مارسليا تحمّل الفاف مسؤولية فسخ عقدي بعلوج وخيثر
وضعت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم نفسها في موقف محرج، مع اثنين من المواهب الصاعدة أصحاب الجنسية المزدوجة. الحديث يتعلق بالثنائي سيريل خيثر ومهدي بعلوج، بعد طردهما من صفوف أولمبيك مارسيليا الفرنسي، في أعقاب المشاركة مع الجزائر في كأس اتحاد شمال أفريقيا تحت 20 عاما. ووجد الثنائي عقدهما مُفسوخا من جانب إدارة مارسيليا، والتي بررت موقفها بعدم احترام اللاعبين للبروتوكول الصحي المفروض من جانب النادي. وأوضح النادي أن اللاعبين التحقا بمحاربي الصحراء دون الحصول على إذن مسبق، رغم أن الاتحاد الجزائري للعبة يؤكد أنه اتخذ كافة الإجراءات اللازمة في هذا الصدد. ويضع هذا السيناريو مسؤولي الاتحاد الجزائري في موقع صعب، لاسيما وأن مازال يستهدف الحصول على موافقة المزيد من اللاعبين الشبان لتدعيم صفوف منتخب بلاده في المرحلة المقبلة. وبالتأكيد فإن تلك الواقعة ستدفع اللاعبين للتفكير أكثر من مرة قبل الالتحاق بصفوف الجزائر.
ناصر لارغيت ينفي كل الاتهامات
خرج المغربي ناصر لارغيت مدير مركز التكوين والإعداد الخاص في فريق أولمبيك مرسيليا عن صمته ليكشف الأسباب الحقيقية التي تقف وراء فسخ عقود اللاعبين مهدي بعلوج وسيرل خيثر، مباشرة بعد عودته من المشاركة من بطولة شمال أفريقيا مع المنتخب الجزائري لأقل من 20 عاماً. وأكد لارغيت في حوار له مع موقع “لاغازيتا دي فينك” الجزائري والناطق باللغة الفرنسية أن بعلوج وخيثر خرقا قواعد البروتوكول الصحي المعتمد في فريق مرسيليا قبل مغادرتهما للمشاركة مع المنتخب الجزائري، وهو ما تم اعتباره إهانة لنادي الجنوب الفرنسي على حد قول المدير الفني السابق للمنتخب المغربي. وقال لارغيت في حواره: “تلقينا الدعوة للاعبين بعلوج وخيثر من قبل الاتحاد الجزائري لكرة القدم، إلا أننا أرسلنا طلباً بأن يبقيا معنا بعد أن نلعب مباراة كانت تنتظرنا يوم السبت قبل أن ينضما للمنتخب، لكن كان هناك إلحاح من الطرف الجزائري لأن يلتحقا قبل ذلك، ولهذا لم يكن أمامنا إلا تركهما يغادران يوم الخميس أو الجمعة، لكن المشكلة بدأت بعد اكتشاف إصابتهما بفيروس كورونا قبل أن يغادرا نحو معسكر المنتخب الجزائري”. وتابع حديثه “في هذه اللحظة كان القرار هو عزلهما لمدة أسبوع مثلما ينصّ عليه البروتوكول الصحي قبل إعادة الاختبار لهما، وإن كانت النتيجة سالبة فإننا سنعطيهما مجموعة من اختبارات أمراض القلب، وكل هذا تم بالاتفاق مع المدير الفني الجزائري عامر شفيق الذي تربطني فيه علاقة ممتازة”. وتابع قائلاً: “المشكلة التي حدثت أنه لم يكن لدينا أطباء قلب متاحون في تلك الفترة بسبب تواجدهم في مستشفيات مرسيليا لتقديم المساعدة لمرضى كورونا، إلا أن بعلوج وخيثر قررا الذهاب للقيام بهذا الفحص عند طبيب خاص ثم غادرا إلى معسكر المنتخب دون إذن طبي، وهما بذلك خرقا البروتوكول الصحي المعتمد في النادي”. وأضاف لارغيت “كنت على اتصال دائم مع الاتحاد الجزائري لأشرح له هذه القضية ومحاولة إيجاد حل قبل أن يتأزم الوضع، حتى أنني قمت بإرسال هواتف أطبائنا للمديرية الفنية الجزائرية من أجل أن نحمي شبابنا، إذ عملت كثيراً على محاولة تسهيل المهمة لهما من أجل الالتحاق بالمنتخب في ظروف أحسن من هذه، مثلما كان الحال مع اللاعب عمران موسوي الذي تلقى دعوة المنتخب الجزائري لأقل من 17 عاماً إلا أن نتيجة فحصه جاءت موجبة، لكنه كان صبوراً حتى تجاوز كل الاختبارات الطبية قبل أن يلتحق بمنتخب بلاده”. ونفى لارغيت أن تكون هذه القضية ذريعة منه لطرد هذين اللاعبيّن، من أجل فسح المجال للاعبين آخرين من أصول أفريقية ومغربية، فقال: “لا توجد أي قضية من هذا النوع، أنا أعمل في هذا المجال منذ 37 سنة ولم أسمع بمثل هذه الاتهامات، ولتوضيح الأمور أكثر أنا ليس لديّ عداء تجاه أي شخص”. وختم لارغيت حديثه قائلاً: “الأمر الذي أصرّ عليه هو احترام قوانين المؤسسة التي أعمل فيها، لقد تم وضع هذا البروتوكول من أجل حماية اللاعبين، لكن بعلوج وخيثر لم يتبعا الخطوات اللازمة، ولكي تعرفوا أنني لا أفرق بين الجنسيات، لقد استبعدت قبل أيام قليلة لاعباً مغربياً لديه إمكانات جيدة، وذلك لأنه قللّ من احترامه للنادي، ولهذا من لا يحترم المؤسسة التي هو فيها فمن الضروري التصرف وفقاً لمصلحة النادي”.
خليفاوي مصطفى