الأولىتحقيقات وروبورتاجات

قبل الميركاتو… إغراءات مالية و أجور خيالية في بطولة خاوية

تنطلق بعد أيام قليلة فترة التحويلات الصيفية للدوري الجزائري لكرة القدم وسط اقتراحات بوجود صفقات ضخمة في بعض الأندية المملوكة من قبل شركات وطنية، و هذا ما طرح العديد من نقاط الإستفهام حول الإستراتيجيات التسيرية من قبل أندية المحترف الأول بمنح اللاعبين أجورا خيالية و هل هي تتوافق مع ما يقدمه اللاعبون فوق أرضية الميدان، و هذا ما جعل جريدة بولا تعد هذا المكلف لدراسة سياسة رفع أجور لاعبي البطولة الوطنية في الموسم المقبل، بالتوازي مع الأداء الباهت الذي تقدمه الأندية الجزائرية كل نهاية أسبوع و لعل تسجيل هداف البطولة و أغلى لاعب فيها 14 هدفا منها 3 ركلات جزاء في 30 مباراة كاملة لخير دليل.

مولودية الجزائر فتحت الباب لكن…

صنع نادي مولودية الجزائر الحدث في الميركاتو الصيفي الماضي عندما ضم أسماء كبيرة برواتب كبيرة يتصدرها يوسف بلايلي الذي أسالت صفقته الكثير من الحبر، شأنه شأن جمال بلعمري و كذا زكريا نعيجي القادم من لافال الفرنسي، و كل هذه الاستثمارات التي قامت بها المولودية ساهمت بشكل كبير في سيطرة النادي على البطولة الوطنية و التتويج باللقب قبل جولات من الختام و هو الذي ينافس أيضا على لقب كأس الجمهورية، و إذا كانت المولودية قامت بهذه الانتدابات من أجل الدوري المحلي فهل ستنافس قاريا أيضا؟

شباب بلوزداد مثال عن فشل الصفقات الكبيرة 

و إن كانت مولودية الجزائر نجحت نسبيا في جلب لاعبين برواتب مرتفعة، فإن الجار و المنافس في نهائي الكأس شباب بلوزداد قام بخطأ فادح بجلب الحارس الأسطوري للمنتخب الوطني رايس وهاب مبولحي و عدلان قديورة برواتب كبيرة و هما اللذان لم يقدما أي إضافة للفريق بدليل خسارة الفريق للقب البطولة الذي احتفظ به لأربع سنوات متتالية و مر جانب في رابطة الأبطال و هذا ما يؤكد أن جلب لاعبين منتهي الصلاحية بأجور ضخمة ليس حلا.

مضاعفة الراتب بنفس الأداء غير منطقي 

الغريب في سوق التحويلات في الجزائر أن عروض بعض الأندية التي تملكها شركات وطنية تعتبر غير منطقية على الإطلاق، لعديد الأسباب كون الأسماء المطروحة هي عادية و ليس بتلك القيمة الفنية الكبيرة التي تتطلب أجرا خياليا، أي أن لاعبا عاديا من فريق متوسط ينتقل إلى فريق يلعب الأدوار الأولى براتب خيالي و هو الذي سيجد منافسة شرسة و قد يكون احتياطيا طول الموسم.

على أي أساس يتم تقديم مبالغ خيالية؟

السؤال المطروح هو على أي أساس يتم منح لاعب استهلك مسيرته بالانتقال من نادي إلى آخر بمنحه أجرا خياليا و هو الذي لا يملك لا خبرة قارية و لا دولية بل يحظى بمنافسة شرسة من قبل أندية الشركات العمومية و هو لم يقدر حتى على تسجيل 7 أهداف في 30 مباراة في البطولة و هذا ما يتطلب إعادة النظر في هذه القضية.

رفع مستوى الأندية مقترن بعدة أمور…

صحيح أن المال عصب كرة القدم و محركها الرئيسي لكن هذا يتماشى مع استراتجيات ينبغي على الأندية النظر إليها و لعل أبرزها جانب التكوين و الإهتمام بالفئات الشبانية ثم المرور الى جانب الاستثمار و تعدد مصادر الدخل و بناء أهداف على المدى البعيد و من ثم التفكير في منح لاعبين أجور خيالية.

