عبد الرحيم حمام سيناريست ومؤلف كتاب “سهى واللوغوس”: ” ألفت روايتين وأنجزت سلسلة من الصور وشاركت في صالونات الصور الافتراضية الدولية خلال فترة كورونا ” بداية نود من ضيفنا الكريم التعريف بنفسه للجمهور.
” عبد الرّحيم حمام، من مواليد قرية تكركارت بلدية بوعنداس التّابعة إداريا إلى ولاية سطيف، تابع دراسته الأولى بمسقط رأسه إلى غاية المرحلة الثّانوية، انتسب بعدها إلى جامعة قسنطينة فتحصل منها على شهادة اللّيسانس في الفلسفة الغربية المعاصرة عام 1998. انتقل بعدها إلى جامعة باريس8، حيث تحصّل على شهادة الدّراسات المعمّقة في الفلسفةDEA سنة 2000، حاز سنة 2019 على شهادة ماستر 2 في الفلسفة العامّة من جامعة سطيف 2، تابع تكوينا متخصّصا في التّصوير الضّوئي، فتحصل على شهادة تكوين في مجال التّصوير الفوتوغرافي الرّقمي سنة 2017، شغل منصب أستاذ مكون في اللّغة العربية بالمدرسة الابتدائية، وأستاذ لتاريخ الفنّ وعلم الجمال بالمدرسة الجهوية للفنون الجميلة باتنة ( ملحقة سطيف) انصبّ اهتمامه إلى جانب التّعليم على الفنون والكتابة والترجمة حاليا يقيم بمدينة بجاية “.
كيف بدأت الكتابة وكيف دخلت عوالمها أو من شجعك على ذلك ؟
” البداية كانت بكتابة كلمات لأغاني باللّغة الأمازيغية عندما كنت أدرس بالمتوسطة، في المرحلة الثانوية بدأت في كتابة بعض المواضيع بالعربية لنشرها في المجلّة الحائطية للثّانوية ، في المرحلة الجامعية دوّنت قصائد عديدة في الشّعر الأمازيغي، وكتبت أغاني ونصوص مسرحية متنوعة بالعربية والأمازيغية، المناخ المدرسي والجامعي والمطالعة المستمرّة هي العوامل الأكثر تأثيرا في توجّهي نحو الكتابة “.
هل للبيئة أثر كبير على الكاتب ؟ فما هي آثارها عليك ؟
” بالتأكيد، يصعب على أيّ كان أن يكتب خارج محيطه الحيوي، لأنّه المصدر الذي يلهمه، ويعيش في تعلق دائم معه، هو متضمن ومحاط بهذا العالم لا يمكنه الانفلات منه، يعيش معه في وفاق أحيانا وفي تناحر وصراع أحيانا أخرى ، بالنسبة لي شخصيا، عوالمي الدّاخلية، وبيئتي الخارجية، والما ورائيات ( الرّوحانيات) هي مصدر كلّ ما أنجزه في شتّى أنواع الفنون “.
ما هي أهم الكتب والمشاريع الفكرية التي أثرت عليك في مشوارك؟
” في الحقيقة منذ التحاقي بمقاعد الدّراسة في نهاية السّبعينات وعلاقتي بالكتاب لم تنفصم إلى يومنا هذا، كنت مغرما بالكتب القديمة، حتى برائحتها المميّزة، وبمنظرها الموحي وعتاقتها الظّاهرة ، أذكر في بداية مشواري أنّ للكتاب المدرسي والكتاب الدّيني أثر كبير في نفسي وبعدها اكتشفت كتب الفلسفة وعلم النّفس والأدب منها: رويات كولن ولسون ( رحلة نحو البداية، طقوس في الظّلام) وجبران خليل جبران (الأجنحة المتكسرة، الأرواح المتمردة، دمعة وابتسامة) وطاهر وطار ( الزّلزال، اللاز) ونجيب محفوظ ( السراب) و رواية (سارة) للعقاد.
أمّا في السنوات الأخيرة كانت لروايات أحلام مستغانمي ( ذاكرة الجسد ، عابر سريرالأسود يليق بك) وأعمال الكاتب الصحفي طاهر جاوت ( البحث عن العظام، آخر صيف للعقل) و(نجمة) لكاتب ياسين و( تحزب العشق يا ليلى، البرزخ والسكين) للأديب الجزائري المرموق عبدلله حمّادي الحيز الكبير في مطالعاتي، دون أن نتجاوز ها هنا الأعمال الفلسفية الخالصة التي حفرت في أعماقنا، منها: (إمّا أو، القلق، مذكرات غاوي) للفيلسوف الدانمركي سورين كيركجارد. SOREN Kierkegaard ( الكائن والحدث، بيان من أجل الفلسفة، في مدح الحب، الوشاح الأحمر، محمد الفيلسوف) للفيلسوف والرّياضي الفرنسي آلان باديو Alain BADIOU وللأدب الرّوسي والأمريكو لاتيني نصيب من اهتماماتنا الفنّيّة والمعرفية “.
