الأولىحوارات

ميسوري رزقي دكتور وخبير في التدريب الرياضي التنافسي والنخبوي: ” إنشاء لجنة بارالمبية قد يغيّر واقع رياضة المعاقين نحو الأفضل “

بداية هل من الممكن أن نعرّف القراء بالدكتور ميسوري رزقي؟

“بداية مرحبا بكم وشكرا لكم على هذه الإستضافة عبر منبركم “جريدة بولا” التي تهتم بكل الرياضات وجميع التخصصات، معكم الدكتور ميسوري رزقي أستاذ التعليم الجامعي العالي في النشاطات البدنية والرياضية ودكتور في التدريب الرياضي التنافسي والنخبوي، ومترشح لنيل شهادة بروفيسور في ذات التخصص ومؤلف لعديد الكتب التي تهتم بالرياضيات الفردية، فضلا عن كوني ملاكم سابق لذا فيمكن القول إنني إقتحمت المجالين الرياضي والأكاديمي.”

بصفتك خبير ومحاضر دولي ومتابع لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، كيف تقيم واقع هذه الرياضة في الجزائر ومدى الاهتمام الذي تحظى به؟

“قبل الحديث عن واقع هذه الرياضة حاليا أوّد العودة لتاريخ تأسيسها الذي كان في بداية التسعينات ،حيث شارك في وضع النواة الأولى لها بعض المختصين في هذا المجال و كانت الإنطلاقة صعبة جدا بفعل قلة الدعم المالي واللوجستيكي مقارنة بالوقت الحالي الذي تتلقى فيه الإتحادية دعما سنويا بقيمة 23 مليار سنتيم و تضم 26 رابطة ولائية ،لكن على العموم و على قلة الإهتمام و الرعاية اللازمة التي تحظى به هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة  إلا أننا نملك العديد من الأبطال العالميين و البارالميين ،الأفارقة والعرب في العديد من التخصصات الفردية و حتى الجماعية.”

ماهي أبرز المشاكل التي تعاني من رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة؟

“أعتقد أن المشكل الأساسي لهذه الفئة يكمن في عدم إنشاء لجنة بارالمبية تهتم بالرياضيين و تعيد هيكلة الإتحادية من خلال تقسيمها إلى ثلاث إتحاديات، كل واحدة لها عملها و اهتمامها الخاص ،و ثاني مشكل يتمثل في عدم التنسيق بين إتحادية رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة و وزارة التضامن التي تملك العديد من المراكز على المستوى الوطني التي لا تفعّل حصص التربية البدنية بشكل مكيّف و متواصل، وهو الأمر الذي يقلّص من اكتشاف المواهب و يعيق العمل القاعدي ،لأن تفعيل هذه المراكز سيساعد حتما على ظهور العديد من الرياضيين على مستوى الوطن ،طبعا كلٌ حسب اختصاصه و مستوى إعاقته، وهنا أريد التطرق لنقطة مهمة لو سمحت”.

تفضل …

“رغم وجود 23 جامعة على مستوى الوطن تخرج لنا العديد من الإطارات والكفاءات في مجال النشاطات الرياضية والبدنية الموجهة لرياضيي ذوي الإحتياجات الخاصة، إلا أن هؤلاء لا يُستفاد من خبراتهم على مستوى الإتحادية وحتى على مستوى الرابطات الولائية وهذا بسبب عدم إعتماد شهاداتهم (ليسانس، ماستر، دكتوراه) من طرف وزارة الشباب والرياضة وهذا أيضا مشكل كبير يضاف لمجموعة المشاكل التي تعاني منها رياضة ذوي الهمم.”

