تحقيقات وروبورتاجات

بحضور أكثر من 100 طفل… نادي سعداء التفوق الرياضي وهران يصنع الحدث في البطولة

في مشهد رياضي استثنائي يعكس روح التشجيع والانتماء، نظّم نادي سعداء التفوق الرياضي وهران تنقلًا جماعيًا لأكثر من 100 طفل من مختلف الفئات العمرية، من أقل من 7 سنوات إلى أقل من 14 سنة، لحضور فعاليات الطبعة 24 للبطولة العربية لألعاب القوى، التي يحتضنها مركب “ميلود هدفي” بوهران. هذه المبادرة لم تكن مجرد رحلة رياضية، بل كانت تجربة تعليمية وتربوية تهدف إلى غرس قيم الوطنية والانضباط لدى النشأ.

مدرجات مزيّنة بألوان الجزائر.. مشهد وطني مؤثر

بمجرد وصول الأطفال إلى المركب، تحوّلت المدرجات إلى لوحة فنية رائعة، حيث ارتدى الصغار أقمصة المنتخب الوطني الجزائري ورفعوا الأعلام الوطنية عالياً، في مشهد مؤثر يعكس حبهم للرياضة والوطن. هذا الحضور المميز لم يكن مجرد دعم معنوي، بل كان بمثابة رسالة قوية تعكس أهمية الرياضة في تعزيز الهوية الوطنية.

هتافات وأهازيج جزائرية تهز المدرجات

على مدار يوم المنافسات، لم تتوقف حناجر الأطفال عن إطلاق الهتافات الوطنية والأهازيج الحماسية، التي أشعلت أجواء المدرجات وأعادت الحماس للاعبي المنتخب الوطني فوق المضمار. هذه الأجواء الاستثنائية لم تمر مرور الكرام، حيث لاقت إعجاب الوفود العربية الحاضرة، التي أشادت بروح التشجيع الفريدة التي أضفاها هؤلاء الصغار على البطولة.

دعم نفسي ومعنوي للرياضيين الجزائريين

كان لتشجيعات أطفال نادي سعداء التفوق أثر نفسي ومعنوي كبير على الرياضيين الجزائريين، حيث شعروا بدفء المدرجات واستمدوا طاقة مضاعفة بفضل المؤازرة اللامحدودة للأطفال، خاصة خلال سباقات التتويج ورفع الراية الوطنية. هذا الدعم الجماهيري ساهم في تعزيز ثقة الرياضيين بأنفسهم، مما انعكس إيجابًا على أدائهم في المنافسات.

درس ميداني في الانضباط والتشجيع الحضاري

تحوّلت هذه المبادرة إلى درس ميداني قيم، حيث تعرّف الأطفال عن قرب على أجواء التظاهرات الرياضية الكبرى، وتعلموا قواعد التشجيع الحضاري والانضباط في الفضاءات الرياضية. كما عزّزت هذه التجربة شعورهم بالانتماء الرياضي والوطني، وزرعت فيهم بذور الروح الرياضية الصحيحة، مما يجعلهم أكثر استعدادًا ليكونوا جيلًا رياضيًا واعيًا في المستقبل.

تنظيم محكم وأجواء تربوية راقية

تميّزت المبادرة بتنظيم دقيق من طرف إدارة النادي، التي حرصت على توفير ظروف مثالية للأطفال للاستمتاع بالحدث، والاحتكاك بمنافسات رياضية من مستوى عالٍ. كما حملت هذه التجربة في طياتها رسائل تربوية كثيرة، تعزز حب الرياضة والانتماء الوطني، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في دعم الرياضة الشبانية.

إشادة واسعة من الجماهير والوفود العربية

لاقى المشهد إعجابًا كبيرًا من الجماهير الحاضرة والوفود العربية المشاركة، التي أشادت بحضور الأطفال وتنظيم المبادرة، معتبرة إياها من أجمل صور البطولة. هذه الإشادة لم تكن مجرد كلمات، بل كانت اعترافًا بأهمية النوادي القاعدية في غرس القيم الرياضية والوطنية لدى النشء، مما يعكس الدور الكبير الذي تلعبه الرياضة في بناء الأجيال.

نادي طموح يراهن على التكوين والتربية الرياضية

يُعد نادي سعداء التفوق الرياضي وهران من النوادي الشبانية الطموحة، التي تنشط في فرعي كرة القدم وألعاب القوى، ويولي أهمية قصوى للتكوين القاعدي والتربية الرياضية المتكاملة. كما يركز النادي على التنشئة الصحيحة وتعزيز الروح الوطنية لدى لاعبيه الصغار، مما يجعله نموذجًا يُحتذى به في دعم الرياضة الشبانية.

استراتيجية مستقبلية بمبادرات مماثلة

أكدت إدارة النادي أنها تعتزم مواصلة هذا النوع من المبادرات الهادفة مستقبلاً، سواء في التظاهرات الوطنية أو الدولية، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن الطفل الرياضي المتشبع بروح الوطنية، هو مشروع بطل حقيقي وواجهة مشرّفة للرياضة الجزائرية في المستقبل.

صورة مشرقة للرياضة الشبانية في وهران

ختامًا، شكلت مبادرة نادي سعاد التفوق الرياضي وهران نموذجًا متميزًا يُبرز أهمية النوادي الشبانية في تكوين الأجيال، وغرس قيم الرياضة والتشجيع الحضاري، في صورة مشرقة تبعث على الفخر، وتؤكد أن **مستقبل الرياضة الجزائرية في أيدٍ أمينة.

تغطية: مصطفى خليفاوي / نبيل شيخي 

تصوير: عبد الكريم مكالي 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى