محمد سعود، أو كما يلقب ب” طأطا” لدى مقربيه ومعارفه، يعتبر من أحسن الحراس الذين أنجبتهم مدرسة وداد تلمسان، والكرة الجزائرية ككل. كيف لا وهو الذي تمكن من تحطيم الرقم القياسي العالمي كحارس مرمى، بالإبقاء على شباكه نظيفة ل 13 مباراة على التوالي بمعدل 1943 دقيقة خلال الموسم الرياضي 1983/1984 مع وداد تلمسان.
“بهمان وبن يلس منحاني الفرصة للبروز”
عن بداية مسيرته قال محمد بسعود: “بدأت مسيرتي الكروية في الأصناف الصغرى لوداد تلمسان، تحت إشراف المدرب الحاج سبع، الذي يرجع له الفضل في اكتشاف موهبتي وضمي لمدرسة الوداد، أين تألقت مع مختلف الفئات وتوجت بعدة ألقاب، وهو ما جعل المدرب القدير عبد الكريم بن يلس والمرحوم عبد الكريم بن يلس اللذان وافقا على ضمي للفريق الأول وأنا في عمر 17 سنة فقط، أين وثقا في إمكانياتي ووضع ثقتهما في شخصي لحراسة عرين الوداد، أين سجلنا نتائج إيجابية في القسم الثاني في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات، كما كان للشيخ عمارة سعيد رفقة عبد الجيلالي دور كبير في تألقي خلال تلك الفترة، لما منحاني فرصة حراسة عرين منتخب الناحية العسكرية الثانية.”
“حلمي تسخير خبرتي لتكوين حراس المستقبل”
وعن مسيرته مع أكابر وداد تلمسان وخصوصا الرقم القياسي الذي حققه، فقال: ” انضممت إلى فريق الأكابر موسم 1978/1979 ، أين لعبنا آنذاك أمام وداد مستغانم، وكان المدرب قويدر سطاوي هو من يشرف على الفريق، أين وضع ثقته في شخصي ، وهو ما جعلني أتألق بشكل كبير، إلى درجة تحطيم الرقم القياسي العالمي بتجاوزي 1943 دون تلقى أي هدف، في 13 مباراة متتالية وهو ما منحني شرف أن أكون أحسن لاعب بدون منازع بشهادة كل المتتبعين في تلك الفترة وفي مقدمتهم المدرب سطاوي الذي يرجع له هو الآخر الفضل الكبير في ذلك.” وأضاف: “مسيرة كانت حافلة بالإنجازات تلك التي حققنا فيها الصعود إلى القسم الأول بعدما خضت مع الفريق موسما كاملا انتهى بدخول مرماي ستة أهداف فقط في 16 مباراة أديت فيها أحسن المستويات رفقة التعداد الذي كان يشكل الفريق هذه الفترة كانت جد إيجابية بعدما حققنا فيها صعودا تاريخيا إلى مصاف الكبار موسم 83 / 84 تحت إشراف المدرب المرحوم عبد القادر بهمان الذي أدعو له بالمناسبة أن يتغمده المولى برحمته الواسع.”
“المدرب سليماني فتح لي باب العمل في المستوى العالي”
وعن بداياته في مجال التدريب، قال “كانت أول خطوة ناجحة لي في المجال التدريبي للحراس في فريق جمعية مغنية موسم 94 / 95 الذي عملت معه بإخلاص وهذا بإشرافي على تدريب حراس الفريق الأول وحتى حراس الفئات الصغرى بينما كانت أول تجربة لي خارج تلمسان بمدينة الجسور المعلقة قسنطينة، سنة 2003 ، تحت إشراف المدرب سليماني أحمد الذي يرجع له الفضل في منحي الفرصة للعمل في المستوى العالي و تطور إمكانياتي بالمجال التدريبي، قبل أن انتقل إلى فريق مولودية العلمة بعد ذلك سنة 2004 أين كانت تجربتي ناجحة أيضا.”
