قصر الرياضة “حمو بوتليليس” بوهران .. تحفة عالمية تستعد لاحتضان الألعاب المتوسطية
تدخل أشغال إعادة ترميم قصر الرياضة حمو بوتليليس بوهران مرحلتها الأخيرة، حيث بلغت نسبة 95 بالمائة في انتظار وضع بعض الرتوشات النهائية و تسليم هذه المنشأة التحفة التي كسبت معايير عالمية، ستكون أحد أجمل القاعات المتعددة الرياضات في الحوض المتوسطي ككل بشهادة المختصين في المجال، سيما و أن هذا الهيكل التاريخي له هندسة معمارية تجمع بين عراقة المدينة و أصالة تراثها بالإضافة إلى مزجها بتجهيزات عصرية من أعلى مستوى، ستعطي لقصر الرياضة صبغة جديدة في طريق احتضان وهران للألعاب المتوسطية في الفترة الممتدة ما بين 25 جوان و 5 جويلية من سنة 2022، كما سيكون تحت تصرف الشباب الرياضي و الجمعيات الناشطة فيما بعد، ما سيسمح برفع المستوى من جهة و التحضير في أفضل الظروف من جهة أخرى.
قصر الرياضة استفاد من تجهيزات عالمية
هذا وقد حرصت الدولة الجزائرية على وضع أفضل التجهيزات تحت تصرف قصر الرياضة حمو بوتليلس بوهران حتى يكون في أفضل حلة ممكنة، حيث تم وضع أربع أرضيات متحركة، ولكل تخصص أرضيته الخاصة به وتشمل رياضات كرة اليد، الطائرة، السلة وكرة الريشة البادمينتون، في تجربة أولى في الجزائر، وكل هاته الأرضيات هي من أعلى مستوى وذات جودة عالية، ملثما هو معمول به في مختلف القاعات العالمية، ما يؤكد أن وهران ستكون بمعايير دولية في استقبال الألعاب المتوسطية، كما سيمسح لها باحتضان منافسات عالمية من أعلى مستوى مستقبلاً.
37 كاميرا مراقبة ونظام تكييف عصري
و في السياق ذاته، سيتم في الساعات القليل المقبلة وضع نظام مراقبة يشمل وضع 37 كاميرا في مختلف أرجاء قصر الرياضة، مع تجهيز غرفة مراقبة مدعمة بأحدث التقنيات لمتابعة كل كبيرة و صغيرة تحدث داخل القاعة و خارجها، كما سيتم وضع نظام تهوية و تكييف عصري حيث كان هذا من مطالب اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية، على أن درجة الحرارة 25 و تكون قيد الاعتدال لضمان السير الحسن للمنافسات و وضع الرياضيين في أحسن الظروف، خاصة و أن منافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط ستجري في الفترة الممتدة ما بين 25 و 5 جويلية من سنة 2022، و هس الفترة التي تشهد حرارة عالية غالباً في مدينة وهران.
قاعتان شرفيتان من أعلى مستوى
هذا ويضم قصر الرياضة بوهران قاعتين شرفيتين من أعلى مستوى وستجهز بأحدث التجهيزات، حتى تستقبل ضيوف وهران من الرسميين والمسؤولين، حيث تم ترميم القاعات السابقة المطلة على المدرجات الشرفية للقاعة، وانتهت الأشغال بالقاعتين المخصصتين للأمر السالف الذكر، وهي التي تم تجهيزها بديكور خاص في قمة الجمال.
مركز طبي من أعلى مستوى
هذا ويملك قصر الرياضة حمو بوتليليس بوهران مركزاً طبياً بمواصفات عالمية، حيث يحوز على مرافق استرجاع اللياقة البدنية للرياضيين، بالإضافة إلى مطعم ومطبخ مجهزين، وكذا ثلاثون غرفة أخرى ستوضع تحت تصرف الرياضيين، بالإضافة إلى مركز علاج خلال الطبعة ال 19 من الألعاب المتوسطية، المبرمجة في الفترة ما بين 25 جوان و5 جويلية 2022.
