فاطمة الزهراء مسبوق كاتبة صاعدة مشاركة في عدة كتب جامعة ورقية وإلكترونية: ” خلال فترة كورونا طالعت الكثير من الكتب وبفضلها عدت للكتابة بعد انقطاع طويل “
بدايةُ نودّ من ضيفتنا الكريم التعريف بنفسها للجمهور؟
” فاطمة الزهراء مسبوق من مواليد 1999السادس عشر من شهر نوفمبر، طالبة جامعية تخصص علم النفس العيادي متحصلة على شهادة ليسانس “.
كيف حالك ؟
” لحمد لله بخير في نعمة الله وستره، شكرا على الاستضافة الطيبة.”.
گيف بدأتِ الكتابة وكيف دخلتِ عوالمها أو من شجعك على ذلك؟
” فضلٌ من عندِ الله سبحانه وتعالى بأن منَّ علي بهاته العطِيّة، فالله هو الرزاق، والكتابة رزقٌ منه سبحانه يهبها لمن يشاء من عباده، هناك من يعتبر الكتابة موهبة ولكن هي ليست كذلك، بل هي هِبةٌ ربّانية للعبد، بداياتي مع الكتابة، خصوصا في ظلّ جائحة كرونا ،و هاته الفترة بالضبط ساعدتني كثيرا على تنمية وتطوير هاته المنَّة الربانية، فبدأت الكتابة وذلك بالمشاركة في الكتب الإلكترونيّة انضممت إلى فريق حكاية وقلم الدولي المُوثَّق من طرف منصة كوبيراتيك العالمية ومعهم استطعت نشر كتاباتي التي خطَّها قلمي وأول مشاركاتي كان شعر حرٌ بعنوان “لِنَدفن الألم”، شاركت معهم بعدة كتب ثم انضممت لفريق المنتفضون بالقلم وفريق من وحي القلم ،يسّر الله لي بأن تلقيت الدعم من طرف عائلتي وأصدقائي وكل من حولي وحتى أسرتي الإفتراضية شجعوني ووقفوا بجانبي كسندٍ داعم، وذلك وتحفيزي للمُضي قُدما والولوج لعالم الكتابة “.
هل للبيئة تأثير على الكاتب؟ وكيف أثرت عليك؟
” نعم بالطبع للبيئة أثر بالغ الأهمية على الكاتب وكتاباته فمنها يستلهم ما يُعانيه ويعيشه مجتمعه ويسعى جاهدا لتغيير هذا الوضع ومناقشة القضايا للتوصل للحلول اللازمة، كما أنّ الكاتب يحتاج لدعم معنوي وتحفيز وحتى وإن لم يجد ، عليه أن يكون داعما لنفسه ساعيا وجاهدا للجد والمثابرة لبناء أمة مشيدة بالضوابط الشرعية ، أثرت عليّ بيئتي المحافظة بما أنّي من بيئة محافظة ومن عائلة محافظة تسعى للدعوة لله وإني أسعى جاهدة من خلال كل حرف أخطّه إعلاء كلمة الحق والدعوة لله والسير على خطى نبيه الكريم، وذلك من خلال معالجة القضايا التي يعاني منها شبابنا اليوم كالتهميش و البطالة، مما يؤدي لإنتشار ظاهرة الهجرة الغير شرعية، وتشجيعها . علينا بناء الإنسان وصناعة الشباب أخلاقيا فكريا روحيا “.
ما هي الكتب والمشاريع التي أثرت عليك في مشوارك؟
” لا يوجد كتاب ككتاب الله عز وجل يؤثر في الإنسان، ويكسبه فصاحة اللسان وإعمال عقلٍ بتدبرٍ وبرهان، أما المشاريع الفكرية أول مشروع رائع هو مشروع النهضة بالقرآن الكريم، كما يقول الرافعي كانت اللغة العربية مملكة بلا حاكم حتى جاءها القرآن ، فالقرآن هو دستور الحياة وأساس اللغة العربية ، فهذه المشاريع تعمل على إنشاء أجيالا صالحين يسعون لبناء أمة الإسلام وطاعة الله سبحانه ،والنوادي العلمية والثقافية التي تسعى لدعم الكتاب الصاعدين ومساندتهم “.