“المرحوم حجاوي هو من عرض العمل في سطيف”
وعن انتقاله للعمل في وفاق سطيف بعد ذلك، فقال :” بعد نجاحي في كل من شباب قسنطينة ومولودية العلمة، وصلني عرض مميز من فريق وفاق سطيف بوساطة من المرحوم سمير حجاوي، الذي نطلب له الرحمة والمغفرة، برغبة من رئيس الفريق آنذاك عبد الحكيم سرار، أين أشرفت على ثلاثة حراس مميزين، وهم سمير حجاوي، وفراجي الذي كان غائب عن المنافسة لمدة موسمين بسبب العقوبة، والحارس عبد الرؤوف ناتاش، أين قمت بعمل كبير، خصوصا خلال فترة إشراف المدرب الفرنسي سيموندي مع الفريق، أين توجنا بالكأس العربية.”
“عملت في قطر بإيعاز من المدرب سيموندي”
بعد مغادرة المدرب برنارد سيموندي وفاق سطيف، وانتقاله للعمل في البطولة القطرية، طلب هذا الأخير مني العمل معه هناك في فريق الخريطيات، وهذا يعد بمثابة اعتراف بالعمل الذي قمت به مع وفاق سطيف، أين عملت هناك لمدة موسمين، من 2009 إلى 2011، تمكنا من خلالها تحقيق نتائج جد إيجابية مشرفة، أمام أحسن الفرق هناك والتي كانت تشكل عائقا من قبل لفريق الخريطيات، كما كانت لي هناك عدة تربصات في المجال التدريبي تحت إشراف عمالقة التدريب العالمي في صورة مورينيو وفرغيسون، أين تعلمت المزيد في مجال التدريب والحمد لله، قبل أن أقرر العودة إلى الجزائر لظروف شخصية قاهرة.”
“لم أعمل في وداد تلمسان لأن عقليتي لا تساعد المسيرين”
وعن عدم عمله في فريقه الأم وداد تلمسان، رغم تعاقب عدة مسيرين ومدربين على الفريق طيلة السنوات الماضية فقال:” هذا السؤال حتى أنا طرحته على نفسي، ولكنني أخيرا وجدت الإجابة المناسبة له، هي أن عقليتي، لا تساعد المسيرين الذي أشرفوا على الوداد، وهذا انطلاقا من تجربتي مع الفريق كحارس قبل أن أكون مدرب، أنا لست من أصحاب ” بني وي وي” وهذا هو السبب الحقيقي لعدم عملي في الوداد رغم أنني أعتبر ذلك بمثابة واجب اتجاه فريقي وولايتي ولكن للأسف.”
“اعتراف روراوة وتتويجي بالكأس العربية من أحسن ذكرياتي”
وعن أهم الذكريات الجميلة التي يحتفظ بها سواء كلاعب أو مدرب فقال :” من أهم الأمور التي كانت و ما زالت راسخة في ذاكرتي ولا يمكن أن تمحى إلى آخر دقيقة من عمري هو ذلك العمل الذي قدمته في الفرق التي كان لي شرف العمل فيها كما كان عليه الأمر في كل من شباب قسنطينة، ومولودية العلمة، وخصوصا وفاق سطيف الذي نلت معه كأس رابطة الأبطال العربية والتي تبقى من أحسن ذكرياتي، إضافة إلى الالتفاتة القوية لرئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم السابق محمد روراوة سنة 2005 ، أين استدعاني لتسليمي شهادة اعتراف تؤكد تحطيمي للرقم القياسي العالمي بعدما وصلت إلى 1943 دقيقة لم يسجل فيها علي أي هدف ما يعادل 13 مباراة و هي الالتفاتة التي كانت محفزة لي لدخول عالم التدريب الذي كان ناجحا بالنسبة لي والحمد لله.”
“أتمنى أن أحظى بفرصة العمل في مراكز التكوين الجديدة”
وعن مشاريعه المستقبلية فقال: “بكل صراحة، ليست لي أي رغبة في العمل في الأندية الجزائرية، حلمي الوحيد هو إنشاء مدرسة خاصة بحراس المرمى، أو العمل مع الفئات الشبانية في أحد مراكز التكوين التابعة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أين وضعت طلب على مستوى الاتحادية وتلقيت تطمينات بالعمل في مركز تلمسان الذي هو بصدد الإنشاء، أين يبقى هدفي تسخير خبرتي الكبيرة لتكوين حراس المستقبل إن شاء الله وعلى أسس صحيحة.”
حاوره: حمزة.ع