حوارات

ليلى عامر كانت روايتها امرأة افتراضية في القائمة القصيرة لجائزة محمد ديب 2020 ” أنجزت كتابين نخب الأولى ووجع الرماد خلال فترة الحجر “

بداية نودّ من ضيفتنا الكريمة التّعريف بنفسها للجمهور؟

” أهلا وسهلا بكم أعزائي، الحمد لله الأمور بخير ما دمنا نتنفّس، نفتح أعيننا صباحا ونستقبل الحياة بأمل جديد، نحن بخير. ليلى عامر امرأة بسيطة وعاديّة جدّا، الشّيء الوحيد المختلف فيها هو نزيف الكتابة، القلم الّذي استوطن الرّوح ولن يغادرها دون أن يجرّ معه آخر النّبضات. ولدت بمدينة مشرع الصّفاء بتيارت، وترعرعت في مكان يشبه الجنّة، الطّبيعة كانت رفيقتي ومازالت، وأعتقد واد مينا كان حاضرا بين حروفي في كلّ المراحل ، جرّبت السّفر فاستقرّيت مدّة في ليبيا عملت هناك في مجال الصّحافة، ثمّ عدت فعملت أستاذة لغة عربيّة ثمّ تقاعدتُ لأتفرّغ للكتابة “.

كيف بدأت الكتابة؟ وكيف دخلت عوالمها؟ أو من شجّعك على ذلك؟

“بدأت الكتابة في سنّ صغيرة جدّا، بداية من التّعبير في المتوسّط إلى كتابة المقالات في الثّانوي، وهناك كانت الفرصة الّتي دفعتني لمجال كتابة الشّعر والقصّة عن طريق المجلّة المدرسيّة بثانوية ابن رستم والأستاذين بونوالة محمّد والأستاذ غرنيق حفظهما الله “.

هل للبيئة أثر كبير على الكاتب؟

” طبعا، كما يقال، الشّاعر ابن بيئته، البيئة تصقلنا وتكوّر أحلامنا لتطير مثل العصافير السّعيدة، تحلّق عاليّا ثمّ تعود لنفس المكان تحضن أغصانه ، لا يمكن لابن الصّحراء أن يعبّر بطريقة جيّدة، ويصف ما يحدث في المحيط المتجمّد، ولا يمكن لكاتب من دولة أوروبية أن يكتب عن الصّحراء ويصفها بدقّة، الأمر صعب على كليهما “.

فما هي آثارها عليك؟

”   أنا طبعا ابنة بيئتي، أعشق تيارت وأعشق أساطيرها وحتّى الخرافات الّتي رافقت طفولتنا رغم قساوة أحداثها ، إلّا أنّها كانت منبعا لعنصر التخيّل، البيئة في كتاباتي واضحة جدّا، لا أحسن الكتابة إلّا عنها “.

ما هي أهمّ الكتب والمشاريع الفكريّة الّتي أثّرت عليك في مشوارك؟

”   أنا في الحقيقة كنت أميل في بداياتي للشّعر وأتابع خاصّة محمود درويش، كنت أحفظ قصائده عن ظهر قلب وأردّدها حينما أكون وحدي، أو في طريقي إلى المتوسّطة التي كان تبعد عن بيتنا ب 9 كم. ثمّ تحوّلت لقراءة النّثر ، فانغمست في كتب المنفلوطي وقد بدأتها برواية الشّاعر الّتي تأثّرت بها جدّا جدّا، وبعدها صرت أقرأ كلّ شيء، فكما تعرف زمننا كان يساعدنا على المطالعة خاصّة في داخليّة ثانوية ابن رستم “.

ممكن أن تخبري القرّاء عن أهمّ أعمالك؟

”  باكورة أعمالي هي مجموعة قصصيّة “البقايا” ثمّ رواية “امرأة افتراضيّة” ، والّتي كانت في القائمة القصيرة لجائزة محمّد ديب 2020، ثمّ روايتي الثّانية “نخب الأولى” وبعدها مجموعة قصصيّة “وجع الرّماد” ، تلتها قصّة للأطفال كانت مداخيلها للمرضى ، خاصّة ببرنامج جبر الخواطر على الله  بإذاعة تيارت وأخيرا كتابي التّاريخي “السّابعة بحدود النّار” وهي عبارة عن مذكّرات المجاهد البطل ” حنّيش بن عيسى” المدعو سي رابح “.

لديك مؤلّف لم ينشر بعد، ممكن أن تحدّثينا عنه؟

”   نعم لديّ مجموعة من القصائد النّثريّة، وهي قريبة من قلبي حيث رافقت لحظات وجعي، أتمنّى فعلا نشرها ذات يوم “.

ما هي الكتب الّتي شاركت فيها؟

“لم أشارك سوى في كتابين، الأوّل “مشاعل جزائريّة”  ضمّ مجموعة كبيرة من كاتبات الجزائر،  أشرف عليه الشّاعر مشعل العبّادي و صدر سنة 2018  ، والثّاني عن دار نشر يوتوبيا  “على إيقاع الصّمت” وهو مجموعة قصصيّة صدر سنة 2020 “.

