عين تموشنت … الرياضة النسوية .. إسدال الستار على فعاليات الجائزة الكبرى الصيفية

أسدل مساء  يوم الأربعاء الستار  على فعاليات الجائزة الكبرى الصيفية للرياضة النسوية، التي نظمتها الجمعية الوطنية لترقية وتطوير الرياضة النسوية بالتنسيق مع الجمعية الولائية عين تموشنت، وتحت إشراف مديرية الشباب والرياضة للولاية، في إطار برنامج صيفي ثري جمع بين المنافسة الرياضية والاحتفاء والتكريم الذي احتضنه شاطئ رشڨون 2.  وقد تميز حفل الاختتام بحضور السيد مدير الشباب والرياضة لولاية عين تموشنت، رفقة مدير ديوان المركب متعدد الرياضات ومدير ديوان مؤسسات الشباب، إلى جانب ممثلين عن السلطات المحلية والجمعيات الناشطة.

وفي التفاتة رمزية ذات دلالة كبيرة، قامت السيدة دنيا حجاب، رئيسة الجمعية الوطنية لترقية وتطوير الرياضة النسوية، بتكريم السيد والي ولاية عين تموشنت والسيد رئيس المجلس الشعبي الولائي، عرفانا بدعمهما المتواصل للرياضة النسوية ولمسار هذه التظاهرة التي أصبحت موعدا ثابتا في أجندة النشاطات الصيفية بالولاية.

عرفت هذه الطبعة مشاركة واسعة للرياضيات في عدة اختصاصات، من بينها كرة الطائرة الشاطئية، كرة القدم الشاطئية، سباقات الجري على الرمال، والسباحة، حيث أبدعت المشاركات في تقديم عروض رياضية مميزة نالت استحسان الجمهور الذي تابع المنافسات في أجواء حماسية. وقد تم في ختام المنافسات تكريم اللاعبات المتوجات، إلى جانب الجمعيات والهيئات المساهمة في إنجاح هذه التظاهرة الرياضية الكبرى.

تحت شعار: “لا للعنف في الوسط الرياضي”

إلى جانب الطابع التنافسي والاحتفالي، حملت هذه الدورة رسالة إنسانية نبيلة من خلال شعارها المركزي “لا للعنف في الوسط الرياضي”، الذي شكل محور مختلف الفعاليات والأنشطة الموازية، في محاولة لترسيخ ثقافة السلم والاحترام المتبادل داخل الأوساط الرياضية، ونشر قيم التعايش والتضامن. الحدث حمل أيضا بُعدا تاريخيا ورمزيا، إذ تزامن مع الذكرى الثامنة والعشرين لتأسيس الجمعية الوطنية لترقية وتطوير الرياضة النسوية، حيث تم تنظيم احتفال خاص تخلله قطع قالب حلوى بحضور الضيوف والمشاركات، في لحظة اعتزاز بالمسار الطويل الذي قطعته الجمعية منذ نشأتها، في سبيل ترقية الرياضة النسوية بالجزائر والدفاع عن حقوق ومكانة المرأة في المجال الرياضي.

المرحومة عائشة حمادوش لا زالت في القلب

ولم يفت المنظمين أن يستحضروا في هذه المناسبة روح الفقيدة عائشة حمادوش، التي كانت من أبرز الوجوه المساهمة في دعم الرياضة النسوية وطنيا ومحليا على مستوى ولاية عين تموشنت  حيث تم تخصيص لحظة وفاء واعتراف بمسيرتها الزاخرة بالعطاء، تأكيدا على أن أسماء رائدة مثلها تظل حاضرة في ذاكرة الحركة الرياضية.

عين تموشنت… وجهة رياضية واعدة

وبهذا أسدل الستار على برنامج رياضي وترفيهي ناجح، أكد مرة أخرى على مكانة ولاية عين تموشنت كوجهة رائدة في احتضان الفعاليات الرياضية النسوية، بفضل ما تتوفر عليه من إمكانيات طبيعية وبشرية وتنظيمية، وبفضل التلاحم الكبير بين السلطات المحلية، الهياكل الرياضية، والجمعيات الفاعلة في الميدان. وهو ما يجعل من هذه التظاهرة موعدا سنويا ينتظره الجمهور والرياضيات بشغف، وفرصة لترسيخ قيم التنافس الشريف والتضامن بين مختلف الأجيال.

بن عربية محمد (مدير الشباب والرياضة لولاية عين تموشنت)“سنواصل دعم الرياضة النسوية”

“ما عشناه اليوم يؤكد أن عين تموشنت أصبحت بالفعل وجهة رياضية بامتياز. نحن نملك شواطئ جميلة ومرافق مؤهلة، والأهم لدينا شباب وجمعيات نشطة تؤمن برسالة الرياضة. دعمنا لمثل هذه التظاهرات سيستمر، لأننا نعتبر أن الرياضة النسوية عنصر أساسي في سياستنا لتشجيع المواهب وإعطاء الفرص المتساوية للجميع.”

دنيا حجاب (رئيسة الجمعية الوطنية لترقية وتطوير الرياضة النسوية):“الرياضة النسوية تسير في الطريق الصحيح”

“اليوم نحتفل بإنجاز مزدوج: نجاح هذه الطبعة من الجائزة الكبرى الصيفية، والذكرى 28 لتأسيس جمعيتنا. عندما أرى هذا العدد الكبير من المشاركات القادمات من مختلف ولايات الوطن، أشعر أن جهودنا لم تذهب سدى. هدفنا منذ البداية كان خلق فضاءات للمرأة الجزائرية لممارسة الرياضة بأمان واحترافية، وتكريس مكانتها داخل المجتمع الرياضي. ما تحقق بعين تموشنت يثبت أن الرياضة النسوية تسير في الطريق الصحيح، وسنواصل العمل لتوسيع هذا المشروع ليشمل كل ولايات الوطن.”

