كأس إفريقيا للمحليين “غينيا 1 – 1 الجزائر ” تعادل مثير و التدارك مطلوب

في مباراة حبست الأنفاس حتى لحظاتها الأخيرة، اكتفى المنتخب الوطني الجزائري للمحليين، مساء أمس بنتيجة التعادل الإيجابي (1-1) أمام نظيره الغيني، في إطار الجولة الثالثة من دور المجموعات لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين “الشان” 2025، في مواجهة احتضنها ملعب العاصمة كامبالا، تحت إدارة الحكم الكاميروني عبدو ميفيري، وبمساعدة طاقم من البورندي وكينيا.
شوط أول سيطرة جزائرية بلا فاعلية
دخل “الخضر” المحليون اللقاء بعزيمة واضحة لانتزاع النقاط الثلاث، وفرضوا سيطرة ميدانية منذ الدقائق الأولى، ما أسفر عن سلسلة فرص محققة كانت كفيلة بترجيح الكفة. المهاجم أيمن محيوس أضاع فرصة ذهبية برأسية علت العارضة، فيما أهدر عبد الرحمان مزيان انفرادا صريحا أمام الحارس الغيني، كما ضاعت رأسية أخرى لزكريا دراوي وسط دهشة الجماهير.ورغم التفوق في الاستحواذ وصناعة اللعب، إلا أن الشوط الأول انتهى سلبيا، وسط احتجاجات جزائرية على عدم احتساب ركلة جزاء واضحة في الدقيقة 17، إثر تدخل المدافع الغيني محمد دياباتي على بلال بوخرشاوي داخل منطقة العمليات، في لقطة أثارت جدلا بعد تجاهل الحكم اللجوء لتقنية الفيديو المساعد“VAR”.
سيناريو مغاير في الشوط الثاني
مع بداية المرحلة الثانية، أجرى المدرب مجيد بوقرة تعديلا دفاعيا بإقحام نوفل خاسف أساسيا مكان إلياس شتي، مع إدخال تغييرات هجومية لاحقا في الدقيقة 59، حيث أشرك سفيان بيازيد، مهدي مرغم، وضياء الدين مشيد مكان محيوس، بوخرشاوي، وبلحسيني. لكن عكس مجريات اللعب، باغت المنتخب الغيني نظيره الجزائري في الدقيقة 64، مستغلا خطأ وسط الميدان مرباح ميصالة، حيث خطف إسماعيل كامارا الكرة وأودعها الشباك، مانحا التقدم لمنتخب بلاده. هذا الهدف أربك “الخضر” وأجبرهم على مضاعفة الجهد بحثا عن التعديل، قبل أن تأتي اللحظة المنتظرة في الدقيقة 88، عندما نجح البديل سفيان بيازيد في ترجمة تمريرة مزيان الحاسمة إلى هدف التعادل، وسط فرحة جزائرية أعادت الأمل ولو جزئيا.
التعادل أمام غينيا، رغم أنه أنقذ نقطة، إلا أنه جاء بطعم الخسارة، بالنظر إلى مجريات اللقاء وعدد الفرص المهدورة، خاصة في الشوط الأول الذي شهد أفضلية جزائرية واضحة. النتيجة جعلت مهمة “الخضر” في التأهل إلى ربع النهائي أكثر تعقيدا، حيث باتوا مطالبين بتحقيق نتيجة إيجابية في المباراة القادمة وانتظار ما ستسفر عنه باقي المواجهات. هذا و أظهر المنتخب الجزائري للمحليين قدرة على صناعة اللعب والضغط العالي، لكن غابت عنه اللمسة الأخيرة أمام المرمى، إضافة إلى بعض الهفوات الدفاعية التي كلفته أهدافا في مباريات سابقة.
بوقرة اعتمد على المرونة التكتيكية وتغيير مراكز اللاعبين الهجوميين في محاولة لاختراق الدفاع الغيني، لكن افتقاد الفعالية كان العامل الحاسم. ورغم الأخطاء، فإن شخصية الفريق ظهرت في الإصرار على العودة في النتيجة وعدم الاستسلام، وهو ما قد يشكل نقطة قوة إذا ما تم استثمارها في اللقاء الحاسم القادم.
خليفاوي مصطفى