العميد آفل منذ أمد بعيد .. ليزمو التراث الكروي للباهية وخزان مواهب
لا يمكنك الحديث عن كرة القدم الوهرانية دون المروو على الاتحاد الإسلامي الوهراني، عميد الفريق بالجهة الغربية وصانع أمجادها في الحقبة الإستعمارية. حيث يعود تأسيسه إلى الفاتح مارس 1926 من مقهى الرياضيين بالمدينة الجديد بعد اجتماع كل من بومعزة، بن دوبة، بن كولة، بومفرع، غرماتي و نمري أول رئيس لاتحاد وهران. ليتم ادماج كل من الاخوة مارتيناز وميشال ديارو تالث رئيس لليزمو لما كانت قوانين الاستعمار تفرض على الفرق ادماج المعمرين في قوائم الاعضاء المؤسسين. اذ اجتمع المؤسسين العرب المسلمين وقتها في المقهى المذكور على أضواء الشموع إلى أن ذابت لإختيار الإسم، ليتم الإتفاق في الأخير على اسم الاتحاد وهو أول نادي جزائري أدرج في اسمه كلمة الاسلامي سنة 1936، حيث شهدت الحقبة الإستعمارية تألقا منقطع النظير “لليزمو” من خلال تحقيقه لسبع بطولات لوهران وتنشيطه لثلاثة نهائيات لبطولة شمال افريقيا ونهائي كأس شمال افريقيا في مقابلة تاريخية أمام اتحاد عين تيموشنت وقتها، وانتهت بفوز الأخير بهدف وحيد سجله “صابي”. لا يزال قدامى أنصار العميد يتحسرون على ذلك اللقاء لغاية اليوم، ويذكرونه كلما أتيحت لهم الفرصة لاسترجاع الزمن الجميل للإتحاد مع بوجلال، سي قويدر، بغداد، شراكة، سوالمية، فنون، كشاش مع المدرب غرناطي الذي كان عداء في المارطون شارك في أولمبياد أمستردام 1928. بعد الاستقلال، عرف عميد فرق الجهة الغربية كما يلقبه الكثير صعوبات جمة في اعادة عجلة النادي إلى الدوران. مثلته في السبعينات العديد من الاسماء البارزة التي تألقت في الجارين الجمعية والمولودية على غرار حميدة تسفاوت وسبع البشير، جمعي عبد الله، عبد القادر بلهادف، بن شيحة و البقية. حينها تغير اسم النادي نظرا لسياسة البلاد في الاصلاح الرياضي وصار تحت نادي الديوان التجاري الوهراني “ناديت” قبل أن يعود لاسم الاتحاد في 1989. منذ ذلك الحين والفريق يعاني في الأقسام السفلى في فرع كرة القدم. في حين غابت وتغيبت باقي الفروع الأخرى، ليبقى العميد يعاني في عمق القاع، عقب سقوطه الموسم المنصرم للجهوي الأول، ليتولى شؤون تسييره صانع أفراح المولودية في الثمانينات الذي تخرج من مدرسة “ليزمو” بن يوسف بودخيل هذا الموسم مع الناصر بن شيحة وعبيد هواري في الطاقم الفني. على أمل أن يعود الاتحاد لقسم الهواة على الأقل مع الطاقم المسير الحالي، الذي تواجهه صعوبات جمة، مالية وإدارية في مقدمتها الجمعية الانتخابية الأخيرة التي زكت بن يوسف بودخيل رئيسا على ليزمو، إلا أن مديرية الشباب والرياضة تحفظت على طريقة التصويت على بن يوسف بودخيل برفع الأيادي عوض الصندوق وهو ما جعلها تطلب إعادة الجمعية العامة الإنتخابية.
عائلة بن جهان “ليزمو” إلى حد النخاع
ارتبط اسم عائلة بن جهان كثيرا بإتحاد وهران أبا عن ابن، البداية كانت مع الوالد الراحل سي قويدر، ثم شقيقه مصطفى ليسلم المشعل للأبناء. البداية كانت مع عبد الحميد الذي فضل ولوج عالم التحكيم مع صنديد وحنصال في 1968، ثم علي ومحمد الأمين اللذان كانا ينشطان محور الدفاع سنوات السبعينات. ليتولى رئاسة العميد من عائلة بن جهان كل من العم بن جهان مصطفى في الستينيات، وابن أخيه عبد الحميد وصولا إلى محمد الأمين آخر رؤساء ليزمو من عائلة بن جهان وذلك بين 1984 و 1988.
♦ بجهان محمد الأمين: “ليزمو يعاني منذ نكسة 1976”
و في تصريح لبن بجهان محمد الأمين لجريدة بولا حول ماضي و حاضر عميد الفرق بالجهة الغربية ، استهل حديثه كما يلي “بصريح العبارة من دون مجاملات “ليزمو” ضحية أبنائه و ضحية إمكانيات و بإنعدام الإثنين ، يستحيل على أي فريق ، التقدم نحو الأمام ، صحيح أن الحقبة التي عقبت الإستقلال كان هناك رحيل و هجرة جماعية للاعبين ، لكن بتضييع الصعود للقسم الأول موسم 1976 لصالح رائد وهران ، الفريق تشتت و انقسم و غادرتنا العديد من الأسماء البارزة نحو المولودية على غرار بودخيل ، سبع ، سباح ، بسي ، مجاهد سنوسي و بوخلفة ، في حين اختار حميدة تسفاوت ، كسايري و بوزيان الجمعية و من ذلك الوقت و الإتحاد يعاني”.
“العائق المالي حطم الفريق
من جهته اعترف بن جهان محمد الأمين أن المشكل المادي أثر كثيرا على الفريق و تسبب في تقهقره إلى الأقسام السفلى ، موضحا السبب في غياب الأموال ، بقوله ” لنكن أكثر صراحة لو كانت هناك إرادة حقيقة من السلطات و الجهات المسؤولة ، لا كان اليوم الاتحاد في الرابطة الثانية على الأقل بحكم تاريخه ، بدليل اتحاد عنابة بلغ الأقسام الشرفية و بعد الإصلاح الرياضي كانت إرادة حقيقية من مسؤولي الولاية حتى يعيدوا الفريق إلى مكانته الأصلية ، حاولنا مع الاحتفالية بمئوية وهران أن نعيد لليزمو كيانه ، حينما كان الوزير الحالي للمجاهدين رئيسا لبلدية وهران ، لكن الأخير تخوف من بقية الفرق و هذا ما منعه من تقديم يد العون لنا” .
“ليزمو بحاجة لدم جديد”
كما يرى، ذات المتحدث أن إتحاد وهران، صار بحاجة ماسة اليوم لدم جديد من المسيرين حتى يسترجع شيئا من بريقه، موضحا ” هناك أعضاء الجمعية العامة من أصحاب المال، لكن تقدمهم في السن حال دون رئاستهم للفريق لأنها مسؤولية، “ليزمو” جزء لا يتجزأ من تراث وهران ومن يتقدم لرئاسته عليه أن يكون على قدر المسؤولية، كما أن هناك من ترأس “ليزمو” من أجل البزنسة وفقط، فيستحيل أن يسقط فريق للقسم الجهوي وفي جعبته 500 مليون ديون”.
“علينا أن ندعم بودخيل في هذا الظرف”
في الأخير ألح بن جهان محمد الأمين على ضرورة دعم بن يوسف بودخيل الذي أخذ مسؤولية الفريق على عاتقه مؤكدا أنه رجل المرحلة، كيف لا وهو ابن العميد الذي ترعرع فيه، تحمل المسؤولية بداية الموسم، متمنيا له التوفيق ومشترطا تضافر الجهود ووضع ورقة الطريق وذلك بتحديد الأهداف على المدى المتوسط والبعيد.
من إعداد: بن حدة