عزالدين لعقاب (دراج): “المسار الصعب خدم تخصصي”
في إنجاز رياضي محلي يؤكد ريادة الأبطال الجزائريين في سباقات الطريق، تمكن الدراج الدولي عز الدين لعقاب، ممثل نادي مولودية الجزائر، من الظفر بلقب الجائزة الكبرى للشريعة في طبعتها الأخيرة، التي جرت فعالياتها يوم الجمعة الماضي بين مدينة البليدة وأعالي الشريعة على مسافة 25 كيلومتراً. التظاهرة، التي نظمتها الاتحادية الوطنية للدراجات بالتنسيق مع نادي براكني البليدة، شهدت منافسة قوية بين المنخرطين والهواة على مسلك جبلي صعب ومعروف بتاريخه الحافل، وللغوص في تفاصيل هذا الفوز ومنافسات التحضير القاري، تحدثت “بولا” مع لعقاب الذي فتح قلبه وسرد لنا الكواليس من خصوصية المسار، إلى سر تفوقه، وخططه القادمة نحو البطولة الأفريقية بكينيا.
مبروك عز الدين على هذا التتويج المستحق.. بدايةً، كيف تصف لنا هذا السباق؟ ما الذي يميّزه عن باقي السباقات الوطنية؟
“الله يبارك فيك، شكراً جزيلاً، يمكنني القول إن طواف الشريعة هو سباق قصير ولكنه صعب جداً، حيث يتميز مساره بالانطلاق من مدينة البليدة والصعود بالدراجة عبر الطريق الوطني 37 وصولاً إلى بلدية الشريعة حيث يوجد خط الوصول، ويبلغ طول السباق الكلي 25 كيلومتراً، منها 17 كيلومتراً كلها صعود حاد بمعدل انحدار يصل إلى 6.7 بالمائة، فيما يميّز هذا السباق عن باقي السباقات الوطنية هو صعوبة وطول مسافة الصعود إلى بلدية الشريعة، الغنية عن التعريف، وحيث شهد هذا الصعود تاريخاً حافلاً لأبرز أبطال الدراجات الوطنية وحتى الدولية عبر السنوات.”
الكثير يتحدث عن صعوبة مسار الشريعة، كيف كانت طبيعة الطريق بالنسبة لك؟ هل كانت هناك مراحل حاسمة أو نقاط صعود مؤثرة في النتيجة؟
“نعم، كما ذكرتم فإن السباق صعب وصعوبته تتمثل في طول طريق الصعود إلى بلدية الشريعة، حيث هناك 17 كيلومتراً كلها صعود متواصل على معدل انحدار 6.7 بالمائة يزيد أو ينقص نوعاً ما في بعض المناطق، ولا يوجد مكان لطريق مسطح للراحة، حيث إن الطبيعة الجبلية للمسلك تفرض على الدراج بذل جهد كبير ومتواصل دون توقف، مما يجعل المراحل الأخيرة من الصعود حاسمة في الفصل بين المتسابقين وتحديد البطل.”
كيف كانت تحضيراتك لهذا الموعد؟ هل وضعت خطة معينة للتعامل مع المسار والمنافسين؟
“في الحقيقة، لم أخصص تحضيراً نوعياً لطواف الشريعة بحد ذاته، حيث إننا في مرحلة تحضير مكثف للبطولة الأفريقية التي ستقام أواخر شهر نوفمبر، وعليه فإن طواف الشريعة يدخل ضمن المنافسات التحضيرية لهذا الحدث القاري الكبير، حيث كانت المشاركة تهدف بالأساس إلى المحافظة على ريتم السباقات القوية واستغلال المسلك الصعب لاختبار اللياقة البدنية والجاهزية.”
ما الذي ساعدك على تحقيق هذا الفوز تحديدًا؟ هل كان الأمر نتاج تحضيرات بدنية طويلة، أم تركيز ذهني خلال السباق؟
“بالنسبة لي شخصياً، العوامل المساعدة على تحقيق هذا الفوز كان المسار نفسه، لأن تخصصي في رياضة الدراجات هو التسلق، وهذا المسار الجبلي خدم طبيعة أدائي بشكل كبير، ومن جهة أخرى، فنحن في آخر الموسم، حيث شاركنا طوال السنة في سباقات دولية ووطنية عدة، وذلك ما يسمح لنا بأن نكون في لياقة بدنية لا بأس بها، تخولنا لخوض تحديات صعبة كهذا السباق بتركيز عالٍ.”
كيف تقيم مستوى المنافسة في هذه الطبعة؟ هل لاحظت تطورًا في أداء الدراجين والفرق المشاركة مقارنة بالسنوات الماضية؟
“على صعيد المنافسة، كان المستوى عالياً نوعاً ما هذه المرة مقارنة بالنسخ السابقة لطواف الشريعة، حيث كان هذا السباق مخصصاً للهواة فقط، والهدف منه هو منح فرصة للهواة للتنافس في مسلك صعب وجميل في نفس الوقت، ولهذا، قرر المنظمون هذه المرة دمج بعض الرياضيين المنخرطين مما أدّى إلى ارتفاع الإيقاع العام للسباق، كما ساهمت في تنظيم السباق الفيدرالية الوطنية بحكامها وخبرتها، ولهذا لاحظنا مشاركة بعض الدراجين المنخرطين، وفي هذا الإطار، كانت مشاركتي في السباق لرد الاعتبار لأخينا رشيد براكني الذي سعى لتنظيم وخلق هذه التظاهرة وأسهم كذلك في تنظيم جزء من الحظيرة الوطنية للشريعة وغرس الأشجار في نسخة هذا العام، فأوجه له كل الشكر، ونأمل أن تعم الدعوة والمشاركة لباقي النخبة الوطنية في قادم النسخات إن شاء الله.”
أخيراً، بعد هذا التتويج، ما هي طموحاتك القادمة؟ هل تضع نصب عينيك منافسات دولية لتمثيل الجزائر في المواعيد المقبلة؟
“ختاماً، كما قلت سابقاً، مشاركتي في هذه النسخة تدخل ضمن تحضيري للبطولة الأفريقية، فطواف الشريعة مخصص للهواة قبل كل شيء، ومشاركتنا كانت لإعطاء حافز للدراجين والحضور بقوة في هذه التظاهرة الجميلة والتي هي بمثابة حفل وملتقى لعشاق الدراجة الهوائية، وعليه، سيكون موعدنا أواخر شهر نوفمبر بدولة كينيا، حيث تقام البطولة الأفريقية للدراجات، ونأمل على تمثيل الجزائر أحسن تمثيل ومحاولة النيل باللقب إن شاء الله، لرفع الراية الوطنية عالياً.”
حاورته: حليمة.خ



