فريق كرة القدم لمنظمة المحامين بوهران ” ماضٍ مليء بالإنجازات ومستقبل حافل بالآمال والتطلعات”
تأسّس فريق كرة القدم لمنظمة المحامين بوهران عام 1969، حيث كان يسمى سابقًا بفريق محكمة وهران بما أنه كان يتكون من محامين، قضاة و أمناء ضبط، باعتبار عائلة واحدة و ما زال كذلك بما أن الجميع يمثل القضاء، أكد المحامي الأستاذ عبد القادر العازب، خلال زيارة قادت جريدة بولا لمحكمة وهران، أين كان لها لقاء مع أعضاء خلية الرياضة بالمنظمة. و قد أضاف متحدتنا، أن الفريق آنذاك لعب لمدة ثلاث سنوات في بطولة الشرفي و ما قبل الشرفي، قبل أن تتحول التسمية لفريق منظمة المحامين بين عامي 1982 و 1983، ليشارك بعدها في أول دورة ودية لمنظمات المحامين سنة 1983 بمدينة مراكش المغربية و التي عرفت مشاركة حوالي ست فرق من عدة دول، في صورة: الجزائر، المغرب، تونس و فرنسا، ليتجدد الموعد بعدها بسنة فقط بمدينة مراكش أيضًا و بالضبط عام 1984 الذي شهد إقامة أول كأس عالم للمحامين و التي لم يشارك فيها فريق منظمة وهران للمحامين لنقص الإمكانيات المادية في ذلك الوقت و التي كانت سببًا أيضًا لغياب الفريق عن كأس العالم سنة 1986 .
الفريق توّج بكأس العالم سنة 1988 في أول مشاركة له
وفي سنة 1988، يضيف نفس المتحدث، كان الموعد مع أول ظهور لفريق منظمة المحامين بوهران في منافسة كأس العالم التي احتضنتها الجزائر العاصمة و التي عرفت مشاركة فريقين من الجزائر وصلا خلال هذه الدورة للنصف النهائي. إذ نجح فريق منظمة المحامين لوهران في التغلب على فريق داكار السينغالي بأربعة أهداف لهدف ليتأهل للمباراة النهائية التي واجه فيها فريق دورسدلوف الألماني و يفوز عليه بثلاثة أهداف مقابل هدف ليتوج بأول كأس عالمية في أول مشاركة له.
قلّة الإمكانيات المادية أجبرت الفريق على الغياب عن المونديال من 1990 إلى 2008
وعقب تتويجه بكأس العالم للمحامين سنة 1988 التي نُظمت بالجزائر العاصمة، غاب فريق منظمة المحامين بوهران عن المشاركة في أي طبعة خلال الفترة الممتدة بين سنوات 1990 و2008 بسبب قلة الإمكانيات المادية المتمثلة في غياب السبونسور الذي يرعى مشاركات الفريق في المنافسة العالمية التي تتطلب العديد من المصاريف كالتنقل، المبيت، حقوق المشاركة في الدورات العالمية وغيرها.
العودة للمشاركة في المونديال سنة 2008 بفضل المرحوم النقيب “وهراني الهواري”
و بعد الغياب لسنواتٍ طويلةٍ عن المشاركة في منافسات كأس العالم للمحامين، عاد فريق منظمة المحامين بوهران للظهور مجددًا سنة 2008 بفضل المرحوم النقيب “وهراني الهواري”. هذا الأخير حرص على تسخير كل الإمكانيات لهذا الفريق حتى يعود للمشاركة بصفة منتظمة كل سنتين، و تم ذلك بالفعل بعدما ظهر الفريق في كل الدورات إلى غاية سنة 2016 التي كانت الأخيرة له، و ذلك بعدما امتنع عن المشاركة في دورة 2018 بسبب حرمان مدينة وهران من تنظيمها رغم أن اللجنة المنظمة لكأس العالم كانت قد وعدت بمنح التنظيم لوهران التي كانت تتوفر على كل الشروط التي تسمح لها باحتضان المنافسة العالمية، لتتراجع في الأخير و تمنح التنظيم لمدينة برشلونة الإسبانية التي غاب عنها فريق منظمة المحامين بوهران بسبب ما حدث، و هي الدورة التي كانت الأخيرة بما أن مونديال 2020 الذي كان مقررًا إقامته بمراكش تأجل بسبب وباء كورونا.