ما هو تقييمك المنهجي للفكر العربي؟
” بدون شك أنّ العرب في الماضي كانوا أشد فصاحة وبلاغة في أحاديثهم التي كانت باللغة العربية الفصحى والرصانة التي تتخللها،آنذاك كان الأدب في أوجّ تطوره وازدهاره أما مقارنة بعصرنا اليوم فواقع الأدب لا بأس به، فهناك بعض الكتاب الكبار الذين يسعون للنهوض بالأمة وإحياء اللغة العربية والأدب العربي من خلال كتاباتهم الضخمة الرائعة محافظين بذلك على أصالة وجوهر الأدب العربي في ظل ما يسمى بالتقليد الأعمى للغة الإتيكيت الفرنسية، التي بات يستعملُها بعض شبابنا ظنا منهم أنها مقياس للتحضر والرقي،ولكن وا حسرتاه أيّ تحضر هذا ، يقول الشيخ وجدان العلي أُمةٌ تزهد في لغتها أمة تزهدُ في وجودها “.
لمن قرأتِ؟وبمن تأثرتِ؟
” قرأت للعديد من الكتاب العرب القدامى مصطفى محمود الرافعي ، طه حسين،نازك الملائكة،والمعاصرين: أدهم الشرقاوي حنان لاشين،إسلام جمال ، كل كاتب وله طريقته الخاصة في التأثير على قرّاءه وله أسلوبه الخاص، ولكنّي أشدّ تأثرا بكتابات الدكتور أدهم شرقاوي بعد قراءتي لكل كتبه ،أسلوبه رائع له شعور مرهف يشعر القارئ وكأنه يتحدث عنه يجعلك تعيش في طيات كل ما يكتب مبدع حقا “.
لمن تكتبين؟ وهل أنت في كل ما تكتبين؟
” هناك الكثير من الكتاب الذين يكتبون ما بداخلهم، أي أنّ نصوصهم تعبر عن ذواتهم، والبعض الآخر يكتب من خياله أو يتجه لما يحبه القارئ، وأنا من النوع الذي يكتبُ كل ما ذُكر أي موقف يحدث معي أو أشاهده أكتبه وتكون مُخبأة في طياته رسالة للناس، تارة أكتب من وحي خيالي الواسع الذي أسعى من خلاله لبناء مستقبل مشرق مِلئُهُ الحب و التفاؤل أو أن أكتب بأفكار جديدة حول مواضيع بم يتطرق لها الجميع، أكتب لکل إنسان، أكتبُ بصيغة نحن “.
ممكن تعطيني أهم أعمالك؟
” ليسَ لي أي عمل بعد”.
هل يمكنك شرح قصتك؟
” بالطبع، بدايةٍ مع الكتابة هي روح أخرى تقطُن بداخلي مُذْ أن كُنت تلميذة في الصف الخامس إبتدائي، كنت أكتب أي شيء، أكتب ما حدث معي في القسم مع معلمتي … الخ ، إلى أن وصلت للثانوي وكنت قد توقفت عن الكتابة حتى وصلت للمرحلة الثانوية كنت دائما أقول في نفسي أيُمكن أن أُصبح كاتبة؟ دعك من هذا يا فاطمة اكتفي بدارستك.