لمن قرأت… وبمن تأثرت ؟ لمن تكتب ؟ وهل أنت في كل ما كتبت ؟
” ذكرنا فيما سبق بعض الشخصيات الأدبية والفلسفية التي تأثرنا بها، وقرأنا ونقرأ لها باستمرار، لا بأس أن أضيف بخصوص هذا: لوك فيري، كريبع النبهاني، محمد أركون، مالك بن نبي، ابن خلدون، الشّيخ النفزاوي، نيتشه، الأديب عبد الحميد بن هدوقة، مفدي زكرياء. كلّ ما أدوّنه للإنسان ، من المؤكد أنّ الفنّ يمارس بكلّ الوجدان، وعليه لا يمكن بأيّ حال من الأحوال فصل ذواتنا عن أعمالنا الفنّيّة، هي قطعة منّا وتشبهنا إلى حدّ بعيد ” .
ممكن تعطينا أهم أعمالك؟ ما هو العمل الذي أكسبك شعبية؟
” أصدرت أربعة (4) مصنفات موسيقية منها: ((Aberkan d ucebhan ,(Tirgin, Anzar) موزّعة من طرف مؤسسات الإنتاج والتّوزيع ، طرح ديوان شعري بالأمازيغية بعنوانTisemtti – (ثيسمطي ) تمّت ترجمته إلى العربية من طرفي. وفي ذات السّياق قد أنهت مخطوط ديواني الثّاني Ifettiwgen – (شرارات) في الشّعر الأمازيغي المرفق بترجمة عربية. نشر أوّل رواية باللّغة العربية بعنوان (سهى واللّوغوس) مارس 2021 (موزّعة)، كتابة رواية ثانية باللّغة العربية بعنوان”أوهوال الشّك” (لم تنشر) ، كتابة مجموعة من النّصوص المسرحية منها: (المغرورة والكذّاب، سي العربي، الوباء، سوفوص، ﭬــــاع كيف كيف) النّص الذي تم إخراجه سنة 2006 وتمّ عرضه في عديد الولايات وخارج الوطن.
ساهمت وشاركت في العديد في العديد من النّشاطات الفنّية الفوتوغرافية محليا ودوليا، نظّمت أول معرض فوتوغرافي بجامعة سطيف 2 ( قسم الفلسفة) متبوع بمداخلة حول ماهية الفوتوغرافيا وهذا سنة 2019. العمل الذي اشتهرت به هو دواني الشّعري الأول بالأمازيغية الموسوم ب( ثسمطي – الباكورة)”.
متى أصدر لك “سهى اللوغوس”؟ حدثنا عن مؤلفك وكيف أصدرته؟
عملي الأوّل في مجال الكتابة الرّوائية هو رواية (سهى واللوغوس) التي نشرت مؤخرا عن دار المثقف للنشر والتوزيع بباتنة- الجزائر. في الحقيقة عانيت الكثير خلال مسار طبعها، حالة كورنا السائدة عطّلت عملية الطّبع و النّشر، خضوع الأعمال المقترحة إلى رقابة تعسفية من قبل بعض دور النّشر، لا تمت بصلة إلى التّقاليد المعمول بها في هذا لمجال، هذا ما حدث معي “.
عن ماذا تدور أحداثه ؟
” حول رواية سهى واللّوغوس تدور أحداث الرّواية حول ظاهرة المنطوق ( صوت، خطاب، وحي) المفهوم الذي يتعدى وقعه على المتلقّي حدود الخطاب العادي، إلى التأثير المطلق على حياته، فيحدث انقلابا جذريا في مسار حياته، فيبعث روحا جديدة تمكّنه من تجاوز أزماته القاتلة. كما يمكن لهذا الخطاب ( اللّوغوس) أن يحدث تصدّعا عظيما في بنية الكائن فيحطّمه، تتجسد هذه الفاعلية في معظم وقائع الرّواية، وتظهر بشكل واضح في علاقة سهى ( البطلة) المنهارة عصبيا وبعض شخصيات الرّواية الأساسيين: خطيبها آكلي، الذي أعدمه الإرهابيون، وعشيقها محمّد، أستاذ الفلسفة، الذي فكّك كلّ الأفكار المرضية الملازمة لها، وأعاد برمجتها من جديد، بعدما فتح مسلكا في وعيها الباطن من خلال الحوار المتقن، واستطاع أن يملأ فراغ حبيبها، وخطيبها القرويّ المغدور به، ويتربّع على قلبها، ويبعث فيها الرّغبة في الحياة من جديد، الشّيء الذي عجز عنه زوجها العسكري، ذي الرتبة السّامية في الدولة، والطّبيب الأخصائي في الأمراض النّفسية والعقليّة، الدكتور “بلخياط”. الرّواية يمكن قراءتها على مستويات عدّة، تتضمن جوانب متنوعة: تاريخية، فنّية، فلسفية، سياسية، اجتماعيه ودينيّة.”