عدة ألقاب في المشاركات المحلية والجهوية
وبعيدًا عن منافسات كأس العالم، لم تقتصر مشاركة فريق منظمة المحامين بوهران على الدورات الدولية، بل كان حاضرًا بانتظام في الدورات المحلية والجهوية التي نال فيها العديد من الألقاب، حيث توج سنة 1996 بدورة نظمت في عهد المرحوم النقيب التواتي بمشاركة أربعة فرق هي منظمة المحامين بوهران، فريق أطباء وهران، أمناء ضبط مجلس قضاء وهران وفريق جمارك وهران. وفاز في النهائي على فريق أطباء وهران بثنائية نظيفة، ليتوج أيضا في الدورة الأخيرة التي نظمت بمدينة تلمسان على شكل بطولة مصغرة عقب تغلبه على فريق مدينة سيدي بلعباس.
فريق مهيكل بطريقة منظمة يشارك في إطار مهني
ولم يأت نجاح فريق منظمة المحامين بوهران واستمرار نشاطه ومشاركاته في المنافسات المحلية والدولية من عدم، بل لأن القائمين عليه سعوا إلى تنظيمه بطريقة إحترافية من خلال تشكيل خلية تضم خمسة أساتذة يتم انتخابهم للإشراف على تسيير الفريق. حيث يعمل القائمون عليه في إتمام مسيرة النجاح التي بدأت مع عديد الأسماء في صورة المحامين، يحيى عمر والراحلان سنوسي رضوان، مسوس عز الدين وغيرهم.
رفض اللعب ضد الصهاينة وحاز على ورقة رسمية تتثبت أحقية غزة في المشاركة
فريق منظمة محامي وهران ليس فقط مجموعة من اللاعبين يهمها المشاركة والألقاب، بل له خرجات أساسها الوطنية، العروبة والمبادئ الجزائرية التي لا يحيد عنها كل جزائري حر. في ظرف ما وضعت القرعة الفريق ليلعب ضد فريق من الصهاينة المحتلين، فرفض اللعب، ليس ذلك فحسب، بل استطاع افتكاك وعدا رسميا من طرف المنظمين باستضافة فريق غزة للمحامين في الطبعات القادمة. الورقة لا زالت في أرشيف فريق منظمة وهران وهي دليل قاطع على النخوة الجزائرية وحبهم المنقطع النظير للفلسطينيين والقضية الفلسطينية.
الأستاذ العازب أول من تكلم باللغة العربية وفرض مترجما للعربية
خلال احتفالية افتتاح فعاليات كأس العالم، أعطيت الكلمة للأستاذ العازب الذي تكلم بكل جرأة باللغة العربية. كانت ردة فعل مسؤولي التنظيم والحاضرين تكسوها الدهشة، ولكن هذه الخرجة فرضت على القائمين على الكأس توظيف مترجمة باللغة العربية لفائدة الفرق العربية المشاركة. لهذا الجزائر كانت سباقة للتكلم باللغة العربية ف هذه الدورة بفضل منظمة محامي وهران.