المقاعد تم تجديدها والقاعة ستكون مخصصة لكرة الطائرة خلال الألعاب
هذا واستفادت مدرجات القاعة، التابعة لديوان المركب الرياضي الولائي من تنصيب 4.200 مقعد جديد في انتظار استيراد 800 مقعد آخر موجه إلى المدرجات الشرفية، لتكون الطاقة الاستيعابية 5000 مقعد. و للعلم فإن المدرجات العليا ستتسع لطاقة إضافية، يذكر أن قصر الرياضة حمو بوتليليس سيكون مخصصاً لاستقبال كرة الطائرة خلال الألعاب المتوسطية وهران 2022.
400 مليون دينار هي تكلفة الترميم
لم تشهد هذه المنشأة التحفة أي عملية ترميم منذ سنة 2002، وقد تم رصد غلاف مالي يقدر ب 400 مليون دينار لوضع قصر الرياضة في أبهى حلة وبأحدث التجهيزات ليقدم صورة جميلة عن الجزائر التي ستستقبل رياضيي الحول المتوسطي في العام المقبل، وتكون بعدها هذه المنشأة تحت تصرف الشباب الجزائري، كما سيتضع الجزائر على رأس الدول الجاهزة لاحتضان أي حدث رياضي كان، إقليمي، قاري، متوسطي أو حتى عالمي.
♦ سيافي ياسين مدير الشباب والرياضة لولاية وهران:” الأشغال في مرحلتها النهائية وقصر الرياضة سيكون مرجعا هاما”
” قصر الرياضة أصبح في مراحل متقدمة من انتهاء الأشغال، ويمكننا القول إننا وصلنا نسبة 95 بالمئة، وهذا ما يعتبر عملا نوعيا لإعادة إعطاء نفس جديد لهذا المرفق الكبير الذي له باع طويل في الرياضة الوطنية. الحمد لله أصبح في حلة جديدة و حيدة جداً، من ناحية اعادة التأهيل و كذا من ناحية التجهيزات، لأننا أعطينا نظرة جديدة بوسائل جديدة، و أؤكد أن قصر الرياضة بوهران سيصبح هاما على المستوى الوطني، شأنه شأن كل المرافق التي تعرف إعادة التأهيل، على غرار مركز الفروسية عنتر بن شداد حيث أن الأشغال به وصلت نسبة 80 بالمئة، و كذا على مستوى ساحة الرمي التي وصلت الأشغال بها ل 80 بالمئة، و كل الأشغال باتت في مراحل متقدمة، كما أن الأشغال النهائية يلزمها عناية خاصة، لأن التدخل سيكون تقني أكثر من أي أمر آخر، نحن واقفون على السير الحسن، كما أن السيد والي الولاية يعطي عناية خاصة، و كذا السيد معالي وزير الشباب و الرياضة الذي يعتبر رئيس لجنة تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط، و هذا، ما يؤكد العناية الكبيرة التي توليها السلطات المحلية و العليا لهذه الأشغال، و من هنا لوقت جد قصير، وهران ستكون مدينة رياضية بامتياز، و ستكتسب مرافق رياضية تضاهي على أقل تقدير المرافق الموجودة على الحوض المتوسطي. وفيما يخص التجهيزات الخاصة بقصر الرياضة، فقد ارتأينا اختيار الأرضيات المتحركة، ما سيسمح لنا بمجاراة أي طارئ في أي رياضة كانت مبرمجة في إطار ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وهي أرضيات تخص كرة اليد، الطائرة، السلة وكذا الريشة، هناك ميدان رئيسي مثبت، يمكننا تحويلهم على حسب احتياجاتنا وحسب متطلبات المنافسة.”