حدثنا عن مؤلفاتك التي سترى النور قريبا ؟
” ديوان شعري معنون ب( شرارات ) يصدر قريبا عن دار الأمل بتيزي وزو، يتضمن 31 قصيدة بالأمازيغية ترجمت كاّها إلى اللّغة العربية ، رواية ثانية موسومة ب( أهوال الشّك)
ترجمة لمجموعة شعرية من الأمازيغية إلى العربية، للشاعر مولود عزوق بعنوان ( إشتغال) “.
ماذا تعمل من غير الكتابة؟
” التدريس، التكوين في مجال الفوتوغرافيا، تنظيم عروض درامية “.
ما هي الندوات التي شاركت فيها؟
” تأسيس و تنشيط الندوة الجهوية للفكر والثّقافة، الطّبعة الأولى 2009 بعنوان” المقروئية والكتابة “، الطّبعة الثّانية 2010 بعنوان ” الدّين والفّن “، الطّبعة الثّالثة 2011 بعنوان ” التّربية والهوية “.
ما هو مستقبل الأدب والشعر في عصر الكمبيوتر وعصر الاستهلاك ؟
” يساهم التطور التكنولوجي في تسهيل عملية الانتشار والتوغل في الأوساط الشّعبية، لكن سيادة النّزعة الاستهلاكية بدعم من التيار الامبريالي المتوحش، والعولمة جعلت القصيد على الهامش، فما عليه إلّا التّمرد ليثبت كينونته ويحافظ على مركزه، كما كان في عصر الشّعراء الذي ميّز مساره في الحقبة الحديثة والمعاصرة، بحسب “آلان باديو” وقبله “هيدغر” الذي أعاد الشّعر الألماني إلى مكانه عبر الشّاعر المغمور هولدرلين يقول هيدغر اللّغة هي ملجأ الكائن” .
ما هي مشاريعك القادمة ؟
” تجنيد وتطويع كلّ الفنون من أجل التّغيير وخدمة الإنسان “.
ما هي هوايتك المفضلة من غير الكتابة؟
” الأسفار والمغامرات “.
من شجعك على الكتابة أول مرة؟
” زوجتي وبعض أصدقائي “.
ما هو إحساسك وأنت تكتب رواية؟
” أضيف إلى نفسي حياة جديدة “.
هل ممكن أن تكتب قصة حياتك؟
” حياتي تستحقّ ذلك “.
لو أردت تقديم نصيحة للشباب والبنات ماذا تقول؟
” عليكم بممارسة الشّك في كلّ اليقينيات المفترضة”.
ما هي طموحاتك في عالم الكتابة؟
” أن أدوّن خطابا عاصفا، مستفزا، يحمل قدرة نوعية على الاختراق وصناعة الحدث الحيّ “.
كنصيحة للشباب الراغب في دخول عالم الكتابة ماذا تقول لهم؟
” من يودّ الكتابة عليه بالتّعري، والتجرد من كلّ ما يعيق عقله وقريحته “.
ما هي أجمل وأسوأ ذكرى لك؟
” أسوء ذكرى يوم وجدت كتابي الأول مقبور تحت التّراب، بفعل حاسد، ربي يهديه ، أما أجمل ذكرى، حصولي على شهادة البكالوريا “.
ما هي رياضتك المفضلة؟ هل أنت من عشاق الكرة المستديرة؟
” العدو الرّيفي و أحبّ كرة القدم ” .
جائحة كورونا هل أثرت عليك؟
” نعم، بالخصوص من النّاحية المادّية ” .
كيف كانت فترة الحجر الصحي ؟
” الفترة الصباحية أقوم بأشغال البناء بمنزلي الجديد، في الفترة المسائية، أتفرغ للقراءة للكتابة “.
هل كنت تطبق قوانين الحجر؟
” نسبيا “.
نصيحة تقدمها للمواطنين خلال هذه الفترة؟
” عليهم باحترام البروتوكول “.
ماذا استفدت من الحجر الصحي؟
” المطالعة والمراجعة “.
هل كانت لك أعمال خلال هذه الفترة؟
” تأليف روايتين، وإنجاز سلسلة من الصّور الفوتوغرافيّة الرّقمية، المشاركة في صالونات الصّورة الافتراضية الوطنية والدّولية “.
رأيك حول مواقع التواصل الإجتماعي في فترة الحجر ؟
” تعلمنا منها الكثير، واكتشفنا جانبا من خطورتها على المجتمع”.
كلمة أخيرة المجال مفتوح.
” باسم لله الرحمان الرّحيم(( اقرأ باسم ربك الذي خلق(1) خلق الإنسان من علق(2) اقرأ وربك الأكرم(3) الذي علّم بالقلم (4) علّم الإنسان ما لم يعلم…)) صدق الله العظيم “.
أسامة شعيب
المفكر عبدالرحيم حمام .. من خيرة ما أنجبت جزائر اليوم .. فنان يمتص هومن كل بساتين الفنون زهرة…
رواية سهى واللوغوس رواية تستحق فعلا القراءة .. تنقلك أمواج حروفها وترمي بك في شتى الإنفعالات..