كفانا استهتاراً نحن أمام وباء قاتل
تواصل جريدة بولا حملتها التحسيسية بخطورة جائحة كورونا اللعينة، و التي بدأت تنهش الجزائر بتفاقم عدد الإصابات و الوفيات من يوم إلى آخر، مع تواصل لا مبالاة عدد كبير من المواطنين بضرورة الإلتزام بالحجر الصحي، و إتباع تعليمات المختصين، و هذا ما جعل جريدة بولا تواصل مساعيها الرامية لتحسيس المواطنين و القراء و متابعيها بخطورة الوضع، و هذا من خلال تقربها من أخصائيين و صحفيين و رياضيين، للحديث عن هذا الموضوع..
♦كريم حرش (إعلامي وأخصائي نفساني): “لابدّ من الإنضباط و الإلتزام بالبيوت و بالتدابير الوقائية”
” اليوم وجب علينا أن نعي الوضعية التي يمر بها العالم عامة وبلادنا خاصة ، إنها جائحة فيروس كورونا الذي قهر أقوى المنظومات الصحية العالمية ، وأبهرهم بسرعة انتشاره وعدد الإصابات به والوفيات المنجرة عنه ، ولسنا بمنأى عما يحدث نظرا للأعداد المتزايدة من الإصابات بهذا الفيروس، لهذا لزم علينا أن نبذل أقصى ما بوسعنا لنوعي ونحسس بخطورة الوضع ، فالعديد من بين مكذب ومستهتر وغير واعي ولا مبالي بما يحدث، و آخر ملتزم بالتدابير الوقائية ، وهناك من بلغ به الخوف والقلق المبالغ فيه ، ليصل حّد الإرتباك والتوتر و خلق اضطرابات نفسية ، قد تتحول إلى أمراض جسدية أمام هذا الواقع ما هو المطلوب منا كمواطنين ؟ ينبغي أن نتحلى أولا بالصبر، ثم التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب والتدابير الوقائية المنصوص عليها ، وعلى رأسها البقاء في منازلنا ، فهو ضمان لسلامتنا وصحتنا ووقايتنا من هذا الفيروس، فخطورته تزداد يوما بعد يوم ، وعدد الإصابات تتصاعد بشكل مخيف ، والوفيات كل يوم ، لهذا لابد لنا من الإنضباط و الإلتزام بالبقاء في البيوت، لأنه حاليا كل شخص يمثل مصدر خطر عند الإقتراب منه أو معانقته أو مصافحته ، وقد يتسبب في نقل الفيروس ، لأن فترة حضانة الفيروس تدوم14 يوما ، وهنا يمكن أن لا تظهر على الشخص الحامل لهذا الفيروس أعراض الإصابة ، لكنه يتسبب في نقل الفيروس لآخرين، لهذا الحل في البقاء في البيوت و عدم الخروج إلى للضرورة القصوى مع الأخذ بالتدابير الوقائية كارتداء الكمامة في الأماكن العمومية والتباعد الفيزيائي أي عدم ملامسة أو الإحتكاك ببعضنا البعض، أو المعانقة أو المصافحة أو التقبيل، ويجب ترك مسافة أمان صحي بيننا ، والأفضل الإلتزام بالبقاء في البيت ، مع ضرورة الإكثار من غسل اليدين عدة مرات باستعمال الصابون السائل ،وبالغسل الجيّد ليشمل كل منطقة باليد، مع نزع الخواتيم أو الساعات أو مجوهرات إن كانت في اليد ، وإن كنت بمكان ليس به ماء وصابون ، ينصح بالمطهر الكحولي شريطة ، و عند السعال أو العطس يرجى استخدام المناديل الورقة ورميها عند الإنتهاء في مكان مخصص لذلك ، واستخدام المرفق عند العطس أو منديل ورقي ،وعدم البصق في أي مكان ، وعدم حك أو لمس العينين أو الأنف أو الفم أو الوجه عمومي ، حتى تقوم بغسل يديك جيدا ، نزع الأحذية عند باب البيت أو وضع أكياس مخصصة في أسفل الحذاء عند الخروج ونزعها عند الدخول ورميها في مكان خاص بالأوساخ ، تعقيم البيت وتطهير باستمرار بمواد التطهير وتهويته