“قد نشهد ميلاد مرسلي و بولمرقة جديدين في طبعة وهران للألعاب المتوسطية”
عتيقة علياوي إطار في قطاع التربية بولاية سيدي بلعباس ، متحصلة على شهادة ماستر تخصص إعلام و اتصال، لها تجارب في التقديم الإذاعي ، مثلت الجزائر في 2017 في أكبر مسابقة تخص اختيار ملكة المسؤولية الاجتماعية، و كان لها شرف التأهل للنهائيات من ضمن 1500 مترشحة ،تحمل مشروع مركز خدماتي إبصار مكفوف بعنوان معا لنبصر ، و تنتظر الضوء الأخضر، من اجل تجسيد المشروع الإنساني الهادف الذي من شأنه أن يخدم بشكل كبير حياة المكفوفين و يسهل لهم يومياتهم الصعبة ، اتصلنا بها لمعرفة محتوى مشروعها و تفاصيله و أسئلة أخرى حول الرياضة و الحدث الرياضي العالمي الذي ستحتضنه وهران المقبل ، فكانت الإجابة عفوية و صريحة .
بداية من هي عتيقة علياوي؟
“عتيقة علياوي شابة جزائرية من ولاية سيدي بلعباس ، حاليا أشغل منصب إداري بإحدى المؤسسات التربوية، متحصلة على شهادة ماستر تخصص إعلام و اتصال ، مكنتني من دخول عالم الصحافة من بوابة التقديم الإذاعي، و كنت أقدم برنامجا اجتماعيا يخص فئة المكفوفين، و شاركت قبل 3 سنوات في أكبر مسابقة عربية تعنى باختيار ملكة المسؤولية ووصلت لمراتب متقدمة ، بفضل مشروعي القيم الذي يعنى بيوميات شريحة المكفوفين، و لازلت أبحث و أجتهد من أجل إثراء هذا المشروع ، الذي أحلم بتجسيده يوما ما على ارض الواقع ، بشرط أن يؤمن بي المسؤولون و يوفرون لي كل ما أحتاجه لأن هذا المشروع يمكن لو عرضته على أجانب سيرحبون بالمشروع و يعرضون علي فكرة تجسيده بإحدى دول أوروبا، لأنهم يولون اهتماما بالغا بكل الجوانب التي تخدم شريحة دوي الاحتياجات الخاصة ، و يعتبرون خدمتهم من خدمة الإنسانية ، لكنني فضلت بلادي و أبناء بلادي للانتفاع بالمشروع القيم”.
لماذا تهتمين كثيرا بهاته الفئة وأنت لا تنتمين لهاته الشريحة من المجتمع؟
“صحيح أنني أتمتع بنعمة البصر و لله الحمد، لكنني مند سنوات و أنا أناهض و أدافع على مصالح المكفوفين، و الفضل يعود لعمي رحمه الله الذي كان مكفوفا ، و كنت قريبة منه كثيرا، و أرى معاناته اليومية ، و تأثرت كثيرا بأوجاعه ، و من هنا كانت أولى بدايات التفكير لإعداد مشروع قيم، يهدف إلى تسهيل حياة الشريحة الهشة، و بالطبع بدأت أبحث في أهم المشاكل و العراقيل التي تعترض أي مكفوف ، و تمكنت بفضل البرنامج العربي أن أطور أفكاري ، و أعد برنامجا ثريا و هو عبارة عن مركز يضم عدة هياكل ، لتأهيله في الحياة اليومية و يكون عنوان إبصار مكفوف ، و الذي أنوي أن أجسد على الواقع ، إذا توفرت الشروط و تلقيت المساعدة من لدن المسؤولين”.
