عبد الكريم بسرير (مدرب أواسط رائد مستقبل تليلات): “رمضان فرصة لتطوير الذات”

عبد الكريم بسرير قاد الفريق النسوي انتصار وهران إلى التتويج بكأس الجمهورية سنة 2013، وكان وراء بروز نجوم مثل عبلة بن سنونسي، لاعبة الأهلي السعودي حاليًا. كما نجح في تدريب فريق وهران لمبتوري الأطراف، محققًا معهم كأس الجمهورية مرتين ولقب البطولة في نسختها الأولى. ليشرف حاليا على تدريب أواسط رائد مستقبل تليلات. في هذا الحوار، يحدثنا المدرب بسرير عن كيفية تكييف التدريبات خلال الشهر الفضيل سواء في كرة القدم النسوية أو كرة القدم لمبتوري الأطراف.
بداية، كيف ترى تجربتك في تدريب كرة القدم النسوية، خصوصًا مع انتصار وهران والتتويج بكأس الجمهورية؟
“تجربتي مع انتصار وهران كانت من أجمل المحطات في مسيرتي التدريبية. العمل مع فتيات موهوبات مثل عبلة بن سنونسي كان تحديًا ممتعًا، خصوصًا أن كرة القدم النسوية تحتاج إلى أسلوب خاص في التدريب والتعامل النفسي. التتويج بكأس الجمهورية سنة 2013 كان ثمرة عمل كبير، وبفضل التزام اللاعبات والدعم الإداري، نجحنا في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي.”
بعد تدريبك لفرق شبانية عديدة في وهران، انتقلت إلى تدريب فريق مبتوري الأطراف، كيف كانت هذه التجربة؟
“كانت تجربة استثنائية ومليئة بالتحديات. كرة القدم لمبتوري الأطراف تتطلب تحضيرًا بدنيًا خاصًا وتركيزًا عاليًا، لكن الإرادة التي وجدتها لدى هؤلاء اللاعبين كانت مذهلة. الفوز بكأس الجمهورية مرتين والبطولة في نسختها الأولى كان إنجازًا رائعًا، وأنا فخور بأنني كنت جزءًا من هذا الفريق الطموح.”
كيف تؤثر أجواء شهر رمضان على التدريبات؟
“رمضان شهر مميز، لكنه يتطلب تخطيطًا خاصًا للتدريبات. بالنسبة لكرة القدم النسوية، نحرص على إجراء الحصص بعد الإفطار، مع تقليل الضغط البدني خلال النهار. أما بالنسبة لمبتوري الأطراف، فإن التدريبات تحتاج إلى توازن بين اللياقة البدنية والراحة، حيث يتم التركيز أكثر على التمارين التكتيكية والخططية بدل الجهد البدني الزائد.”
ما هي النصائح التي تقدمها للاعبين والمدربين خلال رمضان للحفاظ على اللياقة والأداء؟
“أهم نصيحة هي تنظيم الأوقات جيدًا، سواء في النوم، التغذية أو التدريبات. يجب تجنب الأحمال البدنية العالية قبل الإفطار، والتركيز على التدريبات المسائية التي تعوض النقص خلال اليوم. كما أن شرب الماء بكميات كافية بعد الإفطار ضروري لتجنب الجفاف.”
كيف ترى مستقبل كرة القدم النسوية ورياضة مبتوري الأطراف في الجزائر؟
“كرة القدم النسوية تتطور ببطء لكنها بحاجة إلى دعم أكبر، سواء من الناحية المادية أو الإعلامية. هناك مواهب كبيرة تحتاج إلى الاهتمام، مثل عبلة بن سنونسي التي أصبحت قدوة للجيل الجديد. أما رياضة مبتوري الأطراف، فقد أثبتت قوتها وإمكانيتها في الجزائر، وأتمنى أن تستمر في التطور بفضل الدعم المستمر.”
خلال مسيرتك التدريبية، ما هو التحدي الأكبر الذي واجهته، وكيف تعاملت معه؟
“التحدي الأكبر كان إقناع المجتمع بأهمية كرة القدم النسوية، خاصة في بداياتي مع انتصار وهران. كنت أواجه صعوبات في جلب اللاعبات وإقناع عائلاتهن بأهمية الرياضة. لكن من خلال العمل الجاد والنتائج الجيدة، استطعنا تغيير النظرة التقليدية وكسب ثقة الجميع، وهو ما ساهم في تطور الفريق وتحقيق الألقاب.”
هل لديك عادات معينة تتبعها كمدرب خلال شهر رمضان؟
“نعم، رمضان بالنسبة لي ليس فقط شهر الصيام، بل هو فرصة للمراجعة والتحليل. أستغل هذا الشهر في مشاهدة المباريات، تحليل الأداء، وتحضير خطط جديدة للموسم. كما أنني أحرص على تقديم محاضرات تحفيزية للاعبين، خاصة حول أهمية الانضباط والتوازن بين الرياضة والصيام.”
كلمة أخيرة…
“أتمنى للجميع رمضان كريم، وأدعو اللاعبين إلى الاستمتاع بكرة القدم مع احترام خصوصيات الشهر الفضيل. رمضان فرصة لتطوير الجانب الذهني والروحي، وأتمنى أن نشاهد المزيد من النجاحات للكرة الجزائرية في كل الفئات.”
حاوره: نبيل شيخي
تصوير: عبد الكريم مكالي