فريد أوطيب (المدرب السابق لنادي الهوارية الليبي): “إمنحوني مشروعًا وسأمنحكم فريقًا قويًا”

المدرب فريد أوطيب اسم بارز في عالم التدريب، يتميز بصرامته الهادئة وفكره المنهجي المتزن.يمتلك خبرة غنية داخل الجزائر وخارجها، حيث تنقل بين أندية كبرى ومشاريع تكوينية، ونجح مؤخرًا في قيادة نادي الهوارية الليبي نحو الصعود للدرجة الأولى. في هذا الحوار، يفتح قلبه لجريدة بولا للحديث عن تجربته، العروض التي تلقاها، وشروطه لخوض تحدٍّ جديد:
من هو فريد أوطيب؟
” فريد أوطيب، من مواليد 1972، متحصل على شهادة جامعية ومستشار رياضي. عملت مدربًا ومستشارًا في عدة محطات محلية ودولية. في الجزائر، دربت أندية جمعية الخروب، رائد القبة، ومولودية الجزائر. دوليًا، عملت مدربًا لنادي سموحة المصري وحققنا المركز الخامس، ومديرًا فنيًا في نادي الزمالك، كما اشتغلت كمستشار فني في أكاديمية بروفيسيونال بتركيا. بعدها، خضت تجربة جديدة في السودان كمساعد للمدرب جوليو ألفيز في نادي الخرطوم. عدت بعدها إلى الجزائر وشغلت منصب المدير الفني في نادي رائد القبة.”
بعد نجاحك في قيادة نادي الهوارية الليبي نحو الصعود، ما هي حصيلة تجربتك هناك؟
“كانت تجربة ناجحة بكل المقاييس. عملنا كفريق متكامل، طاقمًا وإدارةً ولاعبين، وفق أهداف محددة وواضحة. الحمد لله تمكنا من تحقيق الصعود، وهو إنجاز يُحسب للجميع. هذه التجربة زادت من إيماني أن التنظيم والإيمان بالمشروع يُنتجان النجاح، حتى في ظل التحديات.”
هل تلقيت عروضًا بعد نهاية الموسم؟
“نعم، وصلتني اتصالات من عدة أندية تنشط في القسم الثاني والثالث بالجزائر، مثل شباب عين تموشنت، شباب المشرية، اتحاد أدرار، وبني ثور. لكن، بصراحة، بعض هذه العروض افتقدت لرؤية رياضية واضحة، وهو ما جعلني أفضّل التريث.”
ما هي المعايير التي تحدد قبولك لأي مشروع جديد؟
“أبحث عن بيئة توفر الحد الأدنى من الاستقرار الإداري واللوجستي، بالإضافة إلى مشروع رياضي واضح المعالم. أؤمن بالتكوين وتطوير اللاعبين، لذلك أحتاج لفريق إداري وفني يشاركني نفس الرؤية. النجاح لا يتحقق بالنتائج فقط، بل ببناء منظومة متكاملة.”
كيف أثّرت التجارب الخارجية على فلسفتك التدريبية؟
“كل محطة خارجية كانت مدرسة خاصة. في الخليج، تعلمت التنظيم والصرامة الإدارية، في مصر والسودان طوّرت جوانبي التكتيكية وتحكمت في الضغوط الجماهيرية، أما في تركيا فتعلمت التركيز على الجانب الفني والتكويني. هذه التجارب شكلت لدي فلسفة متوازنة بين الحزم، التطوير، والنتائج.”
ما رأيك في سياسة التكوين الحالية في الجزائر؟
“للأسف، سياسة التكوين في الجزائر لا تزال تعاني من التهميش والسطحية. هناك مجهودات فردية هنا وهناك، لكن غياب الاستراتيجية الوطنية الواضحة، وانعدام التنسيق بين الأندية، الرابطات، والمدارس، يجعل من التكوين عملية عشوائية في أغلب الأحيان. نحن بحاجة إلى هيكلة حقيقية تبدأ من الفئات الصغرى، تواكبها مرافقة بيداغوجية وعلمية، وتُشرف عليها كفاءات مدرّبة. التكوين ليس ترفًا، بل ضرورة لأي كرة قدم حديثة.”
يُعرف عنك أنك مدرب هادئ لكن صارم. كيف توفق بين الأمرين؟
“أؤمن بأن الاحترام أساس العلاقة بين المدرب واللاعب. أتعامل مع اللاعبين كبشر قبل أن يكونوا رياضيين، أركز على التحفيز والثقة، ولكنني لا أتهاون في الانضباط. القواعد واضحة، ومن يحترمها يكسب كل شيء.”
ما هي تطلعاتك للموسم الكروي المقبل؟
“أبحث عن تجربة جديدة فيها تحدٍّ رياضي حقيقي، سواء داخل الوطن أو خارجه. ما يهمني هو المشروع، البيئة، والرغبة في التغيير. لست ممن يسعون للأضواء، بل أبحث عن مشروع أضع فيه بصمتي الحقيقية.”
كلمة أخيرة؟
“أشكر كل من يثق في عملي، وأُوجه رسالة لمسؤولي النوادي بأن النجاح ليس صدفة، بل هو نتيجة تخطيط طويل المدى. أتمنى أن أُمنح الفرصة للمساهمة في مشروع يُشرف الكرة الجزائرية والعربية، شكرا لمنبركم الإعلامي المحترم و المحترف والله ولي التوفيق.”
حاوره: سنينة. م