
في حديث حصري خصّ به جريدة “بولا”، تطرق المدرب البلجيكي بول بوت، مدرب المنتخب الأوغندي، إلى عديد الجوانب المتعلقة برحلة فريقه من بوتسوانا إلى الجزائر، وظروف الفوز في الجولة الماضية، إضافة إلى رؤيته الفنية للمواجهة المرتقبة أمام المنتخب الجزائري في ختام التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى مونديال 2026. المدرب الذي يعرف الكرة الجزائرية جيدًا بحكم مواجهاته السابقة لها و كذا مروره في البطولة الوطنية من بوابة اتحاد العاصمة، قدّم تصريحات صريحة، تحدث فيها عن احترامه الكبير لـ”الخضر”، وعن طموحاته الواقعية مع “الكرينز” في هذه التصفيات.
بدايةً، كيف كانت رحلتكم من بوتسوانا إلى الجزائر؟
“الرحلة كانت صعبة جدًا ومتعبة إلى أقصى حد، بعد نهاية مباراتنا أمام بوتسوانا، اضطررنا إلى مغادرة الفندق في حدود الساعة الرابعة صباحًا، ومنذ تلك اللحظة دخلنا في رحلة طويلة جدًا استمرت حوالي 33 ساعة من أجل الوصول إلى الجزائر، من غابورون إلى جوهانسبرغ ثم نحو إسطنبول ثم إلى الجزائر، عندما وصلنا، اكتشفنا أن أمتعتنا لم تصل معنا، واضطررنا للانتظار إلى اليوم الموالي، أي قبل الحصة التدريبية مباشرة، حتى تمكنا من استلامها. هذه الظروف كانت مرهقة جدًا بالنسبة للاعبين من الناحية البدنية والنفسية، خصوصًا وأننا كنا نتمنى الحصول على وقت كافٍ للراحة قبل مواجهة قوية مثل مباراة الجزائر.”
تمكنتم من تحقيق فوز مهم في بوتسوانا. كيف تقيّمون تلك المباراة؟
“نعم، كانت مباراة مهمة جدًا لنا. كنا نعلم مسبقًا أنها ستكون صعبة، لأننا نلعب خارج أرضنا أمام فريق محترم، لكننا دخلنا اللقاء بعقلية واضحة: علينا الفوز إذا أردنا الإبقاء على حظوظنا، لعبنا مباراة جيدة جدًا من حيث التنظيم والانضباط، خلقنا عدة فرص للتسجيل، ونجحنا في الحفاظ على شباكنا نظيفة، اللاعبون قدموا كل ما لديهم، وأظهروا رغبة كبيرة في الانتصار، وهو ما تحقق لنا في النهاية. هذا الفوز منحنا دفعة معنوية، وأبقى على آمالنا قائمة في المنافسة على المركز الثاني.”
كيف تنظرون إلى المواجهة المرتقبة أمام المنتخب الجزائري؟
“بدون شك، ستكون مباراة صعبة للغاية، نحن نواجه واحدًا من أفضل المنتخبات في إفريقيا، الجزائر تمتلك لاعبين موهوبين، ومدربًا متميزًا، ولديها ثقافة كروية قوية، أود أولاً أن أهنئ الاتحاد الجزائري لكرة القدم، واللاعبين، والطاقم الفني، على التأهل المستحق إلى كأس العالم 2026، لقد قدموا تصفيات ممتازة واستحقوا الصدارة بجدارة. من جانبنا، ندرك صعوبة المهمة، لكننا سنحاول تقديم أفضل مستوى ممكن، رغم أننا لم نحصل على فترة الاسترجاع التي كنا نتمناها بعد رحلتنا الطويلة.”
هل ما زال منتخب أوغندا يطمح في التأهل؟ وكيف تقيّمون حظوظكم؟
“نحن واقعيون، منذ البداية، كنا نعلم أن الجزائر مرشحة قوية لتصدر المجموعة، لذلك ركزنا على محاولة إنهاء التصفيات في المركز الثاني، الفوز في بوتسوانا أبقى على هذا الأمل، ولكن نعلم أن الأمر يحتاج إلى بعض الحظ أيضًا للوصول إلى الملحق. كرة القدم لا يمكن التنبؤ بها، وكل شيء ممكن إلى آخر لحظة، لكننا سنلعب بكل جدية ونحاول تحقيق أفضل نتيجة ممكنة.”
البعض يرى أن الجزائر قد لا تدخل المباراة بنفس الحافز بعد ضمان التأهل. ما رأيك؟
“لا أوافق هذا الرأي إطلاقًا. الجزائر لا تلعب فقط من أجل النقاط، بل تلعب من أجل جماهيرها الكبيرة. أعرف جيدًا ماذا يعني أن تكون مدربًا في الجزائر، وأعرف أن اللاعبين عندما يلعبون أمام جمهورهم، يقدمون دائمًا شيئًا إضافيًا. هذا الأمر متجذر في ثقافة كرة القدم الجزائرية. الجماهير ستكون حاضرة بقوة، وهذا لوحده كفيل بدفع اللاعبين لبذل مجهود أكبر. لا أتوقع أبدًا أن تكون الجزائر بلا حافز، بل العكس، أعتقد أنهم سيلعبون مباراة قوية جدًا.”
التذاكر نفدت في ظرف ثلاث ساعات، وسيكون الملعب ممتلئًا عن آخره. هل تعتقد أن هذا سيؤثر على فريقكم؟
“بالتأكيد، اللعب أمام مدرجات ممتلئة بحضور قد يصل إلى 70 ألف مشجع يُعتبر تحديًا كبيرًا لأي فريق. الأجواء ستكون استثنائية، وقد تشكل ضغطًا على لاعبينا، لكن في الوقت نفسه، هذه تجربة مهمة جدًا بالنسبة لهم. مواجهة فريق كبير مثل الجزائر، وسط جمهور غفير، تمنح اللاعبين فرصة لاكتساب الخبرة والنضج. بالنسبة لنا، هذه المباراة لا تمثل فقط منافسة على النقاط، بل أيضًا فرصة لاختبار شخصيتنا أمام أحد كبار القارة.”
هل كنتم تطمحون إلى تصدر المجموعة في بداية التصفيات؟
“لا، لم نقل في أي لحظة أننا نطمح إلى الصدارة، لأننا نعرف جيدًا قيمة المنتخب الجزائري ومستواه. هدفنا كان واضحًا منذ البداية: نحاول احتلال المركز الثاني والمنافسة على بطاقة الملحق، مع تقديم أداء مقنع طوال التصفيات. سبق لي أن واجهت الجزائر عندما كنت مدربًا لبوركينا فاسو خلال تصفيات مونديال 2014، وأتذكر جيدًا كم كانت المواجهة صعبة، سواء على أرضنا أو في الجزائر. الجزائر منتخب صعب جدًا، ومن الصعب تجاوزه بسهولة.”
كلمة أخيرة قبل المباراة المنتظرة…
“أود أن أؤكد أننا نحترم الجزائر كثيرًا، ونعلم أننا سنواجه منتخبًا كبيرًا يضم لاعبين من مستوى عالٍ. بالنسبة للاعبينا، ستكون هذه المباراة فرصة لاكتساب مزيد من النضج والخبرة. سنحاول تقديم كل ما لدينا، وسنلعب بروح جماعية وبانضباط. الجزائر تبقى من المنتخبات الكبرى في إفريقيا، وغالبًا ما تتصدر مجموعاتها، وهذا ما يجعل مواجهتها تجربة كروية مميزة لأي فريق.”
حاوره: مصطفى خليفاوي