الأجور الخيالية تدفع لكسر المنافسة الخارجية

ما يؤكد أن سياسة منح أجور خيالية للاعبي البطولة هو زوبعة في فنجان و أمر غير منطقي تماما، هو أنه الحالة الوحيدة التي يمكن لأي نادي منح لاعبه راتب خيالي هو كسر المنافسة مع نادي أجنبي يريد خدمات هذا اللاعب، و في الوقت الحالي كل اللاعبين يشترطون في بنود عقودهم الرحيل في حال حصوله على عرض أجنبي من جهة، و من جهة أخرى الأندية الجزائرية اليوم أغلبها باتت عاقرا عن تقديم لاعبين لبطولات أوروبية أو عربية قوية باستثناء بارادو، اتحاد العاصمة أو شباب بلوزداد بدرجة أقل…

قضايا الديون التي لا تنتهي…

ولم يتوان الكثيرون في طرح التساؤلات وعلامات الاستفسار حول مستقبل البطولة إذا تواصلت الأمور على هذا الحال، في ظل تداول أرقام خيالية تخص ديون تتجاوز 150 مليار عند بعض فرق “النخبة”، وهو ما يعكس سوء التسيير وإهدار المال العام بطرق غير مبررة تفرض الرقابة والمحاسبة، في الوقت الذي تعيش أندية أخرى في وضعيات مالية خانقة تحول دون تسوية أهم المتطلبات، وفي مقدمة ذلك مستحقات اللاعبين، ما جعل رؤساء عدة أندية يخرجون عن صمتهم ويدعون الجهات الوصية إلى الاهتمام بهم، وهذا دون نسيان المتاعب التي تلاحق عدة أندية لأسباب مالية وأخرى تسييرية، مثلما يحدث لشبيبة القبائل وجمعية الشلف ومولودية وهران وغيرها من الأندية.

و تمثيل قاري محتشم رغم السيولة المالية الضخمة

وإذا كانت الأندية التي يطلق عليها “الغنية” تتوفر على جميع عوامل النجاح، بحكم أنها لها القدرة في جلب أبرز اللاعبين مقابل أموال باهظة، إلا أنها في النهاية تجد نفسها عاجزة على التكيف مع التحديات الحقيقية حين تمثل الجزائر في المواعيد القارية خاصة، بدليل أنه لم يتوج أي فريق جزائري بلقب إفريقي منذ عام 2014 التي عرفت حصول الوفاق على كأس رابطة أبطال إفريقيا، في الوقت الذي اقتصرت أغلب المشاركات على الوصول إلى ربع النهائي أو التأهل إلى المربع الذهبي كخطوة تصنف في خانة الانجاز، يحدث هذا في الوقت الذي يأمل الكثير أن يحدث الأفضل خلال هذه السنة تزامنا مع تألق مولودية الجزائر بأرمادة لاعبيها.

هذا ما قاله صحفيون في الموضوع….

 محمد الحبيب بن حمادي : “إنفاق الملايير لا يعني رفع مستوى البطولة”

 محمد الحبيب بن حمادي
محمد الحبيب بن حمادي

يرى صحفي جريدة الجمهورية محمد الحبيب بن حمادي أن أجور بعض لاعبي البطولة الوطنية تجاوزت المعقول و هذا راجع لعدة أسباب شرحها المتحدث لجريدة بولا حيث قال:”صراحة عندما ترى الطلب أكثر من العرض تفهم الأسباب الحقيقية التي جعلت أرقام بعض اللاعبين تتضاعف وتصبح خارج نطاق المعقول، فهناك لاعبين الموسم المنصرم هم نفسهم من كان سعرهم أقل بكثير مما يتم تداوله اليوم في السوق، وهناك فرق عانت الويلات الموسم المنصرم بسبب النتائج وتواضع مستوى لاعبيها، وهي اليوم تسعى لتصحيح الأخطاء من جهة وكذا تهدئة الشارع الرياضي الذي أصبح يستعمل كورقة ضغط، وهي. مثال ما يحدث في مولودية وهران يمكن اسقاطه على الموضوع ، وهناك نقطة اخرى وجود شركات كبرى تبنت الفرق فأصبح هناك اناس كبير بينها والكل يسعى بطريقته لإغراء بعض اللاعبين الذين يملكون مستوى عالي والذين لا يتجاوز عددهم ال20.” و عن قرار تسقيف الأجور .

