كرة اليد … نادي وفاق سيق .. نموذج في التكوين والتألق الشباني

في قلب مدينة سيق بولاية معسكر، يبرز نادي وفاق سيق لكرة اليد كنموذج رياضي فتي، اختار أن يضع التكوين الشباني في صلب مشروعه الرياضي، متخليًا مؤقتًا عن فكرة فريق الأكابر، ليؤسس قاعدة صلبة من المواهب الصاعدة، ويؤكد أن بناء المستقبل يبدأ من القاعدة. رغم حداثة تأسيسه، استطاع وفاق سيق أن يفرض نفسه كأحد أبرز أقطاب التكوين في كرة اليد على مستوى ولاية معسكر. يضم النادي خمس فئات شبانية: أقل من 11 سنة، أقل من 13 سنة، أقل من 15 سنة، أقل من 17 سنة، وأقل من 19 سنة، مع طموح واضح لتأسيس فريق أكابر في المستقبل القريب. هذا التوجه جاء استجابة لتزايد الإقبال على ممارسة كرة اليد في المدينة، خاصة بعد الإنجازات التي حققتها مولودية سيق، التي صعدت إلى القسم الممتاز لأول مرة في تاريخها.
نتائج مشرفة وتظاهرات ناجحة
يقود مشروع وفاق سيق طاقم شاب وطموح، على رأسه المدرب وليد عامر، لاعب مولودية سيق السابق، الذي يشرف على فئة أقل من 15 سنة، ويؤكد أن كرة اليد في سيق تشهد تطورًا كبيرًا بفضل العمل القاعدي . إلى جانبه، يبرز الرئيس الشاب بن سليم يوسف، الذي يسهر على تنظيم التظاهرات الرياضية والتكوينية، رغم الإمكانيات المحدودة. كما يحظى النادي بدعم معنوي كبير من لاعبين سابقين تألقوا في الملاعب الجزائرية، مثل حمراني وخليفة، الذين لا يبخلون بخبراتهم ونصائحهم لتوجيه الجيل الجديد. رغم غياب فريق أكابر، يحقق وفاق سيق نتائج مميزة على مستوى البطولة الولائية. وفي نهائي كأس الولاية لفئة أقل من 13 سنة، فاز الفريق على اتحاد عين فكان بنتيجة 20-15، مؤكدًا تفوقه في هذه الفئة . كما نظم النادي دورة ناجحة بمناسبة عيد النصر، شاركت فيها فرق من مختلف بلديات الولاية، وشهدت حضورًا جماهيريًا مميزًا، ما يعكس مكانة النادي في الساحة الرياضية المحلية.
تكوين شامل ومواهب واعدة
يولي وفاق سيق أهمية كبيرة للتكوين الشامل، حيث يحرص على تنمية المهارات الفنية والبدنية للاعبين، إلى جانب ترسيخ القيم الأخلاقية والانضباط. من بين المواهب الصاعدة، يبرز مخدوم سعد، لاعب فئة الأصاغر، الذي يطمح لتمثيل المنتخب الوطني يومًا ما، ويجمع بين الدراسة، الرياضة، وحفظ القرآن الكريم . كما يعبر لاعبو الفئات الشبانية عن طموحات كبيرة للتعلم والتطور، بفضل الدعم المستمر من المدربين والإدارة. يواجه النادي تحديات مالية كبيرة، تتمثل في نقص الوسائل البيداغوجية والبذلات الرياضية الموحدة، ما يعيق بعض الشيء عملية التكوين. رغم ذلك، يواصل الطاقم الفني والإداري العمل بتفانٍ مراهنين على شغف اللاعبين وحبهم للعبة.
عمار ماهر عبد الخالق (لاعب فئة أقل من 11 سنة):“أحلم بأن أشرف الراية الوطنية دوليا”

