كرة القدم النسوية … آفاق غليزان في تحدٍّ صعب بدورة شمال إفريقيا

يستعد نادي آفاق غليزان للسيدات لخوض تجربة جديدة في الملاعب القارية حين يشد الرحال إلى الأراضي التونسية للمشاركة في دورة شمال إفريقيا المؤهلة لرابطة أبطال إفريقيا و المقررة ما بين 31 أوت و 9 سبتمبر على أن تقام المنافسات في مدينتي سوسة و المنستير في موعد إقليمي بارز يجمع أفضل الفرق النسوية في المنطقة ما يجعل التحدي كبيرًا أمام ممثلة الجزائر الوحيدة في هذه الدورة.

تشكيلة الآفاق عوضت آقبو” المنسحب” في آخر لحظة

و جاءت مشاركة آفاق غليزان لتعويض نادي آقبو بطل الجزائر الموسم المنصرم الذي تعذّر عليه الحضور ليجد النادي الغليزاني نفسه أمام مهمة ثقيلة بأدوات محدودة، و بالرغم من ضيق الوقت عمل الطاقم الفني بقيادة المدرب محمد عزوز على تجهيز التشكيلة المتوفرة لإظهار صورة مشرفة للكرة النسوية الجزائرية رغم كل العراقيل التي واجهتها المجموعة خلال التحضيرات.

تحضيرات محلية وسط نزيف الأسماء

و أجرى آفاق غليزان كامل تحضيراته داخل مدينة غليزان، دون خوض تربصات خارجية أو مباريات ودية قوية و هو ما يزيد من صعوبة المهمة أمام منافسين يمتلكون خبرة و تجهيزات أكبر كما أن الفريق عانى أيضًا من نزيف حاد في تركيبته بعدما فضلت العديد من اللاعبات الانتقال نحو فرق أخرى لأسباب مالية على غرار نادي آقبو و شبيبة القبائل وهو النزيف ألقى بظلاله على خيارات المدرب عزوز الذي وجد نفسه مجبرا على إعادة ترتيب الأوراق بما هو متاح. و تكمن المفاجأة الكبرى في طبيعة التعداد الذي سيمثل آفاق غليزان في دورة تونس إذ يضم الفريق 7 لاعبات فقط من الأكابر مقابل 14 لاعبة من فئة أقل من 20 سنة إضافة إلى 3 لاعبات من فئة أقل من 17 سنة، و هي الأرقام التي تعكس حجم التحدي و تؤكد أن الفريق سيعتمد بشكل كبير على حيوية الشابات اللاتي يفتقدن للتجربة القارية في مواجهة أندية تملك رصيدًا كبيرًا من المباريات على المستوى الإفريقي.

منافسة قوية و ظروف صعبة

كما ستعرف الدورة مشاركة أربعة فرق و هي: نادي سوسة التونسي، آفاق غليزان الجزائري، أف سي مصر المصري و الجيش الملكي المغربي، هذا الأخير الذي يعتبر أبرز المرشحين للتأهل بحكم تتويجه بالنسخة الماضية من رابطة أبطال إفريقيا و هي المعطيات التي جعلت إدارة آفاق غليزان تحدد هدف المشاركة المشرفة دون وضع ضغط إضافي على اللاعبات خاصة و أن التأهل سيكون من نصيب صاحب المركز الأول فقط.

غياب الدعم المالي يفاقم الأزمة

و لم تتوقف أزمة آفاق غليزان عند حدود نزيف اللاعبات بل امتدت إلى غياب الدعم المالي و المرافقة الإدارية التي كانت سببًا رئيسيًا في فقدان أبرز العناصر التي صنعت بريق الفريق في المواسم السابقة وهو الغياب الذي أثر على التحضيرات و أضعف القدرة التنافسية ليجد النادي نفسه أمام واقع صعب لكن بالإرادة يمكن أن يصنع المفاجأة و يثبت أن الروح القتالية قادرة على تعويض النقص في الإمكانيات.

محمد عزوز (رئيس النادي):“ذاهبون من أجل مشاركة مشرفة”

“ندرك تمامًا حجم التحدي الذي ينتظرنا في دورة شمال إفريقيا، خصوصًا في ظل الظروف التي مر بها الفريق قبل السفر إلى تونس لذلك نحن ذاهبون بهدف تقديم صورة مشرفة عن الكرة النسوية الجزائرية، حتى و إن كانت حظوظنا في التأهل ضعيفة بالنظر إلى قوة المنافسين ما يهمنا هو تحفيز اللاعبات الشابات و منحهن فرصة الاحتكاك القاري لأنه استثمار للمستقبل.”

مصور فايزة (مسيرة النادي):“مغادرة أبرز اللاعبات سيصعب الأمور علينا”

“من الطبيعي أن تكون مهمتنا معقدة بعد مغادرة العديد من الركائز الأساسية نحو فرق أخرى لأسباب مالية، هذا الأمر جعلنا نعيد بناء التشكيلة في ظرف قياسي و هو ما يفرض علينا التحلي بالواقعية في تحديد أهدافنا. نعتبر هذه المشاركة بمثابة تحضير للموسم الجديد، و سنعمل على استغلالها لتجهيز فريق تنافسي في البطولات المحلية المقبلة.”

رباحي زازة (قائدة الفريق):“سنفعل كل ما بوسعنا لتشريف كرة القدم النسوية الجزائرية”

رغم الصعوبات التي واجهناها إلا أن عزيمتنا كبيرة لتقديم أفضل ما لدينا فوق الميدان، سنلعب دون ضغوط لكن بروح المسؤولية التي تليق بحمل ألوان الجزائر في هذا المحفل القاري، نحن نعلم أن المنافسة قوية لكن كرة القدم لا تعترف بالمستحيل، و سنقاتل من أجل تشريف اسم آفاق غليزان و الكرة النسوية الجزائرية.”

نور الدين عطية