بن صالح زهرة (رئيسة الجمعية الولائية لترقية وتطوير الرياضة النسوية):“لا للعنف في الوسط الرياضي”

“تنظيم هذه التظاهرة كان تحديا حقيقيا لنا كجمعية ولائية، لكن بفضل تكاتف الجهود نجحنا في إبراز صورة مشرفة لولاية عين تموشنت. اللاعبات قدمن مستويات جيدة، والأهم هو الروح الرياضية التي سادت كل المنافسات. هذه الطبعة حملت أيضا رسالة قوية من خلال شعار ’لا للعنف في الوسط الرياضي‘، وهو ما يجعلنا نشعر بالاعتزاز أننا لم ننظم مجرد بطولة، بل صنعنا حدثا يحمل قيما نبيلة ويساهم في توعية المجتمع.”

 بن دريس بسمة (عضو بالجمعية الولائية لترقية وتطوير الرياضة النسوية):“هذه التجربة ستمنحنا دفعة قوية لمواصلة العمل”

“التحضير لهذه التظاهرة كان خلال أيام فقط ، اشتغلنا على كل التفاصيل التنظيمية حتى يكون الحدث ناجحا. اليوم، ونحن نرى ثمرة هذا العمل الجماعي، أشعر بالفخر لأننا استطعنا أن نضع ولاية عين تموشنت في قلب الرياضة النسوية الوطنية. هذه التجربة ستمنحنا دفعة قوية لمواصلة العمل والتفكير في مبادرات أخرى.”

بن دادة بسمة (رئيسة الجمعية الولائية لترقية وتطوير الرياضة النسوية بورڨلة):“شكرا على حفاوة الإستقبال”

“قدومنا من ورڨلة إلى عين تموشنت كان رحلة طويلة لكنها مليئة بالأمل. هذه المشاركة سمحت لنا بالتعرف على  ولاية عين تموشنت الساحلية وتبادل التجارب والخبرات. التنظيم كان رائعا، وحفاوة الاستقبال جعلتنا نشعر أننا في بيتنا الثاني. أعتقد أن مثل هذه التظاهرات تمثل فرصة ذهبية لتوحيد الجهود بين الولايات وتشجيع بناتنا على ممارسة الرياضة في ظروف أحسن.”

يمادي وهيبة  (مشاركة  من عين صالح):“كانت تجربة رائعة”

“قدومي إلى عين تموشنت كان تجربة رائعة بكل المقاييس. المنافسة كانت قوية، لكن ما أدهشني هو الروح الأخوية بين اللاعبات. صحيح أننا كنا نتنافس من أجل الفوز، لكننا أيضا كنا نتبادل الابتسامات والدعم. الفوز  اليوم لا يمثل فقط إنجازا رياضيا شخصيا، بل أيضا رسالة لكل بنات ولايتي بأن الاجتهاد والالتزام يصنعان الفارق.”

بعيليش حنان (لاعبة الكرة الطائرة الشاطئية):“كانت تجربة مميزة”

“المشاركة في هذه التظاهرة كانت تجربة مميزة جدا بالنسبة لي، خاصة وأنها جرت هنا في ولايتي عين تموشنت. المنافسة في كرة الطائرة الشاطئية ليست سهلة إطلاقا لأنها تتطلب قوة بدنية وتحمل كبير فوق الرمال، لكن تشجيع الجمهور المحلي أعطانا دفعة معنوية قوية. الحصول على المرتبة الثالثة يعد بالنسبة لي إنجازا مشرفا، لأنه جاء أمام فرق قوية من مختلف ولايات الوطن. هذه النتيجة تزيدني إصرارا على مواصلة العمل والتدريبات، وأتمنى أن أحقق مراتب أعلى مستقبلا، وأن أكون قدوة لفتيات عين تموشنت في هذا الاختصاص.”

أيمن عبد التواب هدير (عداءة):“سأواصل العمل بإنتظام”

“تتويجي بالمرتبة الأولى في سباق الجري أقل من 18 سنة هو أجمل تتويج لي لحد الآن في مسيرتي الرياضية. عشت لحظات من التوتر قبل الانطلاقة، لكن سرعان ما تحولت تلك الطاقة إلى حماس كبير جعلني أركض بكل قوتي حتى خط النهاية. الفوز على شاطئ رشڨون وأمام جمهور من أبناء ولايتي منحني شعورا خاصا لا يوصف، وأتمنى أن يكون هذا النجاح بداية لمشوار رياضي طويل. سأواصل العمل والتدريب بانتظام حتى أشارك في منافسات وطنية ودولية، وأرفع اسم عين تموشنت عاليا.”

بن بيصاري خيرة (سباحة):“السباحة من أحب الرياضات إلى قلبي”

“السباحة من أحب الرياضات إلى قلبي، والمشاركة في هذه التظاهرة كان تحديا شخصيا لي. المنافسة في البحر تختلف تماما عن المسابح، فهي أصعب بكثير بسبب الأمواج والتيارات، لكن ذلك لم يمنعني من تقديم كل ما لدي. الحصول على المرتبة الثالثة شرف كبير لي ولعائلتي، خاصة وأنها المرة الأولى التي أشارك فيها في منافسة بهذا الحجم. أشكر كل من ساندني ودعمني، وأعد أن أواصل العمل على تطوير مستواي لأكون في المستقبل ضمن أحسن السباحات على المستوى الوطني.

بوعزة علي