غضب كبير في ميتز بعد عقوبة أوكيدجة
ترك مدرب نادي ميتز الفرنسي، فرديريك أونتونيتي، الانطباع بأن العقوبة التي سلطتها لجنة الانضباط على الحارس الدولي الجزائري، ألكسندر أوكيدجة، غير عادلة و”تمييزية” مقارنة بلاعبين آخرين في الدوري الفرنسي ارتكبوا أخطاء أكثر خطورة وأفلتوا من العقاب، أو كانت عقوبتهم “رحيمة”. تصريحات مدرب ميتز زادت في التشكيك من مصداقية لجنة الانضباط الفرنسية، وتركت رائحة العنصرية تفوح من العقوبة القاسية للدولي الجزائري، الذي تعرض لعقوبة الإيقاف لمدة 5 مباريات كاملة، منها واحدة غير نافذة، ما سيبعده عن لقاءات فالنسيان في الدور الـ16 من كأس فرنسا، ثم مباريات لانس ورين وموناكو في الدوري الفرنسي الموزعة على شهر كامل. وقال أونتونيتي في تصريحات إعلامية تعليقا على عقوبة حارسه الأول: “عقوبة أوكيدجة قاسية جدا..إنها ثقيلة، لا أريد إعطاء أمثلة أخرى لكن في فرنسا نطرح الكثير من الأسئلة بخصوص طريقة الكيل بمكيالين بين الأندية”، وتابع: “لست ضد العقوبات، ولكن يجب أن تكون نفسها بالنسبة للجميع”، في إشارة صريحة إلى وجود معاملة “تمييزية” بخصوص هذه النقطة، وهو ما يدرجه البعض في خانة العنصرية. واستغرب متابعون تسليط عقوبة مماثلة على أوكيدجة في وقت تعاملت فيه لجنة الانضباط مع ملفات لاعبين آخرين بـ”ليونة”، كما حدث مع نجم باريس سان جيرمان، أنخيل دي ماريا، الذي عوقب بعد حادثة بصقه على مدافع مرسيليا ألفارو غونزاليس، بـ4 مباريات فقط، في وقت كانت فعلته ذات خطورة مضاعفة في زمن فيروس كورونا. ولا ترتبط العنصرية في الملاعب الفرنسية أو القارة العجوز بقضية لون البشرة فقط كما كان عليه الحال في السابق، بل تعدتها في السنوات الأخيرة إلى جزئيات أخرى تمييزية محظورة، كالدين واللغة والخلفية الاجتماعية والجنسية، إلى درجة أن البعض ربط انتقال بعض اللاعبين إلى الأندية الكبيرة بنوعية جواز السفر الذي يملكونه قبل أي شيء آخر. ولم يهضم الجزائريون العقوبة المغلّظة لأوكيدجة وجاءت تعليقاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي مستغربة لها، فقد غرّد أحدهم قائلا: “هل قتل شخصا ما؟”، قبل أن يضيف آخر ساخرا: “كان قاب قوسين أو أدنى من إرساله إلى ألكارتاز”، في إشارة إلى السجن الأمريكي الشهير لأخطر وأعتى المجرمين، قبل أن يُغلق ويحّول إلى متحف. ولطالما ارتبط مصير اللاعبين الجزائريين بالعنصرية بفرنسا، خصوصا اللاعبين مزدوجي الجنسية، بدليل أن أغلبهم تألق بعد رحيلهم عن الدوري الفرنسي، في صورة عنتر يحيى وبوقرة وفيغولي وبراهيمي ومحرز وغيرهم.
خليفاوي مصطفى