حوارات

فتحي محمد (رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة الطاولة): “حصاد البطولة الإفريقية إيجابي والهدف تحقق”

شهدت البطولة الإفريقية الأخيرة لكرة الطاولة في تونس تأكيداً جديداً لحضور الجزائر على الساحة القارية، بحصيلة نعتبرها الهيئات الوصية “إيجابية” قياساً بمستوى المنافسة، وبينما يتأهل الفريق الوطني رجال وسيدات إلى البطولة العالمية بلندن، تبرز تحديات مختلفة، ولتسليط الضوء على هذه المرحلة الجديدة، تحدثت “بولا” مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة الطاولة فتحي محمد، الذي كشف عن تقييمه للنتائج، وطموحاته لتطوير اللعبة من القاعدة وصولاً إلى حلم المشاركة في الألعاب الأولمبية القادمة.

بداية، كيف تقيّمون مشاركة المنتخب الوطني في البطولة الإفريقية الأخيرة بتونس من حيث النتائج والتنظيم العام؟
“بالنظر إلى حجم المنافسة، شاركت الجزائر في البطولة الأفريقية للأكابر بتونس في الفترة من 12 إلى 19 أكتوبر بقاعة رادس، حيث خاضت المنافسات بفرق الرجال والسيدات في كل الفئات، وبفضل جهود الأبطال استطعنا تحقيق حصاد مشرف بلغ أربع ميداليات، حيث تحصلنا على ميداليتين فضيتين في فئة الزوجي رجال، إذ تألق اللاعبان جلولي ميلان وبلة محي الدين، وكذلك في منافسات حسب الفرق رجال، وفضلاً عن الفضتين، حصدنا برونزيتين في الزوجي المختلط للاعبين كساسي أمينة وجلولي ميلان وحسب الفرق سيدات، وعليه نعتبر هذه حصيلة إيجابية ومُرضية جداً مقارنة بعدد المشاركين وقوة المنافسة القارية، خاصة وأن المستوى الفني للبطولة كان أحسن من السنة الماضية، ولكن الأهم من ذلك، تحقق هدفنا الاستراتيجي وهو تأهل الفرقين رجال وسيدات إلى البطولة العالمية بلندن، المقرر إقامتها أواخر أفريل من العام المقبل.”

إذن، بناءً على هذه الحصيلة، هل أنتم راضون عن مستوى التحضير والظروف التي سبقت المشاركة؟
“فيما يخص التحضير، نقول بأن الهدف الأهم تحقق وهو التأهل للعالمية، وعليه فإن الحصيلة إيجابية بكل المقاييس، إلا أننا كاتحادية، نطمح دائماً إلى الأفضل ولا نكتفي بما تحقق، ولهذا نسعى للمزيد، والحمدلله وفرنا كل ما طلبه الطاقم التدريبي لضمان دخول الأبطال للمنافسة في أفضل حلة، فيما يمكن القول إن التحضير كان جيداً ومكثفاً، إلا أن الطموح يبقى دائماً أكبر من الإمكانيات الحالية.”

بالحديث عن الطموح، ما أبرز الأهداف التي تضعها الاتحادية في المرحلة القادمة لضمان الاستمرارية والتطور؟
“في إطار الرؤية المستقبلية، طموحاتنا تبقى دائمة ومستمرة، وتتركز على الحصول على نتائج أحسن في جميع المحافل، وفي سبيل ذلك، نعمل بشكل متوازٍ ومكثف على تطوير وتوسيع قاعدة ممارسة كرة الطاولة، حيث لا يمكننا أن ندعي أننا وصلنا إلى مرحلة التطور الكامل أو أننا اكتفينا بما لدينا، بل ستبقى جهودنا متواصلة من أجل تحقيق التطوير والتحسن الشامل في كل جوانب اللعبة، بدءاً من النتائج الرياضية، ومروراً بالتأطير الفني، وصولاً إلى التحكيم والتسيير الإداري للاتحادية والرابطات.”

إذن، هل يمكن أن نعرف أهم المشاريع أو الخطوات الميدانية التي تعمل عليها الاتحادية حالياً لدعم النخب الوطنية؟
“في الحقيقة، دعم النخب الوطنية يتطلب خطة عمل ميدانية واقعية وملموسة، وفي الوقت الحالي، هناك عدة مشاريع حيوية نعمل عليها لضمان استمرارية إنتاج الأبطال وتأهيلهم على أعلى مستوى، فيما يتمثل أهم هذه المشاريع في إنشاء مركز تدريب بفوكة مخصص لتحضير النخب الوطنية على معايير دولية، ليكون مجهزاً بكل متطلبات التدريب الحديث، من عتاد رياضي متطور، ومنصات للتحضير البدني، وعتاد طبي مخصص للاسترجاع السريع، و في سياق لا يقل أهمية، نعمل على إعادة تفعيل الرابطات الولائية المتوقفة لضمان توسيع قاعدة الممارسة وتطوير المواهب القاعدية، وبالتوازي مع كل ذلك، هناك عمل مستمر على البحث عن مصادر تمويل ورعاية جديدة ومستدامة لضمان تغطية تكاليف هذه المشاريع والتحضيرات الخارجية.”

كيف ترون مستقبل كرة الطاولة الجزائرية في ضوء النتائج الأخيرة، وما الذي يمكن أن ننتظره منكم في قادم المواعيد؟
“بالنظر إلى هذه المعطيات، نقول إن مستقبل كرة الطاولة الجزائرية، على الرغم من كل التحديات، هو في أمان بفضل هذا الجيل الصاعد، ونحن نرى أن مشاركاتنا في المنافسات الإفريقية والعربية في السنوات القادمة ستكون مضمونة على منصة التتويج (البوديوم)، حيث لا يفوتنا التذكير بأن لدينا مؤشرات قوية جداً من القاعدة، ففي الفئة الشبانية لأقل من 19 سنة ذكور تحصلوا على ميدالية في بطولة أفريقيا لهذه السنة، والأكثر من ذلك، فئتي أقل من 15 سنة ذكور وإناث هم بالفعل أبطال أفريقيا في بداية شهر سبتمبر بنجيريا، كما حصلت فئة أقل من 11 سنة على ميداليتين في الدورة الدولية المفتوحة بتونس في شهر أكتوبر بمشاركة دولية قوية من مختلف القارات، ولكن هذا لا يعني أن كرة الطاولة قد وصلت أو أنها “بخير” بشكل مطلق، بل يجب تفعيل الرابطات، وتوسيع النشاط على مختلف ولايات الوطن، لأن القاعدة هي الأساس الحقيقي للنخبة الوطنية.”

وفي سياق هذا التطور، ما رؤيتكم للمستقبل القريب، وهل من أهداف خاصة تسعون لتحقيقها على المدى المتوسط أو الطويل؟
“أما عن رؤيتنا، فنحن نعمل وفق برامج دقيقة ومراحل خطوة بخطوة حسب الإمكانات المتاحة لنا، والهدف الأول هو الحفاظ على المستوى الذي وصلنا إليه وتدعيمه، وعلى المدى المتوسط، يبقى طموحنا الأكبر هو ضمان حضور رياضتنا في الألعاب الأولمبية القادمة، تحديداً دورة باريس، كما شاركنا في الأولمبياد السابقة بلاعبة لغريبي ليندة وبلوسة مهدي، فيما هدفنا ليس مجرد المشاركة، بل أن تكون المشاركة فعالة وتخدم مشروع تطوير اللاعبين وتأهيلهم للمستقبل.”

حاورته: حليمة.خ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى