الأولىحوارات

في حوار حصري لجريدة بولا …ريمون دومينيك: “هكذا يمكن لبلماضي إعادة الجزائر للواجهة

في حوار حصري لجريدة بولا، قدم مدرب المنتخب الفرنسي السابق و وصيف بطل العالم في مونديال ألمانيا 2006، ريمون دومينيك، للناخب الوطني جمال بلماضي، وصفة إعادة الخضر إلى الطريق الصحيح بعد الإخفاق الذي تعرض له في كأس إفريقيا الماضية و كذا الفشل في الوصول إلى كأس العالم. كما تحدث دومينيك عن قرار اختيار العديد من مزدوجي الجنسية اللعب للجزائر على حساب فرنسا، و كذا عن قرار ريان شرقي و عديد الأمور الأخرى التي تتابعونها في هذا الحوار…

نعلم أنك متابع جيد لأخبار الكرة الإفريقية، الكان المقبل سيجري في كوت ديفوار، ما رأيك في هذا الإختيار؟

” صحيح، أنا أتابع أخبار كرة القدم العالمية بشكل دوري و منها أخبار الكرة الإفريقية بما أن أغلب لاعبي المنتخبات الإفريقية ينشطون في أوروبا و في الدوري الفرنسي هناك عدد معتبر من الدوليين الأفارقة، و فيما يخص كأس إفريقيا فأعتقد أن اختيار كوت ديفوار من أجل إجراء هذه المنافسة هو قرار صائب، فاليوم الهيئات الكروية باتت متطلبة جدا و لا تمنح التنظيم لأي كان، و بما أن الإختيار وقع على كوت ديفوار فمن المؤكد أن القرار صائب من حيث جودة الملاعب و المنشآت الفندقية للمنتخبات و الجماهير و باقي الأمور التي تساهم في إنجاح الحدث، و لا يجب أن ننسى أيضا أن هذا ساحل العاج بلد كرة القدم و قدم عديد اللاعبين الممتازين لكرة القدم في إفريقيا و العالم.”

من هي المنتخبات التي ترشحها للتتويج بلقب النسخة المقبلة من الكان؟

” من الصعب أن تتوقع قبل انطلاق المنافسة، أرى التوقعات تكون صالحة بعد تجاوز الدور الأول و لو أن بعض المنتخبات تلبس ثوب المرشح حتى قبل أول مباراة في الدورة، و لعل أبرزها منتخب كوت ديفوار الذي سيكون مدعوما بالآلاف من جماهيره و لن يفوت فرصة احتضانه هذه المنافسة دون زيادة لقب جديد إلى رصيده. كما أن السنغال حامل اللقب قد ينافس هو الآخر بالنظر إلى الأسماء التي يملكها. في حين الجزائر أيضا لها حظوظ و يمكنها تحقيق اللقب. شأنها شأن المنتخب المغربي الذي و في حال ما إذا ظهر بنفس المستوى الذي ظهر به في كأس العالم في قطر، فأكيد أنها ستنافس بقوة على اللقب..

إذن ترى أن أليو سيسي بإمكانه قيادة السنغال للإحتفاظ باللقب ؟

” نسبة ضئيلة، لأن الأمر جد صعب صدقني، و الفوز باللقب في أول مرة أسهل من الإحتفاظ به، مخطئ من يعتقد أن السنغال قد تجد طريقا مفروشا بالورود حتى منصة التتويج، و المدرب أليو سيسي سيكون عليه الحذر من أداء لاعبيه قبل الحذر من المنافسين، فالأمر ليس سهلا على الإطلاق و الطاقم الفني للسنغال يكون قد وضع هذا الأمر في الحسبان من دون شك..

و ماذا عن حظوظ الجزائر؟

” دون شك الجزائر ستسعى للعودة إلى الواجهة من جديد خلال كأس إفريقيا المقبلة و هي فرصة من ذهب أمامها من أجل تحقيق ذلك، و بعد الفترة الصعبة التي مرت بها خاصة بعد الخروج من الدور الأول و هي التي كانت حاملة للقب في النسخة الماضية. ستكون أمام فرصة مواتية من أجل العودة إلى الطريق الصحيح، كما أن الجزائر لها كل الإمكانيات لتحقيق ذلك.”

الجزائر مرت بفترة صعبة من خلال تضييع كل الأهداف في ظرف وجيز، هل من السهل العودة بقوة؟

” هذا يتوقف على عمل الطاقم الفني من جهة و تجاوب اللاعبين مع العمل الفني، كما أن العامل النفسي له أثر كبير أيضا، كما يجب على الجميع أن يضع اليد في اليد لتحقيق الهدف المنشود، كما أن الإخفاق الذي حققه المنتخب الجزائري لم يكن منتظر على الإطلاق سواء في كأس إفريقيا أو في كأس العالم، حيث شربت الجزائر من نفس الكأس الذي شربنا منه نحن في منتخب فرنسا على يد منتخب بلغاريا حيث تلقينا هدفا في البارك دي برانس حرمنا من التأهل إلى مونديال 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية، و لو سمحت دعني أروي لك قصة طريفة حدثت لي خلال مباراة الجزائر و الكاميرون.”

