حوارات

عماد الدين هاني عاشور (مدرب المنتخب الوطني النسوي لكرة السلة 3×3 إناث): “التأهل لبطولة العالم لم يأتِ صدفة”

لم يكن تأهل المنتخب الوطني النسوي لكرة السلة 3×3 إلى بطولة العالم بالصين حدثاً عادياً، بل كان تتويجاً لعمل دؤوب واستراتيجية محكمة بدأ تنفيذها منذ عام 2023، فهذا الإنجاز يمثل نقطة تحول في تاريخ الرياضة النسوية الجزائرية، ويؤكد أن العزيمة والإصرار يمكن أن يصنعا المستحيل، في هذا الحوار، يكشف مدرب المنتخب الوطني لبولا، عماد الدين هاني عاشور، عن كواليس هذا الإنجاز غير المسبوق، ويطلعنا على خططهم للمستقبل.

بداية كوتش ، تأهلكم إلى بطولة العالم لم يكن وليد صدفة، بل جاء نتيجة عمل منظم. كيف تصف لنا هذه الرحلة التي أثمرت هذا الإنجاز التاريخي؟

“نعم، بالتأكيد، هذا التأهل التاريخي بالنسبة للفريق الوطني للإناث يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح، وأننا كنا نعمل على تحقيق هذا الهدف بجدية منذ عام 2023، هذه المجهودات هي التي أثمرت هذا الإنجاز، والحمد لله، لم تذهب سدى، لقد وضعنا خطة طويلة الأجل تقوم على بناء جيل قادر على المنافسة دولياً، وهذا التأهل هو مجرد الخطوة الأولى في مسيرة طموحة نأمل أن تستمر لسنوات طويلة.”

هذا الإنجاز جاء بعد سلسلة من المشاركات الدولية التي كانت محسوبة بدقة. هل لك أن توضح لنا هذه الاستراتيجية التي انتهجها الجهاز الفني والفدرالية؟

“في الحقيقة، هذا التأهل جاء بعد سلسلة من المشاركات الدولية المحسوبة بدقة، كانت أولاها في بطولة الأمم الأفريقية لفئة تحت 21 سنة، التي أقيمت في شهر جوان بدولة البينين، لقد كان القرار استراتيجياً؛ فبينما شاركت معظم المنتخبات بفئة تحت 23 سنة، نحن راهنا على المستقبل، وشاركنا بفريق من فئة 21 سنة فقط، بهدف تحضير اللاعبات للمستقبل ومنحهن الخبرة اللازمة للمشاركة في ذات المنافسة العام المقبل، هي استراتيجية واضحة من الفدرالية ورئيس لجنة كرة السلة 3×3، السيد عبد الرحمن زياد، وكذلك من الطاقم الفني المكون من مروان بوعاشير، مسؤول المنتخبات الوطنية للذكور، وإلى جانبي أنا كمسؤول عن المنتخبات الوطنية للإناث. لم تكن تلك هي المشاركة الوحيدة، فقد شاركنا في المنافسة الخاصة بالمنطقة الثانية، التي استضافتها الجزائر، وقد حققنا فيها نتائج باهرة للغاية، حيث لعبنا ست توقفات، وفي الخمس توقفات الأولى ذهبنا إلى النهائي وفزنا بتوقف واحد، بصراحة، كنا قادرين على تحقيق الأفضل لولا نقص خبرة اللاعبات في بعض اللحظات الحاسمة، حيث لم يعرفن كيفية تسيير التوقفات بشكل مثالي، خاصة من الناحية التكتيكية والذهنية تحت الضغط، هذا النقص في الخبرة الدولية هو ما نركز عليه الآن في تحضيراتنا.”

بما أن هذا التأهل جاء بناء على التصنيف الدولي، وأن الخبرة هي التحدي الأكبر.. ما هي خطتكم للاستعداد لبطولة العالم، وهل سيتم تعزيز التشكيلة بوجوه جديدة؟

“بما أن التأهل جاء بناء على التصنيف الدولي، فهذا يؤكد أن مسارنا كان صحيحاً، ولكن التحدي الأكبر يكمن في المنافسات العالمية التي تتطلب تحضيراً خاصاً، لهذا، سنبدأ ابتداء من هذا الأسبوع في إجراء تربصين هنا في الجزائر، بهدف رفع المستوى البدني والفني للاعبات، ستكون تشكيلة الفريقين مزيجاً من لاعباتنا المحليات ولاعبات مغتربات، حيث ستلتحق بنا لاعبة محترفة في الدوري الفرنسي، والتي ستقدم لنا إضافة نوعية كبيرة، ليس فقط من الناحية الفنية، بل أيضاً من ناحية الخبرة الاحترافية التي ستحفز اللاعبات المحليات، هدفنا هو تمثيل الجزائر وتشريف الراية الوطنية في هذه المشاركة العالمية الأولى بالنسبة لسيدات كرة السلة، وسنعمل بجد على تحقيق الأهم.”

بالنظر إلى هذه الإنجازات، خاصةً احتلال المنتخب الوطني للذكور أفضل 5 مراكز عالمياً والمنتخب النسوي المرتبة 12، هل يمكن القول إن هذا الجيل قد كتب اسمه من ذهب في تاريخ كرة السلة الجزائرية؟ وما هي أهدافكم المقبلة؟

“الحمد لله، هذا الجيل كتب اسمه من ذهب في سجل كرة السلة ثلاثة ضد ثلاثة، منذ عام 2023 ونحن نحضر لكي نكون في المستوى المطلوب، وقد بدأت ثمار العمل تظهر بوضوح، فئة الذكور دخلت ترتيب أحسن خمسة على المستوى العالمي، وهو إنجاز هائل، وبالنسبة للإناث، نحن في المرتبة الثانية عشرة، وهو إنجاز كبير في حد ذاته. لدينا استحقاقات قادمة ومهمة، مثل الألعاب الإسلامية، وسنشارك فيها بكل قوة من أجل تحقيق البوديوم، ولما لا المرتبة الأولى، هذا هو طموح هذا الجيل الذي أثبت أنه قادر على تحقيق الأفضل.”

كل هذا العمل والإنجازات لم تكن لتتحقق لولا وجود دعم ومساندة، من هم أبرز الداعمين الذين قدموا لكم هذه الإمكانيات؟

“الحمد لله، المسؤولون قدموا لنا كل الدعم اللازم، بدءاً من رئيس الفدرالية، السيد اليد وصيف، الذي وفر لنا كل الإمكانيات للتحضير للبطولة الأفريقية. وكذلك المدير الفني السابق السيد صايفي ومدير المنتخبات السيد بوحجيرة والسيد عبد الرحمن زياد رئيس اللجنة، كما أن الوزارة وقفت إلى جانبنا، وكذلك اللجنة الأولمبية الجزائرية التي ساندتنا بقوة، ونحن نطلب منهم المزيد من الدعم للاستمرار في تحقيق الأفضل.”

حاورته: حليمة.خ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى