غولام أحمد مستشار في الرياضة: “الكرة المحلية مريضة و هي بحاجة لإصلاح رياضي شامل”
للتطرق لظاهرة شروع الأندية في انتداب اللاعبين قبل جلب المدربين للمساهمة في عملية الاستقدامات، اتصلنا باللاعب السابق لجمعية الشلف و إتحاد العاصمة و المستشار في الرياضة السيد غولام أحمد ، الذي تحدث إلينا في هذا الموضوع بصراحته المعهودة في هذا الحوار.
تعد ظاهرة انتداب اللاّعبين قبل المدرب في الفرق الجزائرية تقليد قبل بداية كل موسم، ما رأيك ؟
“هذه الظاهرة أصبحت عادية رغم أنها غير مفهومة ولا يجب أن تكون في عالم كرة القدم، ورؤساء الأندية يقومون بذلك عمدا لكي يمارسون “تجارتهم الموسمية” خلال سوق التحويلات الصيفية والشتوية، بمساعدة مناجرة ومدربين، وبعدها الناس تأتي إلى البلاطوهات وتتحدث في الجرائد عن مشروع الاحتراف في الجزائر هل هو ناجح أم لا، تعبت وسئمت من الحديث عن هذا الموضوع الذي يتكرر كل نهاية موسم،هذا حالنا اليوم من يقوم بالانتدابات لا علاقة له بالجانب التقني، هذا يحدث أيضا حتى على مستوى الأقسام الدنيا، و أغلب النوادي في الجزائر تكون دون مدرب عند بداية التحضيرات و لكن الاستقدامات يشرع فيها ومن يقوم بذلك لا علاقة له تماما بالجانب التقني”.
هناك القليل من الفرق في المحترف الأول تعتمد فعليا على المدير التقني الرياضي وقليل منها من حافظ على مدرّبه، والبقية ينتدبون وفقط؟
“الفرق التي تملك مديرا تقنيا رياضيا على الأقل تحترم دفتر الشروط وتعمل بطريقة محترفة، وحتى إن لم يكن لديها مدرب الذي يشرف على الانتدابات على الأقل تقني ويعرف كرة القدم، الكارثة عند الفرق التي لا تملك مديرا تقنيا رياضيا وليس لديها مدرب، وتتفاوض وتنتدب لاعبين وفي الأخير تفكر في المدرب الذي سيقود التشكيلة، تكوين فريق ليس بجلب خيرة الأسماء بل بالذي يناسب النهج التكتيكي وفلسفة المدرب وطاقمه، وعندما تكون الانتدابات عشوائية فمن دون شك النتائج لن تتبع”.
ما رأيك في الأندية التي تحافظ على مدرّبها من الموسم الماضي؟
” رغم قلّتها فأحييها، ما قاموا به يعتبر إنجازا في الجزائر، الشرط الأساسي لنجاح أي فريق مهما كان اسمه هو استقرار العارضة الفنية والتشكيلة، وبعدها تأتي العوامل الأخرى، ونلاحظ أمرا بسيطا الموسم الذي عمل فريق إتحاد سيدي بلعباس مع شريف الوزاني موسمين بلغ نهائي كأس الجمهورية وفاز باللقب، شباب قسنطينة حافظ على مدربه بعدما أنقذ الفريق و توج بعدها بلقب البطولة، مولودية الجزائر جلبت مدربا وعملت معه موسما كاملا حققت نتائج جيدة، نادي بارادو كذلك، وغيرها من الأمثلة وهذا يبين بأن الاستقرار والعمل الجدي يجلب ثمار العمل، لكن غياب الاستقرار على مستوى الطاقم الفني وبعده تأتي عواقب التسيير في مقدمتها عدم دفع أجرة 6 إلى 7 أشهر للاعبين، على غرار ما حدث للعديد من الأندية ، كيف تريد أن يركز أي لاعب على عمله فوق الميدان وهو يفكر في المشاكل، وبعدها نحاول أن نقلب الجمهور على لاعب ما ونقول بأنه “لا يبلل” القميص.”
بعد الانتدابات غير المدروسة يكون المدرب أول الضحية لرئيس النادي عند الفشل، ما تعليقك؟
” بطبيعة الحال، لإرضاء الجمهور يقول بأن المدرب لم يتمكن من إحداث الطفرة ونجلب مدربا جديدا ونبقى دائما في سياسة “البريكولاج”، ويمكن أن نجلب في الموسم الواحد أزيد من 6 مدربين، المدرب يجب أن يعمل وعندما يأتي يحاول أن يجد التوليفة المناسبة من أجل تكوين فريق تنافسي، وللأسف المدرب هو الحلقة الأضعف في كل الفرق، لذا أحيي كل الفرق التي حافظت على مدربيها الموسم الفارط”.
ما رأيك في سوق الانتقالات مع بدايته؟
” هناك لحد الآن فريقان برزا بشكل لافت هذا الموسم ، يتعلق الأمر بفريق وفاق سطيف الذي تمكن من الحفاظ على غالبية ركائزه ودعم ببعض الأسماء بطلب من المدرب الكوكي وهذا أمر جيد و كذا فريق شبيبة الساورة، لكن يبقى الأمر السلبي حسب رأيي من الانتدابات هو أن اللاعب الذي يلعب على البقاء لا يمكنه في الموسم المقبل اللعب على الألقاب خصوصا في فريق كبير ، عندما نكون فريقا كبيرا ونلعب على الألقاب يجب أن نجلب اللاعبين الذين صارعوا على المراتب الأولى في البطولة، والذين يتواجدون من الناحية الذهنية في أحسن مستوياتهم وليس العكس و يبقى هذا رأيي”.
الجميع يتهافت على لاعبي أكاديمية نادي بارادو، والتي بدأت تجني ثمار عملها؟
” مثل كل سنة، زطشي يجني ثمار التكوين، والآن يتاجر بالأسماء التي برزت في فريقه وتكوّنت عنده وهم الآن بمثابة فوائد الاستثمار الذي قام به زطشي، غالبيتهم لاعبين دوليين منهم من تم بيع عقده في فرق أوروبية والبقية يعمل على إبرازهم في البطولة الوطنية من أجل بيع عقودهم خارج الوطن في المواسم المقبلة، ويسرح أي لاعب تطلبه لأنه يثق في السياسة التكوينية التي وضعها، وفي كل مرة يقوم بترقية لاعبين من الفئات الشابة وهو ما سيكون مفيدا بالنسبة له، كما أن لاعبيه عادة ما يكونون متعددي المناصب وهذا ما تبحث عنه الفرق”.
كلمة أخيرة ؟
” صراحة سئمنا من هذا الوضع الذي يلاحقنا ومن هذا التعفن الكروي، الآن المدرب يجب أن يعمل وفقط لضمان دخله الشهري وقوت أولاده، كون الأمور لا تريد أن تتحسّن ومشاكل الكرة عديدة، ونتمنى أياما أفضل لكرتنا التي يعشقها الملايين ويمارسها عشرات الآلاف من اللاعبين في بلادنا ،وفي الأخير أشكر جريدة “بولا” على منحي هذا الفضاء لتقديم رأيي في قضية هامة تخص كرة القدم الجزائرية”.
حاوره: سنينة مختار