتاحه سنة 2022 خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وكان ذلك حدثًا استثنائيًا حضره سمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، رفقة أخيه فخامة الرئيس عبد المجيد تبون. تابعنا الافتتاح عبر شاشات التلفزيون، واليوم تسنّى لنا الحضور فيه والمشاركة على أرضيته، التي احتضنت أبطالًا عالميين وعربًا في مختلف الرياضات. إنه ملعب جميل بمواصفات دولية، وسعيد أن أكون جزءًا من فعالياته هذه المرة”.
كيف كانت أجواء الاستقبال والتعامل مع الوفد القطري من طرف الشارع الوهراني؟
“منذ لحظة وصولنا إلى وهران، شعرنا بأننا بين أهلنا. الناس هنا طيبون جدًا، رحبوا بنا في كل مكان. سواء في الشارع، في الملاعب، أو حتى داخل مقر إقامتنا. كانت الابتسامة لا تفارق الوجوه، وهو ما يعكس كرم الضيافة الجزائرية. الشعب الجزائري معروف بأصالته، وهذا ليس غريبًا عليه. بصراحة، لم نشعر في وهران أننا في بلد آخر، بل كأننا في قطر”.
على الصعيد الفني، كيف قيّمتم مستوى المنافسة في ألعاب القوى تحديدًا؟
“المستوى كان جيدًا جدًا. شاهدنا مواهب عربية صاعدة، وأبطالًا مخضرمين حافظوا على مستواهم. المنافسة كانت مفتوحة على كل الاحتمالات في معظم السباقات، وهناك أسماء جديدة ستصنع الحدث في السنوات المقبلة. على سبيل المثال، لفت انتباهي العداء السعودي عتافي في سباق 100 متر، شاب يملك إمكانات كبيرة وسيكون له شأن كبير على الساحة العربية والآسيوية مستقبلًا “.
برأيكم، ما أهمية تنظيم مثل هذه التظاهرات العربية؟
“تنظيم دورات من هذا القبيل ضروري جدًا للارتقاء بالرياضة العربية، خصوصًا ألعاب القوى. هي فرصة للاحتكاك بين الرياضيين، ورفع المستوى الفني، والتعرف على تقنيات وأفكار جديدة. كما أنها مناسبة لتقوية أواصر الأخوة بين الشباب العربي، بعيدًا عن السياسة والخلافات. بوهران عشنا أجواءً أخوية راقية، وخرجنا بانطباعات جميلة جدًا عن الجزائر وشعبها”.
ما هي رسالتكم للمنظمين وللوفود العربية التي شاركت؟
“أشكر من قلبي اللجنة المنظمة الجزائرية، وكل من ساهم في إنجاح هذه الدورة، من أعلى هرم الدولة إلى أصغر متطوع. وهران أظهرت قدرة الجزائر على احتضان تظاهرات كبرى بمعايير عالمية. كما أشكر كل الوفود العربية التي شاركت ورفعت راية الرياضة العربية عاليًا. أتمنى أن تتواصل مثل هذه البطولات، ونطمح لرؤية المزيد من المبادرات المماثلة في قادم السنوات”.
خليفاوي مصطفى