قيل لنا أنك ألفت كتابا في هذا الإطار ما هو مضمونه؟
“الكتاب يحمل عنوان إبصار مكفوف ، يضم 120 صفحة ، صادر عن دار المثقف هو عصارة سنة كاملة ،قضيتها مع فئة المكفوفين ، خصصت وقتا كافيا لأعرف كل صغيرة و كبيرة عن هذا العالم الغامض، و أترجم معاناتهم اليومية، و قد سعدت كثيرا بهاته التجربة التي سمحت لي بالغوص في عالم المكفوفين ، و الوقوف على كل صغيرة و كبيرة ، حيث نال إعجاب كل من له علاقة بالمكفوفين ، خاصة أنه يعالج يومياتهم و بالأخص نظرة الإعلام لهاته الشريحة، و تسليط الضوء على إبداعاتهم و ما يستطيع المكفوف تقديمه للمجتمع، رغم قلة الاهتمام، و الإمكانيات المادية ،و كنت متمنية أن يكون الكتاب بطبعتين الأول بالخط العادي ، و أما الثاني فبكتابة براي لكن بسبب غياب الدعم المادي لم أوفق في ذلك و اكتفيت بطبعة عادية ، لكنه يبقى مشروع يمكن تجسيده إذا ما توفرت العوامل و الشروط، فالكتاب صالح لكل زمان و مكان ، و لا يخص مكفوفي الجزائر فقط، بل كل مكفوفي العالم ، و هو هدية جميلة أقدمها لهاته الشريحة المحرومة”.
ما هي علاقتك بالرياضة؟
“صراحة بحكم ضيق الوقت، و تعدد الانشغالات لم أستطع الاهتمام بالرياضة رغم أنني أؤمن أنها عامل هام ، في حياة الإنسان، لكنني سأبذل جهدي لإضافة الرياضة لبرنامجي اليومي، و أخصص وقتا للعدو في الغابة مثلا ، و حتى رياضة الأيروبيك التي صارت مقصد الكثير من النساء ، و لكني في الوقت نفسه مناصرة وفية للمنتخب الوطني، أتابع كل أخباره و أتابع كل مبارياته ، و أؤجل كل مواعيدي و مشاريعي من أجل مناصرة الخضر ، لأنني أرى في ذلك واجب وطني ، لأن التشكيلة الشابة تعمل من أجل رفع الراية الوطنية، في المحافل الدولية و هذا ما نعتز كجزائريين ، و أفضل أن أتابع مباريات المنتخب الوطني رفقة العائلة لما فيها من حماس و فرجة ، و نخصص وجبة عشاء خاصة ، لتكون فرصة للم الشمل و توحيد الصفوف و نحتفل في الأخير بانتصارات المنتخب الوطني ، و الذي بدوري أتمنى له أن يواصل رفقة الكوتش جمال بلماضي سلسلة النتائج الإيجابية ، لاسيما ما تعلق بتصفيات كأس العالم المقبلة”.
وهران على موعد مع ألعاب البحر المتوسط كيف ترين هذا الحدث الرياضي؟
“هو حدث رياضي بارز و سيخدم قطاع الرياضة بدون شك، لأنه سيشهد توافد أسماء عالمية وضعت بصمتها في ميدان الرياضة و سيفيد ذلك في نقل تجربتهم المعتبرة ، لرياضيينا ، الذي ننتظر منهم الكثير من اجل تشريف الراية الوطنية و حصد الكثير من الميداليات ، فكثيرا ما اسعدنا أبطال الجزائر في المواعيد الحاسمة التي كانت تقام هنا و هناك عبر المعمورة ، لكن اليوم جاءت فرصتنا و سيكون العرس في الجزائر و هي الفرصة التي لا يجب أن تضيع منا ، لصنع ملاحم جميلة قد يخلد التاريخ ، و لما لا قد يظهر مرسلي جديد و بولمرقة جديدة ، و يستقيم حال الرياضة الجماعية و الفردية بالجزائر ، إدا ما وقع الاحتكاك بين الرياضيين ، و لكن ندائي الوحيد موجه للسلطات العليا للبلاد أن تمنح كل الاهتمام لهاته التظاهرة و توفر للجنة التنظيم ما تحتاجه من إمكانيات من أجل الحصول على تنظيم محكم و احترافي و بالتالي تشريف الجزائر أولا و وهران خاصة، و لا أخفي عنك رغبتي الكبيرة في زيارة وهران من أجل الاحتفال بهذا الحدث الرياضي الضخم ، إذا وجهت لي الدعوة سأكون فخورة و ألبي النداء بدون تردد ، و أناصر الفرق الوطنية بكل جوارحي ، لمنحهم القوة اللازمة لتخطي الصعاب”.