ما هو العمل الّذي أكسبك شعبيّة؟

” لحدّ الآن لا أعتبر نفسي لديّ شعبيّة معيّنة ، فأنا ما زلت في البداية، لكنّ رواية “امرأة افتراضية” وصلت خارج الوطن وترجمت للفرنسيّة وهذا رائع جدّا بالنّسبة لي، خاصّة وأنّني بدأت النّشر منذ 2017 فقط، أي بعد تقاعدي، رغم أنّني كتبت في العديد من الجرائد والمجلّات سابقا ومنذ 1991 “.

حدّثينا عن المسابقات الّتي شاركتِ فيها؟

” شاركت في مسابقة وحيدة هي جائزة محمّد ديب كما أخبرتك ب “امرأة افتراضيّة”  سنة 2020، وكانت في القائمة القصيرة “.

هل تتذكّر الأستاذة ليلى عامر بعض الجرائد الّتي نشرت أعمالها؟

” نعم ، أذكر جريدة المساء سنة 1991 وجريدة الشّروق، جريدة الجمهورية الأسبوعيّة، جريدة الجماهيريّة اللّيبية،  جريدة الدّيوان والبديل والحياة اليوم، المغرب الأوسط وجريدة الشّعب، جريدة الزوراء الورقية بالعراق، والجريدة العراقية الورقية بأستراليا، وجريدة نخيل العراق الإلكترونية، إضافة إلى جريدة أوراس نيوز “.

من غير الكتابة ماذا تفعل الأستاذة ليلى؟

” غير الكتابة هناك الكثير لنفعله، فأنا عاشقة للنّباتات أهتمّ بها وأجمع أنواعها، صرت مؤخّرا أيضا أزور المجاهدين وأسجّل معهم أحداث ثورتنا المجيدة “.

ما هو إحساسك وأنت تكتبين رواية؟

”  لا يمكن التّعبير عن لحظات الدّهشة الّتي يعيشها الكاتب وهو يصنع من اللّاشيء حياة، ومصائر يتحكّم فيها، يعطيها من روحه و من محيطه، من ذكرياته وأشيائه المخزّنة في صندوق الماضي “.

هل ممكن أن تكتبي قصّة حياتك؟

”  ربّما في يوم ما، ولو أنّها حكاية متشعّبة وفيها الكثير من الألم “.

لو أردتِ تقديم نصيحة للشّباب ماذا تقولين لهم؟

” أقول لكلّ أبنائي الشّباب، الجزائر أمانة الشّهداء، حافظوا عليها، أقسم لكم أنّني حينما أستمع لآبائنا المجاهدين وهم يتحدّثون عن معاناتهم وعن الشّهداء، أشعر بالعار أنّنا لم نفعل شيئا ولم نقدّم لهذا الوطن ما يستحقّ “.

ما هي طموحاتك في عالم الكتابة؟

“في الحقيقة أتمنّى أن أطبع كلّ أعمالي لتبقى بعدي أثرا طيّبا “.

كنصيحة للشّباب الرّاغب في دخول عالم الكتابة ماذا تقولين لهم؟

” نصيحتي الوحيدة هي ، اقرؤوا كثيرا واكتبوا قليلا، كلّما كانت الكتابة قليلة كانت ناضجة أكثر “.

ما هي أجمل وأسوأ ذكرى لك؟

” أجمل ذكرى هي ميلاد توأم روحي بلقيس ويوسف، وأسوأ ذكرى هي وفاة أمّي رحمها الله “.

ما هي رياضتك المفضلة؟

”  كرة اليد، أحبّها جدّا “.

هل أنت من عشّاق الكرة المستديرة؟

“فقط حين يتعلّق الأمر بالفريق الوطنيّ “.

جائحة كورونا هل أثّرت عليك؟

” طبعا ككلّ النّاس سواء من النّاحية النّفسيّة أو الاجتماعية، فقد فقدنا بعض الأحبّة رحمهم الله “.

كيف كانت فترة الحجر الصّحي؟

” فترة الحجر الصّحّي في البداية مرّت بسلام ، وكانت من ثمارها مجموعتي القصصيّة وجع الرّماد وأيضا رواية نخب الأولى “.

هل كنت تطبّقين قوانين الحجر؟

”  نعم والكمّامة لم تفارقني أبدا ومعها المعقّم، غير أنّني أصبت مؤخّرا بالمتحوّر أوميكرون “.

نصيحة تقدّمينها للمواطنين خلال هذه الفترة؟

” الالتزام بالوقاية والنّظافة وعدم الاستهزاء بالوباء، إن قاوم أحدنا لسلامة جسده، لن يستطيع آخر التّحمّل وربّما نتسبّب في موته “.

كلمة أخيرة المجال مفتوح؟

” شكرا لكم على هذا الحوار الشّيّق، تمنّياتي أن نلتقي على المحبّة دائما”.

أسامة شعيب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى