كرة اليد .. نصر تيغنيف… مدرسة رياضية طموحة في خدمة الكرة الصغيرة

في زمن أصبحت فيه كرة اليد تعاني من غياب الاهتمام بالفئات الشبانية، يبرز اسم نصر تيغنيف كواحد من النوادي النشطة والفاعلة في مجال التكوين القاعدي، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا: بناء جيل واعد قادر على حمل المشعل مستقبلاً ورفع راية تيغنيف عاليًا في مختلف المنافسات الجهوية والوطنية. رغم أن الفريق لا يمتلك حاليًا تشكيلة على مستوى الأكابر، إلا أن ذلك لم يكن عائقًا أمام الطاقم الفني والإداري في النادي، بل شكّل دافعًا أكبر للعمل على المدى البعيد. فقد اختار نصر تيغنيف أن يسلك الطريق الأصعب والأكثر استدامة: الاستثمار في الفئات الشبانية. يشارك النادي هذا الموسم في البطولة الولائية بكل من فئات أقل من 11 سنة، أقل من 13، أقل من 15، وأقل من 17 سنة، ما يعكس حجم العمل والجهد المبذول في سبيل تكوين نواة قوية، قادرة على تمثيل النادي بشكل مشرّف لسنوات قادمة.
نتائج مشجعة
ما يميز نصر تيغنيف لكرة اليد ليس فقط المشاركة بعدة فئات، بل النتائج المشرفة التي يحققها شبّانه على مستوى البطولة الولائية، حيث سجلت الفرق الصغرى حضورًا قويًا وأداءً مميزًا، جعل العديد من المتابعين يشيدون بالتنظيم والانضباط وروح المنافسة التي يتمتع بها اللاعبون الصغار. فئة أقل من 11 سنة، على سبيل المثال، تألقت مؤخرًا في الدورة الودية التي احتضنتها مدينة سيق بمناسبة عيد الطفولة، حيث أظهر الصغار موهبة واضحة وقدرة على مقارعة أفضل الفرق المشاركة، ما ينبئ بمستقبل مشرق لهؤلاء اللاعبين الذين يُعَدّون مفخرة لكرة اليد المحلية.
تأطير في المستوى وبيئة ملائمة للنمو الرياضي
ما يجعل هذا المشروع الرياضي أكثر أهمية هو أن الفئات الشبانية تخضع لتأطير نخبة من المدربين والمربين المتمرسين، ممن يملكون رؤية واضحة ويعملون بتنسيق تام وفق برنامج مدروس يراعي الجوانب البدنية، الفنية، التكتيكية، وحتى النفسية والتربوية. كل مدرب داخل النادي يسهر على تطوير لاعبيه، ليس فقط ليكونوا رياضيين ناجحين، بل أيضًا قدوة في الانضباط والروح الرياضية، وهو ما ينعكس إيجابًا على سلوك اللاعبين سواء داخل القاعة أو خارجها. رغم غياب فئة الأكابر حاليًا، إلا أن القائمين على النادي لا يرونه غيابًا دائمًا، بل خطوة مؤقتة ضمن خطة استراتيجية تهدف إلى تأسيس فريق أكابر قوي في السنوات القادمة، يتكون بنسبة كبيرة من أبناء النادي الذين تدرجوا في مختلف الفئات العمرية. إن قصة نصر تيغنيف لكرة اليد هي قصة أمل ومثابرة، حيث آثر النادي أن يبدأ من الصفر، وأن يُراهن على أبناء تيغنيف ليكونوا نجوم الغد. فبهكذا مشاريع تُبنى الفرق الكبيرة، وبهكذا رؤية تُبعث الروح في الرياضة الجزائرية.
صافة محمد (مدرب فئة أقل من 11 سنة):“نعمل على تكوين جيل جديد من اللاعبين”

“نحن نؤسس لجيل جديد من لاعبي كرة اليد في تيغنيف، نعتمد على العمل القاعدي والتكوين العلمي للناشئة. النتائج المشرفة التي تحققها الفئات الصغرى حاليًا هي ثمرة الانضباط والالتزام داخل النادي. نطمح لمواصلة العمل على هذا النهج حتى نصل يومًا لتشكيل فريق أكابر من أبناء النادي، ليكون امتدادًا طبيعيًا لهذا المشروع التكويني.”
جازولي محمد (عضو مسير):“هدفنا بناء مدرسة لكرة اليد بتيغنيف”

“نحن نشتغل بصمت وبإصرار من أجل هدف واحد، وهو بناء مدرسة لكرة اليد بتيغنيف. النتائج المحققة إلى حد الآن تجعلنا متفائلين بمستقبل مشرق لهذه المواهب. نحتاج فقط إلى دعم إضافي من السلطات وأبناء المنطقة لمواصلة هذا المشروع. لدينا طاقم فني كفء ولاعبون موهوبون يستحقون الأفضل.”
قنوني عبد الحليم (لاعب فئة أقل من 11 سنة):“أحلم أن ألعب مع الأكابر في المستقبل”

“أنا سعيد جدًا باللعب في هذا الفريق. تعلمت أشياء كثيرة هنا بفضل المدربين، وأحب التمارين والمباريات. حلمي أن أواصل التدريب حتى أصبح لاعبًا في الأكابر وأرفع كأس مع الفريق الكبير.”
بن دحو عبد الحق (لاعب فئة أقل من 11 سنة):“فرحتي كبيرة بعد المشاركة في دورة سيق”

“فرحتي كبيرة بعد المشاركة في دورة سيق. لعبنا مباريات صعبة وفزنا على فرق قوية. كنت سعيدًا لأن المدرب شجعني وزملائي دعموني. أحب كرة اليد كثيرًا وسأواصل العمل حتى أصبح لاعبًا كبيرًا.”
نبيل شيخي