ما هي أهم هواياتك؟
“هناك عدة هوايات أسعد بممارستها في حياتي أهمها الكتابة و التأليف و ثاني هواية هي العمل الجمعوي و النشاط رفقة جمعية تسمى أشبال الخير الناشطة بولاية سيدي بلعباس ، ترتكز أساسا على فعل الخير و التحسيس و التوعية ، من خلال قوافل تجوب تراب الولاية و نمارس التحسيس و توعية المواطنين ، حسب موضوع الحملة ، فمرات تكون الوجهة السائقين و مرات أخرى نزور دور الشباب و أحيانا أخرى دور العجزة و غيرها من الأماكن التي نقصدها بهدف نشر أفكارا قيمة و جميلة ، و التواصل مع المجتمع المدني لربط العلاقات و توطيد روح التضامن بين فئات المجتمع الواحد”.
من هو فنانك المفضل في الجزائر وفي الخارج؟
“في الجزائر أنا معجبة بالفنانة القديرة بيونة التي تركت بصمتها بالفن الجزائري، من خلال أعمالها المتميزة، وقوة شخصيتها التي تؤديها في الأفلام و السلسلات، و أتمنى أن تواصل الإبداع لغثراء الخزانة الوطنية بأعمال خالدة، أما على الصعيد العربي فالفنان الذي يعجبني كثيرا هو عادل إمام، كونه أسطورة قد لا تتكرر صنع لنفسه عالما خاصا به، و أداء مميز يزيد الأعمال الفنية حلاوة، و روحا هزلية، و فخره الأكبر أنه عاصر العديد من نجوم السينما العربية أغلبهم رحلوا عنا تاركين أعمال فنية خالدة”.
ما هي أسوأ وأحسن ذكرى في حياتك؟
“هي يوم وفاة عمي الذي هو مصدر قوتي و صاحب الفضل في مشروعي الذي نلت به شهرة على المستوى الوطني، و أتذكر جيدا حين كنا نقضي عطلة سنوية بإحدى شواطئ البحر، و حين غربت الشمس و نحن منشغلون في أمور الترفيه و التمتع بجمال الطبيعة، حتى وصلنا نبا وفاة عمي، و كانت الصدمة كبيرة على قلوبنا خاصة أنا التي كنت قريبة منه، و أعتبرها أسوأ ذكرى في حياتي لحد الآن، أما أحسن ذكرى فكان يوم تم اختياري من بين 1500 سيدة لأكون من ضمن المتأهلين لنهائيات مسابقة ملكة المسؤولية، و كان لي شرف تمثيل الجزائر في هاته التظاهرة العلمية العربية ، و كنت أتمنى أن أظفر بلقب المكلة لإهدائه لروح عمي الراحل ، لكن للأسف لم أوفق في تجاوز المربع الأخير، و الذي يعتمد على التصويت من كامل الوطن العربي ، لكنني سأواصل رفع التحدي من أجل إسعاد عمي في قبره، و أسهر على الدفاع على حقوق المكفوفين”.
كلمة أخيرة
“أتقدم بشكري الكبير لجريدة بولا التي منحتني مساحة هامة للكشف عن مشروعي القيم، وأتمنى لها بالمناسبة طول العمر والمزيد من النجاحات، في مجال الإعلام، كما أتمنى أن تتحسن وضعية فئة دوي الاحتياجات الخاصة، وينال المكفوفون حقهم الضائع، والبداية بتحقيق مشروع إبصار مكفوف الذي يحمل في طياته العديد من المحاور والبرامج التي تخدم مصلحتهم وتسهل لهم مصاعب الحياة”.
حاورته ف. رزان