حتى في مرة من المرات طلبت منّا أستاذة اللغة العربية في حصة التعبير الكتابي إعداد موضوع حول ظاهرة الحزن والألم . فيما يخص الكتب التي شاركت فيها كلها إلكترونية وتحصلت على عدة شهادات إلكترونية دولية ومحلية من بين الكتب التي شاركت فيها :مع فريق حكاية وقلم الدولي أول كتاب ، ما يجول في خاطري مضمونه حول أي شيء يشغل فكر الكاتب وما يدور في خاطره موضوعه حرّ ، ثم كتاب نسائم رمضانية، عبارة عن مجموعة من الخواطر والنصوص تحمل في طيّاتها رسائل تحفيزية لإستغلال هذا الشهر الكريم في التقرب من الله وعباده في شهر رمضان وسائر الأيام ، كتاب وصايا التابع لصحيفة إنسان، محتواه مجموعة وصايا يقدمها الكاتب لأهله وأحبائهِ. كتاب هنا فلسطين مجموعة من النصوص لدعم ومساندة القضية الفلسطينية والشعب المناضل الصامد. كتاب النستالوجيا… رسائل الشوق والحنين للماضي الغابر. كتاب وبك رزقت: تضمن مجموعة من النصائح والتوجيهات للشباب المقبلين على الزواج وكيفية إختيار الشريك المناسب وكيفية إستمرارية العلاقات بينهما، و كتاب لسان الضاد، موضوع حر.”
من غير الكتابة ماذا تعملين؟
“ لازلتُ أدرس لا أعمل ، تحصلت على شهادة الليسانس في علم النفس العيادي وأنا في إتمام رسالة الماجيستير،وبإذن الله وتوفيقه لي بأن أصبح معالجة نفسانية”.
كيف توفقين بين العمل والهواية؟
” نعم لكلٍ منهما وقته، فدراستي لها وقتها سائر اليوم أما كما قلت الهواية، هناك وقت محدد أحب أن أكتب يأتيني الإلهام وتنهمر الكلمات وأسرح بخيالي لأغوص في أعماق الموضوع الذي أكتب عنه فالوقت المحدد هو الليل”.
حدّيثينا عن المسابقات التي شاركت فيها؟
” لم أشارك بأيّ مسابقة بعد “.
منذُ متى وأنت تكتبين؟
” كما ذكرت مذ صغري كنت أكتب وفي دفتر يومياتي، وبدايتي في الولوج لعالم الكتابة منذ أشهر فقط ، ففي شهر مارس الماضي إنضممت لفريق حكاية وقلم ومن ثمة بدأت “.
ما هو مستقبل الأدب الشعر في عصر الكمبيوتر والإستهلاك؟
” سؤال جيد، ففي ظل عصر الإنترنت هناك جانبين سلبي وإيجابي، فيما يخص الجانب السلبي واهتمام الشباب بالتكنولوجيا فقد سرقت منهم معظم وقتهم وحتى من خلال المطالعة فهناك فرق شاسع بين من يطالع كتاب ورقي وكتاب إلكتروني. أما الجانب الإيجابي يكمن في خلق منصات وصفحات تدعو لإقامة مسابقات في الشعر والدعوة للمطالعة مثال على ذلك مشروع أصبوحة لصناعة القراء مشروع ناجح بإمتياز “.
ما هو دور الشعر والأدب في عصر الكمبيوتر؟
” أولا فيما أضافته التكنولوجيا للشعر العربي أنها جعلته حيا نابضا بالحياة أي انتقل الشعر من سكون الأوراق إلى حياة الإنترنت النابضة بالحركة، ذلك من خلال إلقاء الشاعر لقصيدته صوتا وصورة وبشعور مرهف واستطاع بذلك توصيل أحاسيسه لقرّائه ، وبخصوص الأدب بصفة عامة كثرة السرقة الأدبية لبعض نصوص الكتاب التي تنشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي ونسبها لأشخاص ليست لهم لكن أقول لمثل هؤلاء ،لا يُحلق العصفور بجناحي صقر” .
من هو أول من شجعك على الكتابة أول مرة؟
” أستاذة الأدب العربي مريم طيفور أوجه لها تحية بالمناسبة”.
ما هي مشاريعك القادمة؟
« بإذن الله حالياً أكتب رواية وإنّي بصدد إتمامها”.
ما هي هواياتك من غير الكتابة؟
” هواياتي من غير الكتابة موهبة الإلقاء والتنشيط “.
ما هو إحساسك وأنت تكتبين رواية؟
” أعيشُ بداخلها أشعر وكأنني جزء منها أعيش تفاصيلها حيةً”.
