وجهة نظر بولا

كتب خليفاوي اليوم … ظاهرة اجتماعية

ما صنعه الناخب الوطني جمال بلماضي منذ توليه مهام قيادة العارضة الفنية للمنتخب الوطني الجزائري لا يستحق التنويه و الإشادة فحسب، بل يجب أن يدرس كظاهرة اجتماعية خارقة استطاعت أن تغير العديد من المفاهيم في الأوساط الجزائرية، و مثال صغير على ذلك، هو زيارته لمستشفى الأمراض السرطانية للأطفال. و رغم أن الكوتش جمال كان مرفوقاً بوالي ولاية البليدة و العديد من السلطات المحلية، إلا أن لا الصحافة و لا المتابعين كانوا قد انتبهوا لذلك لأن أفضل مدرب في إفريقيا كان قد خطف كل الأضواء، و لو أن أحد من السياسيين أو غيرهم كان قد قام بزيارة مماثلة لمستشفى الأطفال، لكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد انقلبت رأساً على عقب بالتعليق بأن كل ما في الأمر لا يتعدى التباهي و الرياء و غيرها من الأمور التي لا تسمن و لا تغني من جوع، و لكن ما قام به بلماضي نال إشادة واسعة، و هذا إن دل على أمر فإنما يدل على الثقة المطلقة التي بات يحظى بها بلماضي اليوم في أوساط الجزائريين، و حتى خياراته الفنية لم تعد تطرح الجدل أو التساؤل، و القول الراجح في أوساط الشعب بات اليوم ( مادام بلماضي قال هكذا، فإنه صحيح) أو بالعامية، ( تعرف خير من بلماضي؟)

ما يفعله بلماضي من تلقين للوطنية القح في أوساط الجزائريين يجب أن يدرس و يحلل و يلقن للأجيال القادمة، بما أن الجيل الحالي فقد الثقة في كل شيء تقريباً، على أمل أن يكون لنا بلماضي في كل مجال مستقبلا لنرى الجزائر التي نحلم بها بعدما كسبنا المنتخب الذي كنا نحلم به طيلة أعمارنا.

خليفاوي مصطفى 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى