
يعد فريد بوقايس أحد أبناء عائلة ألعاب القوى الجزائرية حيث نشأ و تكوّن داخل هذا الاختصاص و عرف طريقه إلى التميز كعداء في العدو الريفي و المسافات المتوسطة قبل أن يتخرج من المعهد الوطني العالي لعلوم وتكنولوجيات الرياضة كمستشار رئيسي في التدريب ليبدأ بعدها مشوارا طويلا في الإدارة و التنظيم من بوابة رئاسة رابطة تيزي وزو، و تحت قيادته تحولت هذه الرابطة إلى واحدة من أنشط الهيئات المحلية بفضل إشرافها على تنظيم المهرجان الدولي للعدو الريفي “شرديوي السعيد”، أحد أبرز التظاهرات الوطنية، و اليوم بعد انتخابه على رأس اتحاد ألعاب القوى يأمل في قيادة مشروع إصلاحي شامل يعيد الاعتبار للرياضة الأم في الجزائر مثلما كشف عنه من خلال هذا الحوار المطول لجريدة ” بولا” في أول خرجة إعلامية عقب انتخابه رئيسا جديدا..
“دخلت السباق الانتخابي عن قناعة و رغبة في خدمة أم الألعاب”
و في بداية حدبثه قال فريد بوقايس :” ترشحي لرئاسة الاتحاد لم يكن قرارا عشوائيا أو ظرفيا بل نابع من قناعة راسخة بأننا نحتاج إلى تصحيح مسار ألعاب القوى الجزائريةؤ لدي خلفية متكاملة كرياضي سابق، مدرب، و مسيّر و هي عناصر جعلتني ملمًّا بمشاكل اللعبة من الداخل كما التقيت بعدد كبير من مسؤولي الرابطات و المدربين خلال السنوات الأخيرة و شعرت أن هنالك حاجة إلى دم جديد وإلى صوت قاعدي يعكس انشغالات الفاعلين الحقيقيين.”
“برنامجي يستند على ثلاث ركائز كبرى”
و فيما يتعلق برنامجه على مستوى الاتجادبة الجزائرية لألعاب القوى فقد قال بوقايس :” الأساس الذي انطلقت منه هو تحديد أولويات واضحة، أولاً، الحكم الراشد عبر تكريس الشفافية في التسيير و القرارات، ثانيًا تحديث الاتحاد إداريا و تقنيا عبر رقمنة المسارات و تعزيز التخطيط و ثالثا دعم الرياضيين، الأندية و الرابطات، باعتبارهم المحرك الحقيقي لأي نهوض، هذه المحاور لا تظل شعارات بل تتحول إلى إجراءات عملية مضبوطة بمواعيد مدعومة بلجان مختصة.”
“العودة إلى القاعدة شرط أساسي للنهوض بالإختصاص”
و واصل بوقايس تصريحاته لجريدة بولا:” ألعاب القوى لا يمكن أن تنهض من القمة بل تبدأ من القاعدة، لهذا سيكون العمل على مستوى الرابطات و الأندية جوهريا حيث سنفعّل التواصل المنتظم مع هذه الهيئات من خلال الاجتماعات و التقارير الشهرية و سنمنحهم هامشا أكبر من المبادرة، كذلك سنعتمد على لجان تنسيق جهوية لمواكبة النشاط عبر مختلف المناطق مما سيساهم في تقليص المركزية و تحقيق نجاعة أكبر في العمل.
“نسعى لتفعيل الهيئات الراكدة و إشراك الكفاءات”
و فيما يتعلق بالاهتماد على الكفاءات على مستوى اتحادية ألعاب القوى فقد تحدث قائلا :” الاتحاد ظل يعاني من غياب الفاعلية في بعض لجانه و هو ما سنعكف على معالجته من خلال إعادة تنشيط كافة الهيئات بدءًا باللجنة الطبية مرورا بالمديرية الفنية الوطنية و وصولا إلى لجنة الحكماء، كما سنفتح المجال أمام كفاءات جديدة خاصة من الجالية الجزائرية بالخارج التي تزخر بخبرات معتبرة في مجالات الطب الرياضي، الإدارة، التسويق والتكنولوجيا الحديثة.”