هل يمكنك أن تكتبي قصة حياتك؟
” ممكن أن أكتب لما لا، وسأكتب عن تجارب خُضتها وعشتها رغم صعوبتها إلى أنّي وصلت وتجاوزتها عن تحديات وعراقيل ،لكني خضتُ غمارها والحمدلله لما أنا عليه وعلى كل شيء”.
لو أردتي تقديم نصيحة للشباب والبنات ماذا تقولين؟
” نصيحة لشباب وبنات جيلي أقولُ لهم عيشوا الحياة كافحوا لأجلِ أحلامكم ولكن لا تنسوا الغاية التي من أجلها خلقنا، لم نُخلق عبثا عيشوا الحياة بالقرب من الله وفي رحابه حتى نلقاه وهو راضٍ عنا “.
ما هي طموحاتك في عالم الكتابة؟
” أريد أن أكتب وأن أضعَ بصمتي الخاصة في مجال الأدب، أريد أن أكتب لأترك أثراً طيبا في نفوس قُرّائي، سأكتبُ لأجلِ الدعوة لله لأجلِ أمّة الإسلام داعيةً الله أن يجعلني خادمة للإسلام واللغة العربية في ظل الفتن والبدع التي تحفّ بنا “.
كنصيحة للشباب الراغب في الدخول لعالم الكتابة ماذا تقولين لهم؟
” لكل من له موهبة الكتابة و من لا يملكها أقول لهم أكتبوا، نعم أكتبوا مهما كانت كتابتكم سيّئة سيأتي يومٌ وتصبح في غاية جمالها، أكتبوا فالكتابة روح ونفس ، واقرءوا و طالعوا عيشوا في الكتب، فنحن بحاجة لشباب قارئ وكاتب مُثقف “.
ما هي أجمل وأسوء ذكرى في حياتك؟
” أجمل ذكرى السنةَ التي تحصلت فيها على شهادة البكالوريا، أسوء ذكرى وفاة أخي رحمه الله”.
ما هي رياضتك المفضلة؟
” كرة السلة “.
هل أنت من عشاق الكرة المستديرة؟
” ليس كثيرا إهتمامي بها “.
ما هو فريقك المفضل محليا وعالميا؟
” محليا فقط المنتخب الوطني ، عالميا لا يوجد”.
من هو لاعبك المفضل محليا وعالميا؟
” لا يوجد”.
جائحة كورونا هل أثرت عليك؟
” لأصدقك القول لا ، لأنَّ المرض والشفاء كلهما من عند الله وليس مرض كورونا هو الذي يقتل فحسب ،وإنما أجلُ الإنسان هو الذي يقتله فلما أخاف من كورونا ومن الموت مادامت حياتنا وآجالنا بيد الخالق عز وجل”.
هل كانت لك أعمال خلال هاته الفترة؟
” لا لم يكن لي أي عمل لكن كانت فترة، جميلة ففيها طالعت الكثير من الكتب وبفضلها عدت للكتابة بعد انقطاع طويل”.
رأيك حول مواقع التواصل الإجتماعي في فترة الحجر؟
” أثرت كثيرا على كل مستعمليها وأدت بالشباب للولوج لها والمكوث فيها لفترات طويلة”.
كلمة أخيرة المجال مفتوح؟
” لكل شباب وبنات الأمة وبنات جيلي خصوصا تمسكوا بدينكم واعتزوا به ، اسعوا لرضا الله والقرب منه لا تغرنكم الدنيا فو الله إنها عند الله لا تساوي جناح بعوضة ، فاعملوا لدار الآخرة كلنا ضيوف على أراضيها ، تعلموا أمور دينكم تفقهوا فيه كما قال الحبيب عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ، وأقول “تعلم دينك لا ترثهُ ، اعتزوا بلغتكم العربية وافخروا بها ولا تغرنكم لغة الإتيكيت ، بارك الله فيكم وجعلنا وإياكم من الذين يسعونَ بالسمو بأمة الإسلام. أشكركم على الإستضافة الطيبة وفعلا الحوار معك كان رائعا، بوركت جهودكم تحية لكم وللكل العاملين بجريدة بولا والسلام”.
أسامة شعيب