حسب رأيك وبما أنك أحد المختصين، ما هي الحلول المقترحة للرقي بهذه الرياضة؟

“تسيير رياضية ذوي الاحتياجات الخاصة كان الأولى أن يكون من نصيب لجنة بارالمبية خاصة ، بدلا من إتحادية تهتم ب11 تخصصا و يسيرها عدد قليل من الأعضاء و هذا أمر غير كافٍ لتحسين واقع هذه الرياضة ،لكن و حسب آخر المعلومات التي تصلنا بما أننا متابعين لهذه الرياضة ،فالدولة إستجابت لاقتراحات المختصين وهي تعمل الآن على إعادة هيكلة هذا الإختصاص من خلال إنشاء لجنة بارالمبية تضم ثلاث إتحاديات ( إتحادية المكفوفين و ضعاف البصر ،إتحادية المعاقين ذهنيا ،إتحادية المعاقين حركيا ) ،يحدث كل هذا في ظل وجود ختم اللجنة البارالمبية لكنه يُستغل بطريقة غير قانونية من طرف البعض ،لذا نتمنى أن يتدخل المسؤولون في الوزارة سريعا لإعادة الإعتبار لهذه الرياضة التي تبقى مشروع دولة بالنسبة لجميع المعاقين.”

كيف تقيّم عمل الإتحاديات المتعاقبة على رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة؟

“بالنسبة للعهدات الثلاث الأولى وحتى العهدة الرابعة فقد كان هناك عملية تأسيس لهذه الإتحادية التي تهتم برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث كانت تعاني في البداية من ندرة الرياضيين و كذا غياب أو قلة الدعم المالي اللازم لكن و مع ظهور الأيقونة محمد علاق سنة 1996 بدأ الإهتمام نوعا ما بهذه الفئة ،لكن حاليا المكتب الحالي للإتحادية يسير بتيارين أحدهما يعمل مع الرئيس الحالي محمد حشفة و الثاني معارض لطريقة التسيير التي يعتبر أنها سبب المشاكل التي يعاني منها الرياضيون ،كما أن البعض يتحدث عن وجود قضايا فساد داخل هذه الإتحادية و يطالب الوزارة المعنية بالتدخل .”

في نظرك ما هو سبب الصرخات المتكررة لرياضيي النخبة وهل تتحمل الاتحادية وحدها هذه المشاكل؟

“صرخات النجدة لا تقتصر على الرياضيين فقط، فقد سبق لبعض المدربين والتقنيين الحديث عن مشاكل الإتحادية ومعاناتهم مع الرئيس الحالي محمد حشفة، ولك أن تتخيل أن المكتب الحالي لاتحادية رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة لا يملك بطاقات إئتمان في حساباته البنكية، الأمر الذي حرم البطل برحال من المشاركة في دورة إيطاليا وهو أمر غير معقول ينّم عن طريقة تسيير غير احترافية وارتجالية لحشفة ومكتبه المسير الذي أصبح رحيله عن الإتحادية مطلب كل الرياضيين.”

هل هذا يعني أنك مع رحيل الرئيس الحالي للإتحادية محمد حشفة؟

“لست أنا فقط، فجميع رياضيي ذوي الاحتياجات الخاصة والأبطال البارالمبيين العالميين سئموا من الطريقة التي تسير بها أمور الإتحادية، بل حتى بعض أعضاء المكتب المسير أصبحوا معارضين له وما هذه الصرخات المتكررة للرياضيين إلاّ دليلٌ على فشل إتحادية حشفة في تحسين واقع رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، ما يعني أن التغيير على مستوى هرم هذه الإتحادية أصبح ضرورة حتمية.”

شكرا دكتور ميسوري على رحابة صدرك ونترك لكم الكلمة الأخيرة لتختموا بها هذا الحوار؟

“الشكر موصول لكم ولجميع القائمين على جريدة” بولا” التي أسعدني اهتمامها برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، وأريد أن أشير إلى أن مشروع النهضة برياضة المعاقين ينطلق بإنشاء لجنة بارالمبية هذا أولاً، وثانيا وجوب التنسيق بين الإتحادية ووزارة التضامن مستقبلا من خلال الإعتماد على أساتذة التربية البدنية المكيّفة من خريجي الجامعات حتى يسهل تكوين قاعدة من الرياضيين المعاقين تكون خير خلف لخير سلف.”

حاوره: نور الدين عطية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P