“نسعى لعلاقات متوازنة مع السلطات والهيئات الدولية”
و واصل الرئيس الجديد لاتحادية ألعاب القوى فريد بوقايس تصريحاته:” سنتعامل مع وزارة الشباب و الرياضة، اللجنة الأولمبية و الهيئات الدولية كشركاء لا كجهات وصاية نحن نحتاج إلى دعمهم، نعم لكننا سنحافظ على استقلالية القرار التقني و الإداري داخل الاتحاد كما سنسعى لتوطيد علاقتنا مع الاتحاد الإفريقي و الدولي من خلال المساهمة في التظاهرات، المشاركة في التكوينات، واحتضان فعاليات دولية بالجزائر.”
“نخطط لبعث الملتقيات الدولية و إعادة الروح للمنافسات”
كما تحدث قائلا :” تنظيم الملتقيات و المسابقات الكبرى سيكون أحد محاور العودة القوية لألعاب القوى الجزائرية إلى المشهد القاري و الدولي، سنعيد بعث ملتقى الجزائر الدولي، ماراطون الجزائر، الدورة الوطنية للسباقات على الطريق و مهرجانات العدو الريفي كما سنعمل على منح الطابع الدولي لعدد من هذه التظاهرات بما يضمن احتكاك عدّائيينا بالمستويات العليا.”
“سنعمل على تأطير المواهب و تطويرها من خلال مخطط وطني”
أما فيما يتعلق بالعمل القاعدي فقد قال بوقايس:” العمل القاعدي يتطلب رؤية واضحة لاكتشاف و تكوين المواهب الشابة لذلك سنطلق برنامجا وطنيا يرتكز على الانتقاء في المدارس خاصة في ولايات الجنوب مع برمجة معسكرات تكوينية خلال العطل و تخصيص منح للرياضيين المتميزين كما سنشجع على التوأمة بين الرابطات القوية و الضعيفة و نحفز المدربين الشباب من خلال ورشات مرافقة و تكوين مستمر.”
“المنتخبات الوطنية ستكون محل متابعة دقيقة و مخطط مضبوط”
و واصل بوقايس تصريحاته:” سيتم الفصل بين تحضير المنتخبات للمنافسات الإقليمية و الرياضيين المستهدفين للميداليات في البطولات العالمية و الألعاب الأولمبية، سنبرمج معسكرات داخل و خارج الوطن و نوفر دعما تقنيا و مالي مع إشراك المدربين الشخصيين للرياضيين، هذا النهج سيساعدنا على تحسين الترتيب الدولي لعدّائيينا، خاصة و أن التأهل بات يخضع للتصنيف العالمي وليس فقط الأرقام.”
“الإحترافية تبدأ من التنظيم الداخلي و تكوين الإطارات”
أما فيما يتعلق بمدربي و حكام رياضة أم الألعاب فقد أوضح بوقايس فريد قائلا :” التحدي الأكبر هو أن نبني منظومة احترافية على المستوى التنظيمي. لذلك سننظم دورات رسكلة للمدربين و الحكام و نفتح أبواب المعهد الوطني لتكنولوجيات الرياضة أمام إطارات الاتحاد ، نريد أيضا تأهيل الرياضيين المعتزلين لدخول عالم التدريب لأنهم يمتلكون التجربة و يحتاجون فقط للتأطير النظري كما سنستقدم خبراء دوليين لمرافقة هذا المشروع.”
“أشكر من منحني الثقة و أعدهم بالعمل و التجديد”
و في ختام تصريحاته فقد وجّه الرئيس الجديد لاتحادية ألعاب القوى رسالة حين قال:” أتوجه بالشكر لكل من صوت لي و لكل من تواصل معي و ساهم في بلورة هذا البرنامج، أعرف أن الطريق لن يكون سهلا لكنني أؤمن بالعمل الجماعي،ط و بأن الرياضة أخلاق قبل أن تكون نتائج، ما حدث في الماضي طويناه و اليوم نبدأ صفحة جديدة، طموحي أن أرى علم الجزائر يرفرف مجددا في سماء ألعاب القوى العالمية و هذا لن يتحقق إلا بتظافر الجهود و الصدق في الميدان.”
حاوره: نور الدين عطية