بولا كانت حاضرة …وادي تليلات ..متوسطة القدس تحيي يوم الشهيد بنشاطات فكرية و تربوية
في أجواء مليئة بالفخر والاعتزاز بالوطنية، أحيت متوسطة القدس بوادي تليلات في ولاية وهران، أول أمس الثلاثاء، بيوم الشهيد المصادف لـ18 فيفري وذلك بحفل تربوي وثقافي مميز جمع بين تكريم التلاميذ النجباء الحاصلين على أعلى المعدلات في الفصل الأول، والتنافس الفكري بين ممثلي المؤسسة من أقسام السنة الرابعة متوسط، و نظرائهم من متوسطة الشهيدين لسود، في أجواء تنافسية و أخوية كبيرة بين التلاميذ، وسط حضور لأولياء التلاميذ، و أساتذة متعاقدين و كذا ممثلي عن المجتمع المدني لبلدية وادي تليلات و ممثلين عن الأسلاك الأمنية، تحت أشراف مديرة المؤسسة التي حرصت على إعادة النشاطات و المسابقات الفكرية و إحياء الأعياد الوطنية لمتوسطة القدس.
حفل تكريم التلاميذ النجباء
شهد الحفل تكريم عدد من التلاميذ المتفوقين من جميع أقسام المؤسسة، تقديرًا لجهودهم وتميزهم خلال الفصل الدراسي الأول. جاء هذا التكريم كجزء من سياسة المؤسسة الرامية إلى تشجيع التميز و الإجتهاد وتحفيز الطلاب على بذل المزيد من الجهد في مسيرتهم التعليمية، حيث حرصت مديرة المؤسسة على تكريم المتفوقين و تشجيعهم لمواصلة الإجتهاد قبل بداية اختبارات الفصل الثاني من الموسم الدراسي.
مسابقة فكرية تنافسية
أبرز فقرات الحفل كانت المسابقة الفكرية التي جمعت تلاميذ السنة الرابعة من متوسطة القدس مع نظرائهم من متوسطة الشهيدين لسود المجاورة، و جرت المسابقة في أجواء تنافسية أخوية، حيث تنافس الفريقان في الإجابة على أسئلة في مواد، اللغة العربية، التربية الإسلامية، التاريخ و الجغرافيا، الرياضيات، علوم طبيعية و فزيائية من تأطير نخبة من أساتذة المؤسسة، مما أضفى على الحفل طابعًا تربويًا وتعليميًا، مع تقديم أجوبة نموذجية من قبل التلاميذ ما يعكس مستواهم الأكاديمي الراقي.
أنشطة ثقافية وفنية
لم يقتصر الحفل على الجانب التنافسي فحسب، بل شهد أيضًا تقديم عدة أنشطة ثقافية، حيث أبدع التلاميذ في تأدية أناشيد وطنية مجدت الوطن وأبرزت تضحيات الشهداء، كما قدمت مجموعة من التلاميذ مسرحيات مخلدة لذكرى الثورة التحريرية، مما أثار مشاعر الحاضرين وأعاد إلى الأذهان بطولات الشعب الجزائري خلال سنوات الكفاح المسلح، مع استذكار سير العديد من الشهداء الذين قدموا الغالي و النفيس لتحرير الجزائر من براثن الإستعمار الغاشم.
ترسيخ الروح الوطنية
و تواصل متوسطة القدس مهمتها في ترسيخ الروح الوطنية لدى الناشئة، من خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تجمع بين التربية والتعليم والثقافة. يأتي هذا الاحتفال في إطار الجهود المستمرة لربط الأجيال الجديدة بتاريخهم الوطني وتعزيز قيم الانتماء والمواطنة، كما التأكيد أن يوم الشهيد له أبعاد تاريخية واجتماعية وكذا تربوية، ويعد إحياء هذه الذكرى من خلال شرح أهمية هذه المناسبة للتلاميذ وذلك تعزيزا للوحدة الوطنية والشعور بالانتماء للوطن، بالإضافة الى ترسيخ قيم التضحية والإيثار في نفوس الأجيال القادمة مما يؤثر عليهم إيجابيا ويحفزهم على بناء والحفاظ على أمانة الشهداء.
و في ختام الحفل، توجهت مديرة المؤسسة بالشكر إلى جميع المشاركين، مؤكدةً على أهمية مثل هذه الأنشطة في بناء شخصية التلميذ وصقل مواهبه. كما أشادت بالتعاون بين متوسطة القدس ومتوسطة الشهيدين لسود، معربةً عن أملها في استمرار هذه الشراكة في المستقبل. احتفال متوسطة القدس بيوم الشهيد كان مثالًا حيًا على كيفية إحياء الذاكرة الوطنية وتعزيزها لدى الأجيال الصاعدة. من خلال تكريم النجباء والمسابقات الفكرية والأنشطة الثقافية، أثبتت المؤسسة أنها ليست مجرد مكان للتعليم الأكاديمي، بل أيضًا منارة لترسيخ القيم الوطنية والتاريخية.
مصطفى خليفاوي