طيلة اليوم ،وعرض الملابس و الأغطية والأفرشة على أشعة الشمس ، تعقيم أقفال الأبواب ، و المفاتيح وكل ما يمكن أن تمسه أيادي أخرى، و أيضا التخلص من الأكياس البلاستكية التي تقتني بها لوازمك عند مدخل باب البيت ، لأن هناك امكانية لمسها من الغير ، الحذر عند اقتناء الخبز أو مواد استهلاكية يمكن أن يمسها الغير مثل بعض الخضر أو الفواكه أيضا حتى يتم غسلها جيدا ، وتبقى السلامة في البقاء بالبيت ،ويجب أن تسعى لتقوية مناعتك من خلال مأكولات غنية بالفيتامينات والحرص على الخضر و الفواكه ، مع أخذ القسط الكافي من النوم، و الحفاظ على الصحة النفسية ، من خلال الإبتعاد عن التوتر والتكيف مع الضغوط النفسية وإدارة الناجم عن الخوف من الإصابة بهذا المرض ، من خلال نصائح المختصين في وضع برنامج متنوع خاص بفترة بقائك في البيت ، مع الحرص على التقليل من متابعة الأخبار المتعلقة بعدد الإصابات و الموتى ، والإشتغال بما يفيدك ، والتخلص من الأفكار السلبية والوساوس المتعلقة بحالتك الصحية أو الشك في مقدرة جسمك على مواجهة المرض أو ما شابه ، فالثقة بالنفس لا تعني هنا اللامبالاة ، بل يجب أخذ الحيطة والحذر ولكن دون مبالغة في ذلك حتى تصبح هاجسا يقلقك وينغص حياتك ، ينبغي معرفة كيفية التعامل مع الأطفال في هذه المرحلة ووقايتهم مع شرح مبسط لهم لما يحدث حتى لا يقلقوا بشأن الوضع العام ، ومراقبتهم للإلتزام بغسل اليدين وعدم الخروج او ارسالهم لقضاء بعض الحاجيات أو اللوازم ، ووسط كل هذا يبقى لنا التفاؤل والثقة بالله و الإيمان بقضاء الله وقدره مع الأخذ بالأسباب الوقائية والبقاء في البيوت والخروج إلا للضرورة ، ويجب أيضا ألا نغفل أمر مهم في ظل هذه الحالة ، وهو التضامن فيما بيننا ومساعدة بعضنا بعض ، لتوفير المواد الأساسية لكل المحتاجين و تسهيل مهام العاملين في الصحة ورفع معنوياتهم ، وكل العاملين في ظل هذه الجائحة ، والذين هم الأكثر عرضة للإصابة ، مع الإكثار من الدعاء والصلاة والإلتجاء إلى الله لرفع هذا البلاء عنا ودفع الضر و الحفاظ على النفوس.”
♦أحمد شتوان (صحفي ومدوّن): “الحجر الصحي إيجابي بكل ما فيه “
” الحجر المنزلي فرصة ثمينة لاكتشاف ذواتنا. برأيي ان فترة الحجر المنزلي هي فرصة ثمينة للقيام بكل ما لم نكن نستطع القيام به سابقاً لضيق الوقت والانشغال بالأمور الاعتيادية، يمكننا استغلال هذه الفترة في العديد من الأنشطة الممتعة والمفيدة بعيداً عن أعباء العمل والمجاملات الاجتماعية. فبإمكاننا مثلاً قراءة تلك الكتب المتكدسة التي وعدنا أنفسنا بقراءتها يوماً ما واتخذنا من الانشغال عذراً واهياً، الآن يمكننا الانغماس في عالم القراءة الشاسع دون مقاطعة، وفي عصر التكنولوجيا أصبح بإمكاننا ممارسة مختلف التمارين الرياضية في منازلنا عن طريق المواقع التي توفر هذه البرامج الرياضية، وهو الأمر المهم جداً في فترة الحجر المنزلي للحفاظ على صحة العضلات والمفاصل وضبط التوازن الهرموني والذي يجعلنا بمزاج أفضل. كذلك فإن الحجر المنزلي فرصة للهدوء والاسترخاء والتريث قليلاً في زمن يقدس السرعة، نستطيع الآن التأمل وإعادة تقييم أنشطتنا اليومية وعلاقاتنا الاجتماعية، والحفاظ على الجيد والثمين منها والتخلص من العادات– وكذلك العلاقات- السُميّة المضرة ! وقد يكون هذا النسوك الإجباري فرصة لإعادة اكتشاف ذواتنا والخوض في بواطنها، وممارسة طقوسنا الخاصة التي تبعث على الهدوء والطمأنينة. وقد تكون فترة الحجر فرصة للتعاطف مع أولئك الأقل حظاً والمجبورين على البقاء في المنزل كالمرضى والمسنين والقائمين على رعايته من يدري؟ فلربما كان هذا الفيروس قادراً على إيقاف الحروب والأنانية البشرية، وإن كان ذلك لفترة مؤقتة. لا داعي للهلع، فإن الالتزام بالإجراءات الوقائية والمكوث في المنزل هو كل ما يلزمه الأمر لحمايتنا من العدوى، هنا اختبار حقيقي لصحتنا النفسية ومدى استقرارنا، فهل سنصبح فريسة سهلة للقلق وسيل الأخبار الذي لا ينتهي؟ أم سنتخطى الأزمة بمرونة وثبات؟ فلنتحلَّ بالهدوء والسلام الداخلي، ولننتهز الفرصة لتهذيب الذات، فالأزمات هي النصل الحاد الذي يصقل جوهر النفس البشرية، فيظهر أجمل ما في بواطنها.”
♦بوخميس عفيف اسكندر (صحفي):”الإلتزام بالحجر الصحي أمر إجباري”
الجزائر وصلت إلى مرحلة حساسة من هذا الوباء العالمي لذا أصبح من الإجباري الإلتزام بالحجر الصحي وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى مع تفادي التجمعات والأماكن المزدحمة. في هذه الأيام أنا أقضي معظم الوقت بالمنزل و لا أغادره إلا للضرورة خاصة من أجل إقتناء ما يلزم البيت… و أتجنب في ذلك المحلات التي تشهد إزدحاما تفاديا للإحتكاك، في المنزل أستغل الوقت في مشاهدة بعض مباريات كرة اليد خاصة من بطولة أوروبا الماضية بالإضافة إلى الدردشة المطولة مع عدد من الأصدقاء و مشاهدة بعض الأفلام و الفقرات الوثائقية، كما أنني أحاول إستغلال هذا الوقت من أجل العمل أكثر على إعداد مذكرة تخرجي (ماستر)، و طبعا في مثل هذا الظرف أحرص حرصا شديدا على الإلتزام بإجراءات الوقاية من وباء كورونا و الإهتمام بالنظافة، و بما أن ضغوطات العمل قد تقلصت بفعل الظروف الحالية فإنني منحت بعض الوقت للتحضير و التخطيط لما هو قادم على مستوى تغطية منافسات كرة اليد وذلك بعد أن تنجح بلادنا في تجاوز الأزمة الصحية بإذن الله.”
♦ميلود رضوان (صحفي): “الوضع يزداد خطورة ولا مجال للتهاون، وكان الله مع إخوتنا في البليدة”
” نحن نمر بفترة صعبة للغاية مثل باقي شعوب في العالم لهذا ادعو كل المواطنين ان يكون في مستوى و يجب عدم استهزاء بجائحة كورونا، و الله الوضع لا يدعو لتهاون يجب على كل المواطنين احترام الحجر المنزلي، و هذا لتجنب الكارثة التي وقعت في كل من إيطاليا، فعدم تطبيق وصايا الوقاية سيكون مصيره الموت، و هنا سيكون حساب آخر مع الله الذي دعنا لعدم إلقاء أنفسنا لتهلكة، لذا من منبر جريدة بولا المحترمة ادعو كل المواطنين لتحلي بصبر و احتساب هذا أمر الله تعالي الذي نطلب منه ان يرفع هذا البلاء على بلدنا و على كل سكان العالم، و لدينا كل الثقة في الشعب الجزائري في رفع التحدي من أجل قضاء على وباء كورونا، و ادعو من الله تعالي ان يفرج هم و غبن أخواتنا في مدينة البليدة، و كل شبر من الجزائر الغالية كما ادعو تجار ان يتقوا الله في هذا الظرف الصعب و كافهم من احتكار و مضاربة.”