قال ذات المتحدث:”إنفاق الملايير لا يعني ضمان تطور المستوى الفني للبطولة، ولم يكون ذلك ايضا اذا بقي الصراع منحصر بين الفرق التي تملك الشركات الاقتصادية دون وجود باقي الفرق، لأن المعادلة لن تكون متكافئة وعليه فقرار رفع سقف الأجر سيزيد من جشع المناجرة والوسطاء وسيجعل العديد من الفرق تعيش وضعية غير متوازنة، ولابد أن يكون هناك إجراءات واضحة وقوانين تنظم صيغ بتحديد الأجور، والمقايس التي تؤهل اللاعب وفق مستوياته للحصول على ذلك الراتب المرتفع، فقيمة اللاعب الدولي ليست كقيمة اللاعب المحلي أو اليافع … واذا يتوجب على الوزارة او الهيئة الوصفية وضع اجراءات وسن قوانين تتناسب والوضع الاقتصادي والاجتماعي سواء لللاعب وقياسا على الوضعية الاقتصادية للبلاد.”

و عن الأولويات الواجب على الشركات الرياضية الالتفات لها، قال بن حمادي:” التكوين ومباشرة المشاريع الرياضية على مستويين القريب والبعيد هو من أولويات، ربما هذا سيقلل من حدة سوق اللاعبين، وتكون هناك كفاءات فردية موفرة في السوق، وإذا فقد حان الوقت للعودة إلى القاعدة والتكوين وانتهاج سياسة الأكاديميات مثلما هو الحال بالنسبة لفريق اتليتيكو بارادو الذي أصبح يقوم نفسه بنفسه من الجانب المادي، ناهيك عن القيمة التسويقية التي ستكون بمثابة دخل مادي كبير ومصدر يجنبها تباعية لإعانات الدولة….

سفيان مهني: “أغلبية اللاعبين لا يستحقون تلك المبالغ الخيالية”

سفيان مهني
سفيان مهني

قال صحفي القسم الرياضي في التلفزيون العمومي سفيان مهني أن العديد من اللاعبين في البطولة الوطنية لا يرقى مستواهم الفني إلى الأجور الخيالية التي تتردد اليوم في سوق الإنتقالات، حيث قال:” معظم الاستقدامات تكون عشوائية وغير مدروسة ولا تستجيب في الكثير من الأحيان لمتطلبات الأندية الأجور الخيالية التي تقدمها للاعبين هدفها تفريغ سوق الانتقالات وحرمان الأندية المتواضعة ماليا من انتداب عناصر في المستوى للقضاء على المنافسة وحصد على الألقاب بأريحية هذا يكلف خزينة الفريق أموالا كبيرة بالمقابل عدد كبير من اللاعبين لا يستحقون تلك الرواتب الخيالية.”

و أضاف:” القرار قد يرفع من المستوى الأندية محليا فقط  عكس الأندية الأفريقية الكبيرة تستقطب نجوما كبارا تستفيد منهم محليا وقاريا مثل الأهلي المصري وصن داونز الجنوب أفريقي،  لكن هناك من يقول لك ان الوفاق توج بدوري أبطال أفريقيا، لكن بعدها ماذا حدث؟ هل هناك استمرارية؟  بالطبع لا فالأهلي تقريبا كل عام ينال اللقب القاري. وعليه فإن الرفع من الأجور سيفيد اللاعبين ووكلائهم وحتى الوسطاء خاصة وأننا نشهد هذا العام ارتفاعا خياليا في الرواتب وأشبه ذلك بسوق الكباش التي زادت أسعارها ضعفا مقارنة بالعام الماضي دون أي سبب يذكر.”

 عبد السلام سعد الله:”رفع أجور اللاعبين ليس حلا لرفع مستوى البطولة”

 عبد السلام سعد الله
عبد السلام سعد الله

أكد الصحفي الرياضي عبد السلام سعد الله، أن رفع مستوى البطولة الوطنية ليس مقترنا بمنح أجور خيالية للاعبين، حيث قال:” منح اللاعبين أجورا مرتفعة في نظري ليس حلا ولا يعني بالضرورة رفع المستوى، و بين ليلة و ضحاها أصبح اللاعبون يحصلون على ضعفي ما حصلوا عليه الموسم الفارط، فهل سيرتفع مستوى اللاعب في هذه المدة، و تحسن مستوى البطولة ليس مقترنا بالأموال بالدرجة الأولى، بل رفع المستوى مرتبط بالتكوين و الإهتمام بالفئات الصغرى.” و أضاف المتحدث:” الشركات المالكة للأندية عليها أن تعي أن رفع المستوى مرتبط بالتكوين و الاهتمام بالفئات الصغرى، و ليس استقدام لاعبين مستهلكين من قبل أندية أخرى.

و الشركات اليوم مطالبة بالاستثمار و بناء مراكز تكوين و البحث عن أسباب عدم رفع مستوى اللاعبين، اليوم بطولتنا غير قادرة على ضمان هداف يسجل أكثر من 15 هدفا في الموسم و هذا مشكل عويص جدا.” و قال أيضا:” الأندية غرقت في الديون بسبب أجور اللاعبين بسبب هذه السياسة و للأسف نرى اليوم إقدام الشركات على مواصلة رفع الأجور بالموازاة مع عدم تطور المستوى الفني للاعبين و البطولة ككل.” و عن تسقيف الأجور قال ذات المتحدث:” تسقيف الأجور سيجعل الشركات مطالبة بالتكوين و البحث عن العصافير النادرة في الفئات الصغرى و أنا مع هذه القاعدة منذ زمان، عوض صرف أموال طائلة على لاعب واحد و لو كان بالمستوى المرتفع لما بقي في البطولة الوطنية و هذا أمر منطقي و واقعي.”

و ختم سعد الله حديثه قائلا: ” نرى إقدام الشركات الوطنية على ضخ أموال طائلة من أجل أجور اللاعبين و هذا القرار سيرفع من مستوى الأندية شريطة أن تكون الاستقدامات مدروسة وأن تكون الأجور تتوافق مع القدرات الفنية للاعبين الذين يكونون مرشحين من أجل اللعب في المنتخب الوطني على غرار ما قامت به مولودية الجزائر بالتعاقد مع نجم من طينة يوسف بلايلي و ساهم في تتويج المولودية بالبطولة، و مثل هكذا صفقات يمطن للأندية الجزائرية أن ترفع مستواها و تنافس بقوة في المنافسات القارية.”

 مهدي آيت قاسي: “رفع أجور اللاعبين منطقي و لكن بشروط”

 مهدي آيت قاسي
مهدي آيت قاسي

اعتبر صحفي قناة الشروق نيوز، مهدي آيت قاسي، انت رفع أجور لاعبي البطولة الوطنية منطقيا، حيث قال:” منح أجور كبيرة هو أمر منطقي عندما يكون النادي في أريحية مالية و مدعوم من شركات وطنية، و حتى الجماهير في هذه الحالة ستطالب بالتعاقد مع أسماء كبيرة تلبي طموحاتها، لكن الأموال وحدها لا تكفي بل يجب اتباع استراتيجية صحيحة.” و أضاف:” قرار تسقيف الأجور في البطولة هو سلاح ذو حدين، من جهة سيكون للحد من تبذير الأموال العامة.

و تفادي تعاقد مع أسماء مغمورة أو صفقات فاشلة، و إما إذا كانت هذه الأموال تصرف على لاعبين يقدمون الإضافة و يمثلون المنتخب الوطني و يجلبون الألقاب، و قد يتحلون إلى صفقات مربحة في حال ما إذا تم تسويقهم بشكل جيد إلى الدوريات الأجنبية مثلما يفعل نادي بارادو.” و ختم المتحدث قائلا:” الأولويات التي ينبغي على الشركات الرياضية العمل عليها هي التكوين بالدرجة الأولى، و الإستثمار في هيكلة الفرق على مستوى الفئات الشبانية و الإبتعاد على الحلول الانية و إطفاء غضب الجماهير.”

 مصطفى خليفاوي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P