“انضمامي إلى نادي وفاق سيق لكرة اليد كان بمثابة الحلم الذي تحقق. منذ التحاقي بالفريق، وأنا أشعر بفرحة كبيرة لأنني أمارس الرياضة التي أحبها، وأتعلم أشياء جديدة في كل حصة تدريبية. المدرب يشجعنا دائمًا ويعلّمنا كيفية التعاون مع زملائنا داخل وخارج الملعب. أطمح يومًا أن أكون لاعبًا كبيرًا في المنتخب الوطني، وأشارك في البطولات الكبرى، وأن أرفع علم الجزائر عاليًا في المحافل الدولية. وفاق سيق هو بيتي الثاني، وكل أصدقائي هنا أصبحوا مثل إخوتي.”
سرير إسلام (لاعب فئة أقل من 11 سنة):“وفاق سيق منحني الفرصة لتحقيق أحلامي”

“منذ أن تعرّفت على كرة اليد، أصبحت هذه الرياضة شغفي الأول. أحب كثيرًا التدريبات، والمباريات التي نلعبها، والأجواء الرائعة التي نعيشها مع المدربين وزملائنا. وفاق سيق وفّر لنا كل الظروف لنمارس الرياضة التي نحبها، وأعتبر النادي بيتي الثاني الذي أجد فيه الراحة والدعم. طموحي كبير، وأتمنى أن أواصل العمل لأصبح حارس مرمى متميزًا، وأساهم في تحقيق البطولات لفريقي ولمدينتي سيق. أشكر المدربين والقائمين على النادي لأنهم يمنحوننا الفرصة لنعيش أحلامنا.”
بشير بن مهدي (لاعب فئة اقل من 11 سنة):“أطمح أن أصبح لاعبا معروفا في كرة اليد الجزائرية”

“وفاق سيق بالنسبة لي أكثر من مجرد نادٍ رياضي، إنه مدرسة نعيش فيها أوقاتًا جميلة ونتعلم قيمًا نبيلة. أنا فخور بكوني لاعبًا ضمن فئة أقل من 11 سنة. كل يوم نتعلم شيئًا جديدًا في التدريبات، سواء في الجانب الفني أو الأخلاقي. أطمح لأن أصبح لاعبًا معروفًا في كرة اليد الجزائرية، وأتمنى أن أحقق الألقاب والكؤوس مع فريقي، وأن أشارك يومًا في بطولات وطنية ودولية. أشكر مسؤولي النادي الذين لم يبخلوا علينا بأي شيء، ووفّروا لنا كل الظروف لنمارس رياضتنا المفضلة.”
بن سليم يوسف (رئيس النادي):“نحن في خدمة كرة اليد بسيق”

“حين قررنا إعادة بعث نشاط وفاق سيق لكرة اليد، كنا نؤمن أن هذه المدينة العريقة قادرة على العودة بقوة إلى الساحة الرياضية. المشروع الذي أطلقناه يرتكز أساسًا على العمل القاعدي، من خلال تكوين الفئات الشبانية، لأنهم مستقبل الفريق والمدينة. حاليًا، نضم خمس فئات شُبانية ناشطة: أقل من 11، و13، و15، و17، و19 سنة، في انتظار أن يكون لنا فريق أكابر في المستقبل القريب يضم أبناء النادي. النتائج التي نحققها على مستوى البطولة الولائية مشرفة جدًا، والأهم من ذلك أننا نكوّن أبطالاً صغارًا يتعلمون حب الرياضة والالتزام والأخلاق. وفاق سيق أصبح مدرسة حقيقية، والدليل احتضاننا للعديد من التظاهرات والدورات التكوينية، آخرها بمناسبة عيد الطفولة، والتي عرفت مشاركة واسعة ونجاحًا كبيرًا. نحن نعمل بمساندة لاعبي كرة اليد السيقلية القدامى الذين شرفوا المنطقة أمثال حمراني وخليفة، وبفضل شباب طموح من أبناء المدينة مثل وليد عامر، وكل الطاقم التقني. أؤكد أن طموحنا يتعدى مجرد تحقيق نتائج آنية، بل هو مشروع تنموي رياضي لصناعة جيل جديد من الأبطال.”
نبيل شيخي