بكل تأكيد، تفضل…

” كنت أتابع المباراة عبر شاشة التلفزيون، و أنا أقطن بالقرب من ضاحية نانتير الباريسية، فبعد تسجيل الجزائر لهدف التعادل في الدقائق الأخيرة قلت في قرارة نفسي، علي أن أخلد إلى النوم الآن قبل أن يخرج الجزائريون إلى الشارع و تعلو صيحاتهم و منبهات سياراتهم فسأقضي ليلة بيضاء دون شك، بعد أن مرت 15 دقيقة كان السكون يخيم على الحي، لا أصوات” وان تو ثري فيفا لالجيري” لا منبهات السيارات، فقلت ماذا الذي حدث أين الجزائريون؟ تملكني الفضول لمعرفة مالذي يحدث، فتحت التلفاز لأشاهد الكاميرونيون يحتفلون بالتأهل إلى المونديال وسط دهشة الجزائريين و حتى أنا أصبت بالدهشة و استعدت سيناريو مباراة بلغاريا.”

كيف ترى العمل الذي يقوم به بلماضي على رأس المنتخب الجزائري؟

” قام بعمل يستحق الإشادة بعد أن قاد الجزائر إلى تحقيق كأس إفريقيا بعد سنوات دون ذلك، و الآن هو في فترة تصحيح المسار و إعادة القطار إلى السكة، لكن هذا يكون وفق معطيات مغايرة و لن يكون بالطريقة التي انتهجها في الفترة السابقة، عليه تصحيح عدة أمور حتى يعيد المنتخب إلى أوج قوته.”

الجزائر استفادت من عدة عناصر من مزدوجي الجنسية، في صورة عوار، غويري و آيت نوري، كيف تعلق على هذا الأمر؟

” هذا أمر في صالح الجزائر دون شك، و هؤلاء اللاعبين رغم أنهم تكونوا في فرنسا و تربوا هنا ( يقصد فرنسا) إلا أنهم الآن يلعبون لمنتخب أصولهم و بلد والديهم و هذا أمر عاطفي و قرار رياضي في الوقت ذات. اللعب للجزائر قد يعطي الفرصة لهؤلاء من أجل لعب منافسات دولية كبيرة كأس إفريقيا و كأس العالم. كما أنهم سيتمكنون من كسب صفة لاعب دولي، سيستفيدون هم و المنتخب الجزائري بما أن القانون و التشريع منحهم هذا الحق، هناك من يملك الفرصة للعب لثلاثة منتخبات و يملك ثلاث جنسيات مختلفة و هذا أمر في صالحهم.”

اليوم هناك لاعبين شباب يختارون الجزائر مبكرا، ما رأيك ؟

” هذا يبقى قرار شخصي و اليوم أصبح الوالدان يتدخلان في قرار اللاعبين الشباب، هناك من ينجح و هناك من يندم على قراره مستقبلا، لهذا يجب التفكير جيدا قبل اتخاذ أي قرار.”

الآن الجميع في انتظار قرار ريان شرقي في الحسم بين فرنسا و الجزائر…

” اللاعب لم يلعب للمنتخب الفرنسي الأول حتى الآن و هو يلعب مع منتخب أقل من 21 سنة، أنتم الصحفيون تتحدثون عنه كثيرا سواء في الجزائر أو فرنسا، صحيح أنه يملك إمكانيات كبيرة و فنيات خارقة، لكن ما يعاب عليه كثيرا هو عدم الثبات في المستوى. فقد يقدم مباراة خارقة للعادة قبل أن يختفي لعدة مباريات و هذا الأمر ليس في صالحه، كما أن عادة مزدوجي الجنسية و الذين يبدأ الحديث في الإعلام عنهم مبكرا لا ينجحوا بقدر الآمال التي تكون معلقة عليهم.”

اليوم عديد اللاعبين الجزائريين يسارعون لمغادرة الليغ 1، ما رأيك؟

” ليس الجزائريون فقط بل حتى الفرنسيون و لاعبون من باقي الجنسيات الأخرى، اليوم العامل الإقتصادي و المادي بات يتحكم في قرارات اللاعبين الذين وجدوا في الدوريات الأخرى أندية تدفع أكثر من نظيرتها الفرنسية و هذا ما يجعلهم يغادرون سريعا.”

حاوره: مصطفى خليفاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى