لازمو تدخل مرحلة الاحتضار والمدرسة في طريقها نحو الانهيار
عادت جمعية وهران سريعا لتكون ضمن الرباعي المهدد بشكل مباشر بالسقوط إلى القسم الثالث، بعد الهزيمة المرة التي تلقاها الفريق في الجولة الـ24 على يد رائد القبة بملعب الشهيد الحبيب بوعقل، إذ و بعد أسبوع واحد فقط عن مغادرة مراكز النزول بانتصار خارج الديار على حساب جيل عين الدفلى الغريق، ظن الكثيرون بأن أبناء المدينة الجديدة قد عادوا للسكة الصحيحة، لكن الحقيقة كانت مغايرة تماما، وتبين بأن لازمو لا تزال تعاني، ووضعيتها معقدة للغاية، على بعد 6 جولات فقط عن إسدال الستار عن القسم الثاني هواة.
الفريق يسير بخطى ثابتة نحو السقوط
ومما لا شك فيه، فان فريق جمعية وهران بات أقرب من أي وقت مضى للسقوط، فهامس الخطأ معدوم تقريبا، وكل الفرق المتواجدة على مستوى القاع لم تعد تتنازل عن النقاط بسهولة، بل و تحقق نتائج ايجابية داخل و خارج الديار، في حين يستمر نزيف النقاط على مستوى البيت الجمعاوي، فالسكاف على سبيل المثال تمكنت من قصف شباك مولودية سعيدة بثلاثية نظيفة، وهو ما عجزت عن لازمو التي سقطت على يد رائد القبة الساعي لتحقيق الصعود في منافسة شرسة للغاية مع مولودية البيض، وشباب عين تموشنت.
4 نقاط فقط من 18 نقطة ممكنة
ولتوضيح الحالة المزرية التي تمر بها الجمعية، هو أن الفريق و خلال الجولات الستة الماضية لم يتمكن من حصد سوى 4 نقاط، كانت عن طريق تعادل مخيب للآمال أمام وداد بوفاريك داخل أسوار ملعب الحبيب بوعقل، وفوز بعيدا عن القواعد في ضيافة جيل عين الدفلى، فيما تعرض رفقاء القائد عواد محمد الأمين لـ4 هزائم على يد كل من اتحاد الحجوط، مستقبل واد سلي، مولودية البيض، ورائد القبة، أي ضيعوا في المجموع 14 نقطة كاملة، وهو أمر غير مقبول تماما.
مشكل الدقائق الأخيرة يستمر
وعلى الرغم من تعاقب 3 مدربين على رأس العارضة الفنية لأبناء المدينة الجديدة، إلا أن المشكل الأكبر الذي يعاني منه الجمعاوة بعد مرور 14 جولة هو تلقي الأهداف القاتلة خلال الدقائق الأخيرة، وهو السيناريو الذي تكرر كثيرا منذ بداية الموسم، لنشاهده مجددا في مقابلة رائد القبة، فالجمعية كانت على بعد 10 دقائق عن تحقيق ولو نقطة، لكن و من كرة لم يتعامل المدافعون معها على النحو المطلوب، وإهمال في مراقبة أحد لاعبي الفريق الضيف تسبب أن يجد نفسه وحيدا أمام المرمى ليوقع على هدف الفوز للرائد، ومعمقا جراح لازمو التي اكتفى لاعبيه بمعاينة الأضرار، وهم يشاهدون فريقهم ينقاد مرة أخرى للهزيمة.
الشوط الأول كان مبشرا
وبالعودة إلى أجواء المباراة، فان الشوط الأول لأبناء المدينة الجديدة كان مبشرا، فاللاعبون دخلوا بشكل جيد، وكانوا ندا قويا لرائد القبة، حيث فرضوا عليه التوازن في اللعب، وهددوا مرماهم خلال بعض المناسبات، وهذا ما أعطى انطباعا على أن كتيبة المدرب الحاج مرين جاهزة، وقادرة على تحقيق ما هو أكثر من التعادل، بما أن التنظيم على مستوى كل الخطوط كان جيدا.
المخزون البدني بدأ يقل تدريجيا
وفي الشوط الثاني، وتحديدا بعد مرور الـ15 دقيقة الأولى، فان رائد القبة بدأ يفرض أكثر أسلوب لعبه، رغم أن الخطورة الهجومية على مرمى الحارس هنان لم تكن كبيرة و مقلقة، واستمر المخزون اللياقي لرفقاء متوسط الميدان الدفاعي طارق بوداني في الانحدار تدريجيا، وشعر اللاعبون بالإرهاق، وهو ما أفقدهم جزءا من تركيزهم، ليتلقوا هدفا في وقت حساس، لا يسمح لهم بالعودة في النتيجة.
انعدام الخيارات حتم على المدرب تغيير الخطة
ووجد المدرب الحاج مرين نفسه حبيس محدودية التعداد، إذ اضطرته الغيابات، وعدم جاهزية بعض اللاعبين إلى تغيير الخطة التكتيكية، ولجأ للاعتماد على خطة 3/5/2، حيث حاول التقني المعسكري الاعتماد على ثلاثي دفاعي مكون من بلاحة، بودوح، وبن جلول، مع توظيف أكبر قد من الأسماء في خط الوسط، بغية إغلاق كل المنافذ، وكسب معركة وسط الميدان، مع الاعتماد على مهاجمين فقط وهما حتري وعامر يحيى، وقد هذا الرسم التكتيكي بأكله في بعض الفترات لكنه ترك الفريق من دون أنياب هجومية، ما كلف الجمعية خسارة الزاد كاملا.
رامي.ب