♦ الأستاذ مزيان أمين (مسؤول بخلية الرياضة في منظمة المحامين) :” النقيب زهدور أضاف الكثير للمنظمة و التنظيم العالي من الأساتذة سبب نجاح الفريق”
تحدث الأستاذ مزيان عن التنظيم بصفته مسؤولا في خلية التنظيم في منظمة المحامين بوهران لجريدة بولا قائلا :” الأستاذ العازي أقدمنا و أكثرنا درايةً و اطلاعًا على تاريخ فريق كرة القدم لمنظمة المحامين بوهران، لذلك فأنا لست وحدي في هذه الخلية فهناك الأستاذ يزيد عمر الذي يقوم بعمل كبير على مستوى تنظيم فريق كرة القدم و أيضا الأستاذ لعرج الذي يقوم هو الآخر بعمل جبار من الناحية التنظيمية و اللوجيستيكية. فكما تعلمون الفريق يشارك في دورات وطنية و دولية بصفة منتظمة، لذا فالأمر يتطلب تنظيما من ناحية الحجز، التنقل و المبيت و ما إلى ذلك من الجوانب التنظيمية المتعلقة بمشاركتنا في عديد المنافسات كدورة هولندا، مايوركا و كاتانيا بإيطاليا. و يتواجد إلى جانبه أيضا العديد من الأساتذة مثل مقدم، محي الدين البشير وغيرهم من الذين يعملون بصفة دائمة على إبقاء الفريق ناجحا، سيما و أن النتائج التي يحققها فريق منظمة المحامين بوهران تتطلب مستوى عالي من الناحية التنظيمية. و بطبيعة الحال كل هذه الجوانب التي تحدثنا عنها تأتي بإشراف النقيب زهدور الذي كان خير خلف لأحسن سلف المرحوم ” وهراني هواري”. فبفضل النقيب زهدور، الذي وفر كل الإمكانيات للفريق من خلال تسهيل السفريات للمشاركة في الدورات الدولية وهو أمر كان جد صعب في فترة ما، نعتبر مشوار الفريق ناجحا
“الدورات المحلية داخل وهران عادت للنشاط بفضل النقيب زهدور”
وواصل الأستاذ مزيان أمين، المسؤول عن خلية الرياضة في منظمة المحامين بوهران، حديثه لجريدة بولا عن الإضافة الكبيرة التي قدمها النقيب زهدور للرياضة خلال الثلاث سنوات الأخيرة عندما قال:”بعد انقطاع لعدة سنوات وبفضل النقيب زهدور عادت مدينة وهران لتنظيم الدورات المحلية لكرة القدم لفرق المحامين بمشاركة فرق مجالس القضاء على مستوى الولاية والتي توجهت مداخليها بفضل الله للأعمال الخيرية لمركزي الطفولة المسعفة والأمراض السرطانية بالحاسي. كما أنه كان ولازال سندًا داعما وقويا للمنظمة التي كان له الفضل في مشاركاتها الدولية والتي كان آخرها دورة كاتانيا بإيطاليا. ولعل أبرز ما يميزه هو أنه يفتح المجال للجميع ودون استثناء عندما يتعلق الأمر بالدورات الدولية. إذ كان يدعو كل المحامين الذين يتراوح عددهم ألفي محامي لتقديم جوزات سفرهم من أجل تسهيل مشكل التأشيرة للذهاب والمشاركة في المنافسات الدولية.
النقيب زهدور: ” أؤمن بمبدأ التداول على السلطة و لن أترشح لعهدة جديدة إلّا إذا..”
و بدوره تحدث النقيب زهدور بصدر رحب لجريدة بولا، حين كشف أنه لم يكن ينوي المواصلة لعهدة جديدة، بما أنه فترته كان من المفترض أن تنتهي شهر أفريل من العام الماضي خاصة و أنه اجتمع ببعض مقربيه بما فيهم والده الذي كان نقيبا للمحامين بوهران، لكن مشيئة الله كانت غير ذلك، حين أجبره وباء كورونا على المواصلة لمدة عام كامل حيث قال: “حتى قبل أن أكون نقيبًا حرصت على مرافقة فريق منظمة المحامين بوهران لجميع الدورات التي لعبوها سواء هنا بالجزائر أو خارج الوطن، لا لشيء و إنّما من باب الصداقة لأنني أعتبر نفسي فردًا وسط عائلة القضاء التي حرصت فيها خلال هذه السنوات الثلاث على لم شمل قلوب الجميع حسب ما استطعت و ما توفيقي إلّا بالله. أما الآن حان الوقت لمغادرتي لأنني من الذين يؤمنون بمبدأ التداول على السلطة، سيما وأن القرار اتخذته رفقة الوالد وبعض المقربين وكنت قد أقسمت بذلك لكن إرادة الله ومشيئته كانت غير ذلك، خاصة بعد وباء كورونا الذي أبقاني في هذا المنصب ليس ليوم واحد فقط وإنما لعام إضافي. لذا فلن أكرر القسم وأكتفي بقوله سبحانه وتعالى (وما تشاؤون إلاّ أن يشاء الله)”.
ن.ع