♦ منازلي عبد القادر مدير ديوان المركب المتعدد الرياضات بوهران:” الأشغال تقارب على نهايتها ولم يبقى سوى التسليم”
” قصر الرياضة حمو بوتليليس كان من الأهميات القصوى لمشروع مخطط تسليم هذه المنشأة في أقرب الآجال لاحتضان الألعاب المتوسطية وهران 2022 بالدرجة الأولى، واستغلاله من طرف النوادي الرياضية الأخرى ككرة السلة، الطائرة، اليد، البادمينتون، والرياضيات الأخرى، كما تم تجهيز بساط خاص لكل رياضة. قصر الرياضة صرح رياضي كبير، نريد من خلاله إعادة أمجاد كرة اليد التي كانت بقيادة مولودية وهران والتي أنجبت أبطالا مثل بن جميل، دوبالة، مكي، بسجراري وآخرون، وكما شاهدتم الأشغال قاربت على نهايتها بقصر الرياضة حمو بوتليليس، ولم يبقى سوى تسليمه في أقرب الآجال إن شاء الله.”
لمحة تاريخية عن قصر الرياضة حمو بوتليليس بوهران
قصر الرياضة بوهران من أكبر المنشآت الرياضية في الجزائر التي تزخر بها عاصمة الغرب الجزائر، إذ يتربع هذا المعلم الرياضي على مساحة تجاوزت ال 4000 متر مربع، ويستحق هذا الصرح الرياضي أن يكون وجهة ومحطة لأكبر التظاهرات العالمية وليس محلية فقط، سيما وأنه يملك من سيرة ذاتية حافلة من حيث البطولات التي احتضنها منذ تاريخ إنشائه ولغاية الآن. قصر الرياضة تمّ تأسيسه و تشيده في عام واحد سنة 1960 أي إبّان الاستعمار تمّ تسميته كناية على صاحب المشروع و هو رئيس بلدية الفرنسي فور دوبارك ، إلا أن هذا لم يدم سوى سنتين حيث تم إعادة تسميته بعد استقلال الجزائر على اسم شهيد الوطن حمو بوتليليس الذي كان قائدا للمنظمة الخاصة التي كانت تحت مظلة جبهة تحرير الوطني و تم اختطافه من طرف المنظمة السرية ” لواس” سنة 1957 ، باعتباره من أبناء مدينة وهران ، ليصبح هذا الصرح الرياضي مفخرة لسكان الباهية و بإمكانه احتضان 21 تخصص سواء في الرياضات الجماعية و حتى الفردية بطاقة استيعاب تفوق 6 منافسات دولية في الشهر . قصر الرياضة تم إعادة تأهيله سنة 1986 من طرف شركة بلجيكية التي أعادت ترتيب المدرجات وبعده كان عام 2002 من طرف مؤسسة جزائرية أعادت هيكلة المرافق التابعة لقصر حمو بوتليليس الذي يتوفر على ثلاثة قاعات خاصة بالصحافة سواء المسموعة والمرئية والمكتوبة، إضافة إلى قاعتين شرفيتين للشخصيات الكبيرة، كما يتوفر هذا الصرح الرياضي أيضًا على قاعة خاصة بالاجتماعات، ناهيك عن مركز صحي رياضي يتوفر على جميع الوسائل الطبية والذي يعتبر مكسبا آخر لقصر حمو بوتليليس بما أنه حديث النشأة. كما كان لقصر الرياضة شرف استضافة أكبر البطولات والتظاهرات العالمية التي جرت بالجزائر، على غرار البطولة الإفريقية لكرة اليد للأندية عام 88 إضافة إلى الألعاب الإفريقية عام 1999 وألعاب عربية في 2004، ناهيك عن البطولة العالمية للكرة الطائرة أواسط عام 2005 وذلك في طبعتها ال 21، لتكون الألعاب الإفريقية عام 2007 اخر تظاهرة دولية تجرى بقصر الرياضة.
إعداد: خليفاوي مصطفى
تصوير: شعيب أسامة